ها هي الأقمار الصناعية، وصواريخ كروز وتوما هوك، وحوامات "الأباتشي" تفتش عن الارهاب في كهوف أفغانستان. وقريباً ستقوم بالبحث في جبال ايران وأحراش سورية ولبنان، وبحيرات النيلين الأزرق والأبيض، وأدغال الفيليبين، وأوحال الصومال. وقد تعود لحرق أشجار الغابات في فيتنام، لأنها لا تعرف ولا تريد ان تعرف أبداً في أي مختبر من مختبرات البيت الأبيض تصنع جرثومة الجمرة الخبيثة ... ضحايا قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، هل تظن أميركا ان أثر اشعاعهما قد غسل من أرض اليابان، كي ينغسل تأثيرهما من ذاكرة الموتورين؟ الفرانكوفونيون، سحب البساط من تحت أقدامهم. ضربت لغتهم. واللغة وعاء ثقافة الأمة ومجدها القومي. والقضاء على لغة قوم قضاء على مجدهم بل على وجودهم. الصرب، الفيتناميون وتراثهم، والروس ومأساة انهيارهم، وخيبة الآمال التي بشروهم بها مع قدوم الرأسمالية، وإذا النتيجة أفواج لا تشبهها أفواج الجراد من البغايا تنتشر في دول العالم. التشيخيون والسلافيون، وسلالات العبيد المقهورة التي ما زالت تعاني من القهر حتى خروجها صفر اليدين من مؤتمر ديربان... وكثير كثير مما لا يحصى من الثارات. هذه التراكمات والتركات والأثقال جميعها هل تقوم بأودها شماعة الإرهاب؟ لكن السؤال هو: ما هو دورنا، نحن المسلمين، بعد الفتك بالأفغان؟ هل نبقى منهمكين في ما كنا منهمكين فيه من قبل؟ اثنتان وسبعون فرقة كل منها تكفر الأخرى بحسبانها الفرقة الناجية، والباقون في النار؟ وانها صاحبة الحق المطلق في نشر العقيدة الصحيحة؟ أنظل هكذا، لا نشعر بأن الوقت حان لأن نتقي الله، ونفيء الى الرشد، وندع العصبية الجاهلية؟ ألم نقتنع بعد بأننا جميعاً موحدون؟ ان كل أهل الشرق، مسلمين ومسيحيين، أصبحوا الآن جميعاً في قارب واحد. والنسر الغربي النبيل جداً الى حد الافتراس، لا يميز بين ارهاب طيب وارهاب شرير. عدنان السيد محمد العوامي