تنطلق غداً في بيروت اعمال الدورة التاسعة عشرة لمجلس وزراء الداخلية العرب وعلى جدول اعمالها النظر في التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة على الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي والوضع السائد في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل تمادي الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني، اضافة الى تقويم التعاون الأمني بين الدول العربية على خلفية تطبيق الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب "ومدونة قواعد السلوك" المتعلقة بها. وفي هذا السياق، قال مصدر في مجلس وزراء الداخلية العرب ل"الحياة" ان الدول العربية كانت السباقة من خلال المجلس في اعداد تعريف خاص بالإرهاب لتمييزه عن المقاومة التي تعتبر مشروعة وتجيز حق الشعوب في النضال من اجل تحرير ارضها من الاحتلال الأجنبي. ولفت الى ان المجلس نجح منذ سنوات في التوصل الى تعريف يميز بين الإرهاب والمقاومة في وقت لم تتمكن الأممالمتحدة والولايات المتحدة الأميركية من اعداد تعريف في هذا الخصوص. واستبعد ان يكون بين وزراء الداخلية العرب خلاف على التعريف، مؤكداً انهم توافقوا في الدورة السابقة عليه وأقر بإجماع الدول العربية. وأوضح المصدر ان الحضور في الدورة يقتصر على الدول العربية في حين تشارك المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الجريمة والمخدرات في الاجتماعات الفرعية التي تعقدها اللجان المنبثقة عن المجلس. وينتظر ان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة التي تعقد اجتماعاتها في فندق "فينيسيا" في بيروت، رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وزير داخلية المملكة العربية السعودية الأمير نايف بن عبدالعزيز، والأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان. وكانت الاجتماعات التحضيرية للدورة بدأت اعمالها في بيروت منذ ثلاثة ايام، في وقت انجزت وزارة الداخلية اللبنانية وبإشراف الوزير المر كل التحضيرات لاستضافة الدورة التي تعقد وسط اجراءات امنية مشددة لم يسبق للبنان ان شهدها، وهي تعتبر بمثابة اختبار لما سيكون عليه الأمن في القمة العربية التي تستضيفها بيروت في آذار مارس المقبل وفي المكان نفسه. ووصل الى بيروت امس وزير الداخلية السوري اللواء علي حمود بعد وصول وزير الداخلية العراقي محمود ذياب الأحمد المشهداني على رأس وفد رسمي من بغداد اول من امس. والتقى حمود في عنجر رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان في حضور وزير الداخلية اللبناني الياس المر. ومنعت القوات الإسرائيلية امس، وزير العدل الفلسطيني فريج ابو مدين لا وجود لحقيبة الداخلية في السلطة الفلسطينية لارتباط الأجهزة الأمنية بالرئيس مباشرة من السفر الى بيروت، وقال ابو مدين في تصريح له ان كل المحاولات التي بذلها الارتباط العسكري الفلسطيني للسماح لي بالسفر باءت بالفشل وتبلغت اليوم القرار الإسرائيلي المفاجئ". وأشار الى أنه لا يستغرب "هذا الإجراء الإسرائيلي في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي تشهده مناطق السلطة الفلسطينية". علماً أن نائب المدير العام للشرطة الفلسطينية العميد محمود عصفور يشارك في الاجتماعات التحضيرية. وأوضحت الأمانة العامة للمجلس "أن المواضيع التي ستناقشها الدورة تحتل اهمية خاصة وتتجاوب مع مختلف التطورات والمستجدات الأمنية وهذا ليس بالأمر الطارئ او الجديد، إذ ان المجلس ومنذ نشأته يتابع كل التطورات الأمنية سواء على الصعيد العربي ام الدولي من منطلق حرصه على مكافحة كل انواع الجرائم القديم منها والمستجد ولا سيما تلك التي ترتدي الطابع المنظم والخطير كالإرهاب والمخدرات والعمل بالتالي على توفير كل مقومات الأمن والاستقرار لدولنا وشعوبنا العربية". ويناقش الوزراء مجموعة تقارير تركز على مدى تنفيذ الكثير من الاتفاقات والاستراتيجيات والخطط التي أقرها المجلس ومنها: الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب والاستراتيجية الأمنية العربية والاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية والاتفاقان العربيان في هذا الخصوص، والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات المعقودة في نطاق الأمانة العامة خلال العام 2001، وتشمل مجالات التعاون الأمني بين الدول الأعضاء ومن ضمن ما سيناقشه الوزراء مشروع القانون النموذجي لتسليم المجرمين والأشخاص المطلوبين وكذلك الاستراتيجية العربية لسلامة المرور". وضمن بند خاص سيتطرق الوزراء الى سبل دعم الشرطة الفلسطينية بعد الاعتداءات الإسرائيلية الشرسة التي تعرضت لها، ومسألة التعاون العربي في مجال مكافحة الجرائم الماسة بأمن البيئة.