رد الفلسطينيون بسرعة على عملية اغتيال وصفت بأنها "الأشد بشاعة" لأربعة من كوادر "حماس" في مدينة نابلس فجر امس. فقبل غروب الشمس بقليل، اطلق مسلح فلسطيني النار باتجاه المارة عند مفترق شارعي يافا والملك جورج في قلب مدينة القدس، ما ادى الى اصابة عشرين اسرائيلياً على الاقل وصفت جروح خمسة منهم بأنها خطيرة. وعلى الفور، اعلن ناطق باسم الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون ان الدولة العبرية تحمل السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس ياسر عرفات "مسؤولية" الهجوم نظراً الى أنها "لا تفعل اي شيء" لمنع "المنظمات الارهابية" من التحرك. وبدورها حملت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مسلسل "العنف" الدائر في المنطقة نتيجة تصعيد "العدوان" بما في ذلك الهجوم في القدس الغربية مساء امس. وشدد نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني على ضرورة "ايجاد حل سياسي للازمة الحالية" مؤكداً انه "بدون ايجاد حل سياسي لا يمكن الخروج من دوامة العنف الموجودة". وجاء الهجوم في القدس الغربية بعدما اعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي ارون زئيفي ان الفلسطينيين سيشنّون هجمات "أشد قسوة من ذي قبل" لمدة اربعين يوماً رداً على اغتيال رائد الكرمي أحد الناشطين من حركة "فتح" الاسبوع الماضي. وتفجر جدل في اسرائيل يشكك في شعار "الامن" الذي تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتحقيقه للاسرائيليين منذ توليه سدة الحكم في اسرائيل وفشل سياسة الاغتيالات في جلب الامن للشارع الاسرائيلي. وأفاق اهالي مدينة نابلس، التي كانت المدينة الفلسطينية الثالثة التي تجتاحها قوات الجيش الاسرائيلي خلال الايام الاربعة الماضية، على نبأ اغتيال اربعة من كوادر حركة "حماس" وعلى مشهد مروع لجثامين الشهداء الاربعة الذين بدا من الآثار الواضحة على اجسادهم انهم فُجّروا تفجيراً وهم نيام في أسرتهم داخل طابق ارضي لمبنى سكني في مدينة نابلس. وقال حاكم مدينة نابلس المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني محمود العالول ومسؤولون في الاجهزة الامنية الفلسطينية لوكالة "فرانس برس" ان الجنود الاسرائيليين فاجأوا الرجال الاربعة وقتلوهم "بدم بارد"، وقد قتل احدهم وهو يستحم. واعتقلت قوات الاحتلال خلال عملية الاجتياح عدداً من الشبان الفلسطينيين فيما اعلن عن اصابة اربعة جنود اسرائيليين خلال عملية الاجتياح من دون اعطاء تفاصيل. واعلنت اسرائيل انها تمكنت من "تصفية خلية تابعة ل"حماس" مسؤولة عن عدة عمليات تفجيرية في القدس وداخل الخط الاخضر من بينهم مسؤول الذراع العسكري للحركة يوسف السروكجي". "حماس" تتوعد ب "حرب ضروس" وبعد ساعات من عملية الاغتيال، هاجم الفلسطيني سعيد رمضان 24 عاماً، الذي افادت معلومات اولية انه من قرية تل القريبة من نابلس، عدداً من الاسرائيليين المارة في قلب القدس الغربية واصاب اكثر من عشرين منهم بنيران بندقية من نوع "ام 16" قبل ان يرديه افراد الشرطة الاسرائيلية قتيلاً بنيرانهم. واعلنت قناة "المنار" التابعة ل"حزب الله" اللبناني ان منفذ الهجوم احد كوادر حركة "فتح". وكانت حركة "حماس" توعدت بشن "حرب ضروس" على كل الجبهات وبكافة الوسائل رداً على عملية الاغتيال الرباعية ملغية بذلك قرارها تعليق العمليات الذي التزمت به وفقاً لاعلان السلطة الفلسطينية قرار وقف النار. وفي ظل تواصل احتلال الجيش الاسرائيلي لمناطق السلطة الفلسطينية وتكثيف عمليات الاغتيال، يرشح مراقبون الوضع "لإنفجار كامل" في ضوء الطريق المسدود الذي بلغته الاوضاع ورفع العالم، بما فيه الولاياتالمتحدة، يده عما يجري في المنطقة، خصوصاً ان احد الفلسطنيين الذين شاركوا في تظاهرة في نابلس دعت الى اطلاق سراح المعتقلين لدى السلطة الفلسطينيين توفي متأثراً بجروحه خلال مواجهات امام مقر الشرطة الفلسطينية في المدينة. وهذا يعمق المأزق الذي علق به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بين الغضب الشعبي على صمت السلطة الفلسطينية ازاء التعصيد العسكري الاسرائيلي وبين عملية "العصر" التي يمارسها شارون ضده على مستوى الساحة الدولية السياسية.