تُختتم اليوم مباريات الجولة الثانية من مسابقة كأس دورة الخليج الخامسة عشرة لكرة القدم، اذ يستضيف استاد الملك فهد في الرياض مباراتين الأولى تجمع قطروالإمارات والثانية السعودية والبحرين. وكانت الجولة الأولى قد اسفرت عن فوز الامارات على عمان 1-صفر، وقطر على البحرين بالنتيجة ذاتها، وتعادل السعودية والكويت 1-1. ويأمل المتابعون لأحداث خليجي 15 ان تبدأ المنتخبات بتقديم مستوياتها المعروفة، بعد انتهاء الشد العصبي الملازم للمباريات الافتتاحية لكل فريق، وتشكل مبارتا اليوم منعطفاً مهماً للمنتخبات الأربع. قطر- الامارات بعد ان كان المنتخبان بعيدين عن الترشيحات، عادا من الباب الكبير وجعلا النقاد يرتبون اوراقهم من جديد ويحسبون لهذين الفريقين حسابات خاصة. وكشف المنتخبان عن مكامن القوة لديهما، ونجوم تستطيع حسم المباريات، ومدربين يقرأون الاحداث جيداً. واللافت ان مدربي الفريقين سبق لهما ان التقيا في مناسبات كثيرة، فمدرب الامارات الهولندي جون بونفرير كان مدرباً لنيجيريا، ومدرب قطر الفرنسي بيار لوشانتر درب الكاميرون من قبل، وقد التقيا من قبل في نهائيات كأس امم افريقيا الماضية، ويعد بونفرير على دراية تامة بالفريق القطري، وهو الذي اشرف عليه في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 98، لكنه مني بفشل ذريع استدعى المسؤولين القطريين الى ابعاده في منتصف التصفيات، والاستعانة بالبوسني جمال حجي، الذي اقيل فيما بعد وتعيين البرازيلي كامبوس بصفة مؤقتة قبل ان يتم التعاقد مع لوشانتر. ونجح لوشانتر في المبارة الأولى على الأقل في ان يطيح بأبرز المرشحين لنيل اللقب، منتخب البحرين، وهزمه بهدف من دون مقابل، وقدم لنا منتخباً شاباً تميز بالحيوية وحسن التحرك، والتغطية الممتازة. ويعتمد لوشانتر على الحارس حسين الرميحي الذي نجح امام البحرين وأنقذت تدخلاته مرمى "العنابي" من هجمات بحرينية خطيرة. وفي الدفاع يبرز سعود فتح وعادل درويش وجفال راشد وضاحي النوبي وسعد الشمري والأخير - تحديداً - هو محرك الخاصرة اليمنى للقطريين، وفي الوسط ياسر نظمي والشاب بسام رزق ومشعل مبارك، وفي الهجوم محمد سالم العنزي والوجه الجديد عادل جدوع. وتكمن قوة القطريين في هذا الثنائي، والعنزي خبير بالكرة الإماراتية ولاعبيها، لوجوده في صفوف الوحدة الإماراتي ونيله لقب الهداف العام الماضي، ويمتاز العنزي بالكرات الرأسية وتجهيزها بشكل ممتاز، ويعتمد لوشانتر على حث لاعبيه على ايصال الكرة الى رأس العنزي الذي يقوم بدوره بتجهيزها الى احد المندفعين من زملائه لاعبي الوسط، او للجدوع كما حدث في مباراة البحرين، إذ هيأ العنزي كرتين للجدوع بالطريقة ذاتها سجل الأخير واحدة منهما. ويعرف الاماراتيون مواطن القوة في "العنابي"، وسيعمد بونفرير الى تحييدها، وهو حتماً سيطلب من المدافعين مراقبة العنزي وخصوصاً في الكرات الرأسية، ويعرف بونفرير ان مصدر الخطر يكمن في رأس العنزي لأنه يشرف عليه في فريق الوحدة. وكان الاماراتيون قد كسروا قاعدة الترشيحات وأطاحوا بالمنتخب العماني في مباراة رأى فيها البعض مفاجأة، لكن لاعبي الإمارات نظروا الى هذه المقولة على انها انتقاص من قدراتهم، ويبدو انهم محقون في ذلك، ف"الأبيض" قدم امام عمان مباراة من الطراز الرفيع، وامتاز اداؤه بالجماعية والتحرك المنظم، وتتلخص قوة الاماراتيين اولاً في مدربهم ومعرفته المسبقة بالخصوم ثم بخط وسطه الذي يتكون من لاعبين صغار السن انيط بهم تجهيز الكرات والمحافظة على ديناميكية اللعب، ويُنتظر ان يمثل الامارات الحارس حسين علي وفي الدفاع: فهد علي وجليل عبدالرحمن وعبدالرحمن ابراهيم وعبدالله سالم وفهد مسعود، والأخير هو احد ابرز لاعبي الدورة، وربما ينافس على لقب افضل لاعب، ويمتاز بالمساندة الهجومية الدائمة والتسديدات المحكمة، وفي الوسط: عبدالسلام جمعة وسبيت خاطر وعبدالرحيم جمعة وفي الهجوم: العنبري وحيدر الو علي صاحب الهدف في مرمى عمان. السعودية - البحرين يأمل السعوديون الا يداوي البحرينيون جراحهم على حساب منتخبهم، ويذهب كثير من النقاد الى ان الفريقين لم يقدما ذلك العرض الذي قدماه في التصفيات الآسيوية وخصوصاً البحرين الذي خسر امام قطر صفر-1. فقد تمحورت احاديث السعوديين وانتقاداتهم بعد المباراة الافتتاحية امام الكويت وانتهت بنتيجة 1-1 حول اشراك الجوهر الوجه الجديد صالح المحمدي واستغربوا اقحامه في مباراة تنافسية، لكن الجوهر لم يعبأ بمثل هذه الانتقادات، وأصر على مشاركته لاعباً اساسياً، والحقيقة التي يجب ان نقدمها ان المحمدي لم يكن سيئاً. وانتقد انصار "الأخضر" الفجوات الواضحة بين المدافعين، وفشل لاعب الوسط المتأخر خميس العويران في القيام بواجباته كاملة، وطالبوا بإشراك الواكد الى جانبه مع اعطاء الدوخي حرية التقدم، وتكمن قوة السعوديين في الجهة اليمنى بوجود الدوخي ولاعب الوسط "الممتاز" ابراهيم ماطر الذي لعب امام الكويت واحدة من افضل مبارياته، وأعاد للاذهان المستويات التي كان يقدمها من قبل، ويتمنى عشاق الأخضر ان يشرك الجوهر الجمعان من بداية المباراة الى جانب اليامي الذي غادر تدريب يوم امس الأول مصاباً، لكن الأخبار الواردة من المعسكر الأخضر اكدت سلامته. ويبقى الحديث عن سامي الجابر وتناط به مسؤولية صناعة اللعب، وهو ناجح في مهمته الى حد كبير لكنه يكثر من المرواغة في وقت يكون التمرير فيه اجدى من إبراز المهارت، ولا نعرف سبباً لعودة الجابر - كما في مباراة الكويت - وتبادل الكرة مع متوسطي الدفاع خليل وسليمان، وسيخضع الجابر اليوم لرقابة بحرينية مؤكدة كما فعل الخضري في المباراة السابقة. ويرتاح السعوديون كثيراً لحارسهم الدعيع الذي انقذ الفريق من هزيمة مؤكدة امام الكويت، بل انهم لا يتطرقون لأي هفوة له، ويعتبرونه اهم الأوراق، كما يتمنى انصار "الأخضر" ان تغار الجهة اليسرى لفريقهم من الجهة اليمنى ويقدم الصقري عرضاً يوازي ما يقدمه الدوخي، ويخشى السعوديون ان يلعب متوسطا الدفاع بطريقة كشف التسلل كما فعلوا امام الكويت مما كان سبباً في هدف الهويدي، ويجدر بالجوهر ان يضع خليل "قشاشاً"، ويوكل لسليمان مراقبة رأس الحربة. وعلى الجانب البحريني ظل مسيرّو الفريق يقللون من اهمية خسارة فريقهم، ويؤكدون انهم خسروا معركة لكنهم لم يخسروا الحرب، وبدا المدرب الألماني سيدكا واثقاً من قدرات لاعبيه، فصرّح غير مرة بأن الخسارة لا تعني نهاية العالم: "سيظهر اللاعبون بمستواهم الحقيقي امام السعودية، مباراة اليوم منعطف مهم إما الاستمرار في المنافسة وتحقيق الحلم البحريني الذي طال انتظاره، وإما الرحيل، سنعمل جادين على تحقيق الأول". وتسمى البحرين عقدة السعودية، يقول لاعب سعودي دولي اعتزل اللعب "ليلة مباراة البحرين ينتاب اللاعبين احساس غريب، لمعرفتهم ان هدف لاعبي الفريق الخصم هو ايقافنا بالفوز او التعادل، وهذا ما يجعل اداء لاعبي البحرين يختلف عن ادائهم امام الفرق الأخرى". وكان المنتخبان قد التقيا في التصفيات الاسيوية مرتين تعادلا في الرياض 1-1، وفاز "الأخضر" في المنامة 4-صفر، ولا ينسى السعوديون مساندة البحرين لهم في التأهل لمونديال 2002 عندما فازوا على ايران 3-1، لكن اليوم لن يكون هناك مجال لرد الدّيْن البحريني. ويبرز في البحرين الحارس عبدالرحمن عبدالكريم والمدافع الخبير خميس عيد ومحمد سالمين وغازي الكواري وطلال يوسف وعبدالله المرزوقي ومحمد حسين. والسؤال العريض الذي يطرحه النقاد هو هل يقتحم "الأخضر" المنافسة من جديد ام يواصل البحرين مواقفه، ويرسّخ مفهوم العقدة؟