شهدت مدن عدة في مصر والسعودية الكثير من أعمال عبدالسلام عيد التي تعد نقلة نوعية. وهذه الاعمال تنتشر في الميادين والشوارع لتنمي الذوق الفني لدى الجمهور، ولتعبر عن تراث هذه المدينة او تلك في صورة رمزية. ويعود الفضل في انتشار الجداريات ذات التصميم الفني الرفيع الى عيد وهو استاذ التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة الاسكندرية. وإذا كانت جدارية وصلت الى مدينة جدة في السعودية، الا ان عمله الأكثر تأثيراً كان في الاسكندرية، ليقال إنه رسخ جماليات الجدران في الاسكندرية حتى أصبحت هناك رغبة عارمة في تجميل كل جدار أو سور خارجي لمؤسسة بجدارية فنية تبعث البهجة في المدينة. أجمل جدارياته في الاسكندرية جدارية الكتب في سور "أرض كوتة"، وهي مساحة مخصصة للمعارض في وسط المدينة. وجدارية مستشفى مصطفى كامل التي تحاذي كورنيش الاسكندرية وجدارية سان جيوفاني التي تعبر عن البحر ومدلولاته ومنها القواقع والصدف وشباك الصيد. وأكثر الاشياء لفتاً للانتباه في جداريات عيد استخدامه مواد خام تقليدية عادة ما تكون مهملة، وهو ما يجعل من كلفة هذه الاعمال زهيدة جداً. وفي مدينة جدة نرى عيد يستلهم تاريخ المدينة في مجسم يحكي قصتها بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويصل ارتفاع هذا المجسم الى 30 متراً. ومن الحداثة في هذا المجسم الى العودة للماضي في استعماله الفخار بكثرة في جدارية بيت الفنانين التشكيليين التي نفذها العام 1993. وأي زائر لقاعة الاحتفالات ومركز المؤتمرات في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ستبهره جدارية تمثل البحر وفيه سفينتان تحملان كتباً وأدوات علمية قديمة. هذه الأعمال الفنية دفعت "اليونيسكو" الى تكليفه تنفيذ جدارية في متحف توني غرانيه في ليون تعبر عن الحضارة المصرية. لعبدالسلام عيد الكثير من الأنشطة الفنية الدولية، فقد حصل على الجائزة القومية "لوبيام" التي تنظمها ايطاليا بين جميع اكاديميات الفنون في العالم وذلك في العام 1977 في مجال التصوير. وشارك في بينالي فينيسيا العام 1984 الذي تشارك فيه كل عامين 41 دولة بأحد الاعمال المجسمة الذي اطلق عليه اسم "المدينة" والذي اختارته اللجنة العليا لبينالي فينيسيا كواحد من أهم عشرة أعمال حققت موضوع البينالي في هذه الدورة وهو الفن والتقليد. وامتدت مشاركات عيد الى المهرجان الدولي للتصوير العام 1977 في كان في جنوبفرنسا، وصالون "غراند باليه" في باريس العام 1981، والمهرجان الدولي في اليابان العام 1985. وفي العام 1987 دعته الاكاديمية العربية للنقل البحري في الاسكندرية الى اقامة معرض على ظهر الباخرة "عايدة 3" ليطوف موانىء البحر المتوسط. ولأهمية أعماله حرص الكثير من المتاحف على مقتنيات فنية خاصة به منها متحف الفن الحديث في القاهرة ومتحف كلية الفنون الجميلة في الأسكندرية ومتحف أكاديمية الفنون الجميلة في اوريينو في ايطاليا ومتحف دير سان برناندينو في ايطاليا ومتحف عمان الوطني في الاردن.