واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - أفادت وسائل اعلام أميركية ان وزير الخارجية كولن باول يريد تطبيق القواعد المعتمدة بالنسبة لاسرى الحرب على المعتقلين في غوانتانامو، ما وضعه في موقف مخالف للسياسة المعلنة للرئيس الاميركي جورج بوش. وجاء ذلك في وقت لاحظ مسؤولون في معتقل غوانتانامو ان المعتقلين هناك مدربون ويتمتعون بوعي امني، فيما جرى التعرف على مزيد من البريطانيين بين المعتقلين. وأفادت وسائل اعلام امس، ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول يريد تطبيق القواعد المعتمدة بالنسبة الى اسرى الحرب على الاشخاص الذين تعتقلهم الولاياتالمتحدة في اطار حملتها ضد الارهاب، لكن من دون منحهم رسمياً وضع اسرى حرب. وهذا الموقف يتباين مع موقف الرئيس الاميركي جورج بوش القائل إن الاشخاص المعتقلين حالياً لدى الاميركيين في افغانستان او في قاعدتهم البحرية في غوانتانامو في كوبا هم "مقاتلون غير شرعيين". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لصحيفة "نايت - ريدر" ان باول يعتقد انه بامكان واشنطن الحصول على دعم المجموعة الدولية في قضية معاملة اولئك المعتقلين من خلال الاعلان انهم مشمولون بمعاهدة جنيف الموقعة عام 1949 حول اسرى الحرب. وأضاف المصدر نفسه انه اذا كان باول يرغب في ان يغير بوش وجهة نظره حول هذا الملف فلأن ذلك يأتي ايضاً "في مصلحة الاميركيين الذين قد يعتقلون في الخارج من دون اللباس العسكري او لدى عملهم من دون التغطية المعتادة". ونشرت صحيفة "واشنطن تايمز" ان باول طلب من الرئيس جورج بوش اعادة النظر في قرار بعدم ادراج المعتقلين في كوبا كأسرى حرب. ونقلت عن مذكرة ارسلها البرتو غونزاليس مستشار البيت الابيض الى بوش ان "وزير الخارجية طلب ان تعيد النظر في هذا القرار". وقالت الصحيفة ان المذكرة الداخلية المؤلفة من اربع صفحات والمؤرخة يوم الجمعة الماضي، تثبت ان مجلس الامن القومي يخطط لمناقشة طلب باول خلال اجتماع صباح اليوم. ونقلت عن غونزاليس قوله لبوش ان باول: "طلب ان تعتبروا ان اتفاقية جنيف الثانية في شأن معاملة اسرى الحرب تنطبق على كل من القاعدة وطالبان. ولكن فهمت انه سيوافق على امكان عدم اعتبار كل مقاتلي القاعدة وطالبان اسرى حرب ولكن فقط بناء على كل حال على حدة، بعد استماع فردي امام هيئة عسكرية". وقالت الصحيفة انه بحسب المذكرة فان غونزاليس ومعظم اعضاء فريق الامن القومي الاميركي ان لم يكن كلهم، يحضون بوش على عدم التراجع في شأن هذه القضية. ومن جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان السلطات الاميركية لا ترغب في منح اولئك المعتقلين وضع اسرى حرب لكي تكون مطلقة اليد في استجوابهم. وبموجب معاهدة جنيف 1949 فان اسرى الحرب غير مرغمين على الادلاء سوى باسمائهم ورتبهم وارقامهم خلال الاستجواب. وأعلنت وسائل الاعلام ان مسؤولين اميركيين كبار سيبحثون اليوم هذه المشكلة. وعلق الجيش الاميركي الاربعاء الماضي نقل اسرى من افغانستان الى قاعدة غوانتانامو في وقت بدأ فيه استجواب المعتقلين الذين اثارت معاملتهم انتقادات في اوروبا. المعتقلون مدربون وأعلن مسؤول عسكري اميركي اول من امس ان افراداً مدربين بدأوا بالظهور بين الاسرى. وقال الجنرال مايكل ليهنرت، قائد القوة الخاصة جي تي أف -160 المكلفة شؤون احتجاز الاسرى: "لاحظنا ان معظهم قد تلقى تدريباً. يرصدون تحركاتنا واعمالنا كالاجراءات التي نتخذها في مجال الامن". وأضاف: "لاحظنا بعض المحاولات لاخفاء اشياء معينة مثل الحصى مثلاً او تنسيق نشاطاتهم. ويبدون منتظمين وصبورين جداً"، موضحاً ان بعض الاسرى حاول حتى تمرير بعض المعلومات. واوضح: "منعناهم من ذلك". الى ذلك، اعلنت الخارجية البريطانية اول من امس التعرف على اسيرين بريطانيين آخرين في قاعدة غوانتانامو كعضوين مفترضين في تنظيم "القاعدة". وقال مسؤولون في الوزارة للصحافيين ان البريطانيين هما عاصف اقبال 20 عاماً وشفيق رسول 24 عاماً وكلاهما من وسط بريطانيا. وقالت صحيفة "صنداي تايمز" ان الرجلين ينتميان الى تنظيم اسلامي متطرف في منطقة تيبتون في بريطانيا. وكانا توجها الى افغانستان بعد ايام من وقوع اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة، للانضمام الى اعضاء آخرين من تنظيم تيبتون ما زالوا متواجدين في افغانستان. اما صحيفة "صنداي تلغراف" فقالت ان ما مجموعه خمسة مواطنين بريطانيين هم بين اسرى قاعدة غوانتانامو وان السلطات البريطانية ما زالت تحاول التحقق من هوية بعضهم. وقال ناطق باسمها: "لن نعطي اي رقم نهائي قبل التحقق من الامر".