} أثار ترشيح رئيس الحكومة الأفغاني الموقتة حميد كارزاي الالمان لقيادة قوة حفظ السلام في بلاده، استياء في الاوساط الرسمية الاعلامية في تركيا التي كانت تترقب توليها المهمة لدى انتهاء ولاية القيادة البريطانية بعد ثلاثة أشهر. وجاء كلام كارزاي في حديث الى مجلة "دير شبيغل" قال فيه إن أسامة بن لادن كان حاكم أفغانستان عملياً بعدما "وضع طالبان في جيبه". أثارت تصريحات لرئيس الحكومة الافغانية حميد كارزاي طالب فيها بأن تتولى ألمانيا قيادة قوة حفظ السلام الدولية في أفغانستان ابتداء من نيسان أبريل المقبل، انزعاجاً واضحاً في الأوساط التركية التي تبذل كل ما تستطيع من أجل الحصول على تلك المهمة. ووصفت صحيفة "ستار" التركية كارزاي بالوقح، قائلة إن دعوته تلك تظهر نكرانه للجميل التركي والمساعدات التي قدمتها تركيا الى أفغانستان. وليست هذه المرة الأولى التي تبدي فيها تركيا امتعاضها من كارزاي، إذ بدأ هذا الانزعاج يوم تشكيل الحكومة الموقتة التي لم تمنح الأوزبك ما يستحقونه من تمثيل وزاري، خصوصاً أن انقره كانت تتوقع منح الجنرال عبد الرشيد دوستم منصب وزير الدفاع، هو الذي تجمعه بها علاقات وطيدة. كما سبق وأثار اختيار كارزاي السعودية كأول بلد أجنبي يزوره، استياء الأوساط التركية التي كانت ترى أن أنقره أَولى بهذه الزيارة، هي التي تحاول إبراز تجربتها العلمانية، وتقترح تطبيقها في أفغانستان لضمان تشكيل نظام ديموقراطي هناك. وكان رئيس الوزراء بولنت أجاويد بعث برسالة الى كارزاي الأسبوع الماضي، أشار فيها الى استعداد بلاده لتقديم المساعدة في إعمار أفغانستان وخصوصاً إعادة بناء النظام الإداري وهيكلته ونظامي التعليم والصحة، وكذلك بناء الجيش الأفغاني وتدريبه وتسليحه. إلا أن هذه الرسالة لم تلق تجاوباً كبيراً من كارزاي ولا حتى من قبل المجتمع الدولي وقوى التحالف الأميركية والبريطانية التي عبرت عن تقديرها للنظام العلماني في تركيا لكنها أشارت الى أنه قد لا يناسب المجتمع الأفغاني. وتربط تركيا كل ما يمكن أن تقدمه من مساعدات الى الأفغان بالدعم والتمويل الذي ستحصل عليه من النظام العالمي والأمم المتحدة والدول المانحة، بسبب ما تمر به من أزمة اقتصادية، وهو ما يحجّم دورها في إعادة إعمار أفغانستان. وتولي أنقره أولوية وأهمية كبيرة لتولي قيادة قوة حفظ السلام الدولية بعد انتهاء فترة تولي بريطانيا لها. وتقدمت من أجل ذلك بطلب الى واشنطن للحصول على مساعدات مالية تساعدها على إرسال 261 جندياً الى أفغانستان، وكانت واشنطن رفضت تقديم هذه المساعدات، إلا أن أوساطًا تركية ذكرت بعد عودة رئيس الوزراء بولنت أجاويد من واشنطن أن الإدارة الأميركية وعدت بتقديم 20 مليون دولار الى القوات التركية التي ستذهب الى أفغانستان، ووعدت أيضاً بالعمل على تولي تركيا قيادة تلك القوة وهو الشرط الذي وضعته أنقره من أجل المشاركة في قوة حفظ السلام. كارزاي على صعيد آخر، أكد كارزاي في حديثه الى "دير شبيغل" أن أسامة بن لادن كان الحاكم الفعلي في أفغانستان في عهد "طالبان". ولمح الى أن "المعاملة الخاصة التي يلقاها بعض كبار المسؤولين السابقين في الحركة مثل وزير العدل السابق الملا ترابي، هدفها الحصول على معلومات تؤدي الى الكشف عن مكاني الملا محمد عمر وبن لادن". واستبعد أن يكون زعيم "القاعدة" تمكن من الهرب الى باكستان. بن لادن وقال كارزاي: "العربي أسامة بن لادن أصبح عملياً حكومة أفغانستان، وهو وضع طالبان في جيبه الصغير ودمّر بلدنا وأمتنا. والآن تحررنا وفي إمكاننا العيش بكرامة بفضل الاميركيين في الدرجة الأولى". ورداً على سؤال حول ال45000 مقاتل الذين كانوا في إمرة حركة "طالبان" قبل بدء القصف الأميركي في تشرين الأول أكتوبر الماضي قال: "إن هؤلاء كانوا في غالبيتهم من المرتزقة الاجانب والمتطرفين من القاعدة". وتابع أن "جنود طالبان العاديين عادوا الى عائلاتهم وقراهم لأن لا علاقة لهم بالارهاب والارهابيين، وهناك نحو 40 إلى 50 قائداً في طالبان مسؤولين عن الاعمال الوحشية التي حصلت في البلاد لا يزالون فارين، و15 منهم على لائحة تحمل أسماء أخطر المطلوبين، ونحن سنجدهم وسيتحملون مسؤولية أفعالهم". ولم يستبعد كارزاي إجراء محاكمة دولية لهم على اعتبار أن إمكانات بلده ضعيفة في هذا المجال. وعن الاهانات التي يتعرض لها المساجين من حركة "طالبان" على أيدي الاميركيين قال: "إن حلق ذقون المعتقلين ليس بالأمر المشين لأن الذقن الطويلة ليست دليلاً على أن الرجل مسلم جيد، ولكن يتوجب عدم إهانة أحد أو جرح كرامته ومعاملة السجناء المجرمين معاملة حسنة". وشدد رئيس الحكومة الافغانية الموقتة على أن حكومته مقبولة من جميع زعماء البلاد وأن الجنرال الأوزبكي دوستم الذي يسيطر على مزار الشريف واسماعيل خان الذي يحكم هيرات أرسلا إليه رسالتي تأييد وطاعة، وكذلك قادة المجاهدين القدماء وفي مقدمهم البروفسور عبدالرسول سياف والرئيس السابق برهان الدين رباني. اما بالنسبة الى رئيس الحكومة الأسبق حكمتيار الذي دعا من إيران أخيراً الافغان الى النضال ضد المحتلين الأميركيين، أجاب بأن الأخير أرسل إليه صهره لاجراء مشاورات معه. وعن استمرار وجود الرئيس السابق رباني في القصر الرئاسي وما إذا كان سيخليه للملك السابق ظاهر شاه عندما يعود الى أفغانستان في شهر آذار مارس المقبل، قال كارزاي إنه هو الذي طلب من رباني البقاء في القصر وأن حكومته ستقدم للملك منزلاً خاصاً.