أكدت الفنانة صباح انها لن تعتزل الفن الا في حالين، "اما ان تنتهي صباح، واما أن ينتهي الفن"، معتبرة ان الحياة الفنية تغيرت كثيراً وان الطبقة الوسطى التي كانت تشكل الجمهور الأفضل للفن انتهت. "الحياة" حاورت صباح عن فنها وحياتها الخاصة. بعد إصابتك بعارض صحي السنة الماضية ظن البعض انك ستعتزلين الفن، فما هو ردك على ذلك؟ - قد أعتزل الفن في حال من اثنتين، إما أن تنتهي صباح واما أن ينتهي الفن، فالصحة أثمن شيء في الحياة والحمد لله اعتبر ما أصابني في السنة الماضية عارضاً صحياً وانتهى، وأنا الآن في كامل حيويتي ونشاطي. طبعاً هناك أمور تغيرت لكني لم أصل بعد الى حدود التخلي عن الفن طالما ان الصوت لا يزال على عذوبته وطالما انني قادرة على الأداء. الملاحظ ان اغنياتك الأخيرة لم تحمل مواصفات الأغنيات التي سبقتها، لماذا؟ - لأن الأمور تبدلت، والحياة الفنية تغيرت وهل يعقل ان اغني كإبنة العشرين، هذه فيروز مثلاً اغنياتها اليوم مختلفة عن سابقاتها. بعد اكثر من نصف قرن من العطاء الفني، كيف ترين الساحة الفنية اليوم؟ - لو أردت ان أبدأ العمل في الوقت الحاضر لكنت اعتذرت، لأن كل المعطيات تغيرت، ولكثرة الفنانين اختلفت المقاييس. ما تغير هو جيل العمالقة، لكني استطعت ان أتطور خصوصاً بعد ارتباطي الزوجي بفادي على رغم انه أصغر مني سناً الأمر الذي يحتم عليّ مجاراته، ولو لم أتزوجه لما كنت جاريت الحركة الفنية كما هي الحال اليوم. تتذكرين جيل العمالقة وأنت واحدة منهم؟ - الساحة الفنية وجدت لكل الناس والجميع يبذلون الجهد المطلوب، والساحة ليست لي وحدي بل للناس الذين يتقنون الفن، لأن الزمن يتطور الى الأمام وأتمنى للجميع التوفيق، علماً ان هذا العصر هو عصر النجم أما نجم النجوم فغير موجود. كيف كان رد فعلك على حلقات قصة حياتك في تلفزيون "المستقبل"؟ - انها من اجمل ما شاهدت وهي افضل تكريم حصلت عليه على رغم ان كل الدول العربية كرمتني وأعطتني الكثير، حتى ان بعضهم منحني الجنسية وشرف الانتماء. والفضل في قصة حياتي يعود للجهد الكبير الذي بذله فادي بالتعاون مع تلفزيون المستقبل. هل تنوين المشاركة في مهرجانات بعلبك، وما هي ذكراها عندك؟ - احياء مهرجانات بعلبك يشكل عامل ثقة كما أيام زمان وأكثر. اليوم كل لبنان مهرجانات وكل لبنان مطربين، والناس لها رأيها في المفاضلة بين الجديد والقديم، وإن شاء الله ان تعود بعلبك مثل الأول وأكثر. اما ما احمله من ذكرى من بعلبك فأتذكر عشيرة آل ياغي وهي من "أحلى العائلات" البعلبكية المتميزة بحبها الكبير للفنانين. لم أنس وقفة أهل المدينة الى جانبي، وكذلك احترامهم للفنان، كذلك لن أنسى كرمهم الموصوف وأتمنى ان يكونوا على النفسية نفسها الى اليوم. هل تتذكرين رصيدك الغنائي؟ - يقول فادي أن رصيدي الغنائي يضم أكثر من ثلاثة آلاف أغنية. وأنا اعتقد ذلك مع الأفلام والاسطوانات، اضافة الى 84 فيلماً سينمائياً و16 مسرحية، من دون قصة حياتي طبعاً. تعتبرين من القلة التي تقبل الحديث عن حياتها الزوجية السابقة، فماذا أضافت اليك تجربة الزواج؟ - لم يتغير شيء ولو كانوا كلهم مثل فادي "آدمي" ويفهمني جيداً ما كنت تركتهم. علماً ان كل الفنانات اكثرن من الأزواج أمثال سهير رمزي وليلى طاهر ونجاح سلام وشادية، وبالكاد استقرت فنانة على زوج واحد. الفنانة تطلب دائماً الاستقرار، لكن عند الارتباط بزوج تكثر الشروط، كالمنع من السفر، او العمل، ومن دون تقديم البدائل، وتكثر الغيرة ويصبح الزوج متهماً الى جانب الفنانة المشهورة. ماذا تحملين من ذكريات من مصر التي عشت فيها وعملت؟ - مصر لا يمكن ان أنساها. يكفي اعتبار المصريين انني مصرية. انها بلدي الثاني وقد زرتها للمرة الأولى في الأربعينات عندما مثلت فيلماً مع آسيا داغر وكان هذا الفيلم بدايتي الفنية مع التمثيل السينمائي. ما سبب انحسار الفن اليوم؟ - أولاً أصبح في لبنان غني وفقير، الغني لديه خوف من التصرف بمدخراته، والفقير يكاد يستطيع تأمين مستلزمات بيته وعائلته. اما الطبقة الوسطى التي كانت تشجع الفن فانتهت والسبب كثرة الفنانين... والناس لم يعد يعجبهم أحد.