واشنطن - ا ف ب - حاولت مانيلا أمس التقليل من شأن المخاوف التي سادت الاوساط اليسارية والمعارضة السياسية في الفيليبين عقب انتشار قوات أميركية في جنوب البلاد، في أكبر انتشار أميركي خارج أفغانستان منذ انطلاق الحملة الاميركية ضد الارهاب. وأعلن مستشار الرئيسة الفيليبينية الجنرال ادواردو ارميتا ان الجنود الاميركيين المنتشرين في الفيليبين لمواجهة جماعة "أبو سياف" المتطرفة في الجنوب لن يؤذن لهم بالتدخل ضد المتمردين الشيوعيين في بقية البلاد. وجاء الاعلان رداً على تصريحات ادلى بها الشيوعيون الفيليبينيون أول من امس عبروا فيها عن مخاوفهم من ان يشن الجنود الأميركيون ايضاً حملة ضد حركة التمرد الماوية. يذكر ان حركة "الجيش الشعبي الجديد" الفيليبينية اليسارية التي تضم 12 الف عنصر مدرجة على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية. وكانت الحكومتان الفيليبينية والاميركية صرحتا ان مستشارين عسكريين اميركيين سيساعدون الجنود الفيليبينيين على سحق مجموعة "ابو سياف" التي تحتجز رهينتين أميركيين وممرضة فيليبينية رهائن في جزيرة باسيلان جنوب الفيليبين. وأكد ارميتا: "لن نسمح باتساع هذا الوضع الى خارج الجزيرة الجنوبية مينداناو". وأضاف ان الدستور الفيليبيني يحظر اقامة قواعد او منشآت عسكرية اميركية في شكل دائم في البلاد، "ومن المؤكد ان هذا لن يحصل لأن دستورنا لا يجيزه". من جهته، كرر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أول من أمس تأكيد ان مهمة العسكريين الأميركيين في الفيليبين تشمل تدريب قوات مانيلا ولا تتضمن عمليات قتالية. وأبلغ رامسفيلد شبكة "ان بي سي" الاميركية: "اننا نعمل مع الفيليبينيين يداً في يد لتدريبهم في سلسلة من المجالات المرتبطة بمطاردة ارهابيين". وأضاف: "سننظم في المستقبل تمريناً مشتركاً لوقت محدد في مكان ما في الفيليبين". وفي رد على سؤال حول احتمال مشاركة جنود اميركيين في عمليات ضد مجموعة "ابو سياف" التي يشتبه في ارتباطها بأسامة بن لادن، شدد رامسفيلد على ان دستور الفيليبين يمنع اي قوة اجنبية من المشاركة في عمليات قتالية. ووصف ما أعلنته الصحف من ان عدد القوات الاميركية التي ارسلت الى الفيليبين بلغ 650 جندياً بأنه "مبالغ فيه".