} دمشق - "الحياة" - كتاب جديد للناقدة اللبنانية أمينة غصن صدر عن دار المدى دمشق تحت عنوان "نقد المسكوت عنه: في خطاب المرأة والجسد والثقافة". وفي مستهلّ مقدمتها تقول غصن: "لئن شحبت ظلال النقاد القدماء الذين كانوا يُعنون بتوضيب الواجهات والرفوف وعرض السلع وتنظيمها، أطل نقاد "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" يعرضون "أخطاءهم" و"زلاتهم" على متلقٍ مُقبلٍ أو معرضٍ، طمعاً بإعلامه لا بإلزامه. فما أن راحت "الأخطاء" تزحم "الأخطاء"، وتراكم "الزلات" "الزلات" حتى صار النقد الحديث معقلاً خطراً، وحالاً من "الهذيان" ينقض بعضه بعضاً، ويهدم "الأرستقراطية الثقافية" ليعلن "الديموقراطية الثقافية" على أنها مشروع حرّ لا تأسيس ملزم. فالنقد الماضوي كان يُعنى بوضع المعيار والقاعدة، أما نقد "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" فلم يعد "مؤسسة" تقوم باسم "التضامن" و"الأخوة" و"الائتلاف" و"التشابه" و"المقولات المطلقة"، بل صار "ذاتاً" تقرأ بلغة "الأنا" لا "بلغة الغير وعبره". أما "أناه" فهي "الأنا" المنحارة بقراءتها "غير المجانية" و"غير التلفيقية" بل "المقلقة" و"المفزعة" من طمأنينة الذاكرة ومألوفها، لأنها "الأنا" البعيدة من طموح التقعيد و"النموذج الأعلى". ... وتضيف: فالنقد الغربي الحديث الذي لا يعرف الثوابت هو نقد ضد - دوغمائي Anti-dogmatique، يأخذ بالاختلاف الذي ينفي الأحادي والمتجانس لمصلحة لكثرة واللاتجانس والتشظي وتعذر اليقين. فالنقد الغربي الحديث نقد ينفي نفسه بنفسه مذ أقرّ بولادة فن ديموقراطي "جليل" هو فن "العمالية" Universaliژ أي الحيادية Neutralitژ التي ترفض "المحلية" لأن للمحليات "هوياتها" التي تنحاز وترفض الحياد. "ناقد الحداثة العربي، يجعل من نفسه "نواة" و"مركزاً" لعلوم الغرب، إذ يفوته ان النقد الغربي الحداثي يقوم على نفي المركز، وتشظي النواة، واستبدادية "المتحرك" الذي لا يتحرك إلا بإزاء الهزم والنقض. من هنا يلح السؤال: هل بإمكان نقاد الحداثة العرب التأسيس "للعدمية" و"اللاعقلانية" والمجاهرة بهما؟ الجواب: لا" أما الأمثلة التي تفترضها الناقدة عليه فتأتي في كتابها في قراءات ثلاث: 1- خطاب تحرير المرأة بحسب قاسم امين، حديقة الحواس: النص الممنوع او شاهد البياض، واستبداد الرقيب بقراءة "البورنوغرافيا" ، لا "الاروسية" في علاقاتها المتعددة وخصوصاً بإشكالية الكتابة التعويضية، والتباس هوية الجسد الأندروجيني، النقد الثقافي: "وهو نقد نسقي افقي لا عمودي، وفي أفقيته تكمن ضديته: كما تعبّر الناقدة.