بدأت المنتخبات الخليجية المشاركة في دورة الخليج العربي الخامسة عشرة لكرة القدم بالتوافد على العاصمة الرياض للمشاركة في هذا التجمع الخليجي الكبير الذي يقام كل سنتين. وكانت المنتخبات قد انهت استعداداتها لهذه التظاهرة يوم السبت الماضي،واعلنت اتحاداتها الاهلية اسماء اللاعبين المشاركين في الدورة ، وضمت قوائم المنتخبات نجوماً معروفين في الوطن العربي، وحرمت الاصابة نجمين خليجيين من المشاركة هما لاعب السعودية نواف التمياط وقائد المنتخب القطري مبارك مصطفى الذي اجرى عملية جراحية في ركبته اليمنى بالولايات المتحدةالامريكية قبل ايام فقط، اما ابرز الغائبين فهو نجم المنتخب السعودي في التصفيات الاسيوية النهائىة المؤهلة لكأس العالم عبدالله الشيحان. ويلاحظ في استعدادات المنتخبات الخليجية هذه المرة الاعداد الداخلي واستدعاء المنتخبات الاوروبية لبلادها مثل منتخبي ايسلنداورومانيا،وجاءت النتائج متفاوتة، وحرصت المنتخبات على عدم كشف الأوراق كاملة من قبل المدربين . وجاءت استعدادات المنتخبات على النحو التالي : البحرين من خلال ادائه عام 2001 ، وبعد ان اخرج المنتخب الكويتي في التصفيات الاولية المؤهلة لكأس العالم، وعروضه القوية في التصفيات النهائية، وتحديداً في مباراته الاخيرة امام ايران في المنامة وفوزه 2-صفر ،مهدياً بطاقة التأهل للاخضر، اصبح هذا الفريق الشاب مرشحاً للقب، واذا لم يكن كذلك فانه سيقف على منصة التتويج على اقل تقدير. ومعظم عناصر الفريق البحريني من فئة الشباب ونجح المدرب سيديكا في توظيفهم، وجعل منهم منتخباً قوياً يلجأ للهجوم والفوز، بعد ان ظل هذا الأحمر لسنوات طويلة يلعب بالطريقة الدفاعية البحتة التي وضعته ضمن المنتخبات المملة في الاداء والعروض، ولكن هذا الأحمر تغير 180 درجة بعد ان تسلم المدرب الالماني سيديكا مهام الاشراف الفني و نجح بدرجة امتياز في إقناع المسؤولين عن الرياضة في البحرين بأن منتخبهم مؤهل للالقاب ، وخير برهان على ذلك مافعله في التصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم ، بعد ان قدم عروضاً قوية ابرزها تعادله مع ايران في طهران وتعادله مع السعودية في الرياض 1/1 وفوزه على ايران في المنامة 2/صفر وفوزه على العراق في المنامة 2/ صفر. ويضم الفريق عناصر خبرة جيدة في مقدمتهم قائد المنتخب خميس عيد ، في حين ان السواد الاعظم من الفريق البحريني من فئة الشباب وابرزهم محمد حسين ومحمد سالمين ابن احمد سالمين صاحب اول هدف في دورات الخليج ، و مرتضى عبدالوهاب وسلمان عيسى وغازي الكواري وراشد الدوسري . واقام المنتخب البحريني معسكراً في المنامة نظم فيها دورة رباعية ضمت الى جانبه كلاً من مقدونياوالبانياوفنلندا، وفاز على البانيا 3-صفر سجلها محمد سلمان هدفين وراشد جمال وتعادل مع مقدونيا 1/1 سجل للبحرين محمد سالمين وخسر امام فنلندا صفر 2/. واوضح رئيس المؤسسة العامة لرعاية الشباب الشيخ فواز بن محمد ال خليفة "اعطينا المدرب ثقة كاملة في عمله ولم نتدخل ابداً في اختيار التشكيلة، حتى انه لم يستدع افضل جناح وهو حميد درويش الى المنتخب فكانت له صلاحياته في الاختيار، وكل هذه الامور التي سبقت تصفيات كأس العالم كانت سبباً مباشراً في المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب فيها، فضلاً عن اعتمادنا نظام الثواب والعقاب وتوفير المعسكرات اللازمة لاعداد اللاعبين فكانوا امام خيار واضح وهو تقديم الافضل". واشار الشيخ فواز الى ان عشرة لاعبين من المنتخب الحالي شاركوا في كأس الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998، "لكن يحسب للمدرب انه احدث نقلة نوعية وفنية العام الماضي". وعن فرص المنتخب البحريني في كأس الخليج المقبلة قال الشيخ فواز "كل المنتخبات فرصها متساوية خصوصاً المنتخب العماني بتأهله الى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية للمرة الأولى، كما ان وجود خمسة منها من بين افضل عشرة منتخبات اسيوية امر مهم، فضلاً عن منتخب الكويت حامل اللقب وصاحب الإنجازات وغالباً ما يشارك وهو غير مرشح لكنه يحرز اللقب". واستدرك قائلاً"يجب ان نكون واقعيين، فالمنتخب السعودي جاهز لاحراز اللقب بعد تصدره مجموعته في التصفيات وتأهله الى نهائيات المونديال رغم بعض الاصابات في صفوفه لكنه يملك البدلاء الذين لا يقلون شأناً عن الاساسيين لان نظام الاحتراف في السعودية طبق منذ نحو عشر سنوات واللاعبون جاهزون للانضمام الى المنتخب، اما البحرين فاللاعبون غير متفرغين". ورفض اعتبار المنتخب البحريني مرشحاً للمركز الاول "سأكون سعيداً اذا وصلنا الى منصة التتويج" ،معتبراً ان الهدف هو اعداد المنتخب للمستقبل "لان معدل اعمار اللاعبين يصل الى 23 عاماً كما اننا نخطط لخوض 11 او 12 مباراة دولية ودية كل عام لتحسين تصنيفنا دولياً واكساب اللاعبين المزيد من الخبرة". واعرب عن رغبته في احداث تغيير في نظام كأس الخليج "افضل ان نلعب بنظام الذهاب والاياب على مدار السنة بدلاً من طريقة التجمع التي قد تعيق برامج مشاركات احدى الدول احياناً، وهذا النظام سيضمن للمنتخبات استمرارية الجهوزية وخصوصاً بالنسبة الى المنتخب البحريني لكيلا يكون منتخب مناسبات فقط بل سيصبح جاهزاً فنياً وبدنياً باستمرار". ورفض اعتبار ان اهمية كأس الخليج لم تعد كما كانت عليه "توجد الآن احداث كثيرة وبدأ الصراع بين المنتخبات على التأهل الى كأس العالم واحراز كأس اسيا، اما في السابق فلم يكن هناك سوى كأس الخليج وبالتالي فانها مازالت تراوح مكانها، ويكفي الاشارة الى ان عائدات تسويق خليجي 15 قد تبلغ نحو 8 ملايين دولار، بينما بلغت عائدات تصفيات كأس العالم 4 ملايين دولار فقط، وهنا يتأكد لنا ان دورات الخليج ماتزال مهمة". الامارات اقل استعداداً اما منتخب الامارات او كما يحلو لعشاقه ان يطلقوا عليه المنتخب الابيض فانه اقل المنتخبات استعداداً لخليجي 15، اذ بدأ الاعداد متأخراً، وكانت نظرة المدير الفني للمنتخب الهولندي جو بونفرير عدم اقامة مباريات تجريبية كثيرة. وحال المنتخب الاماراتي مثل حال المنتخب القطري تماماً، فبعد الاخفاق في التصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم الاخيرة اجرى المسؤولون الاماراتيون تغييرات كثيرة من اهمها التعاقد مع الهولندي جو بونفرير صاحب تجربة بالكرة الخليجية، كما ان القائمة التي سيدخل بها المنتخب الاماراتي الدورة جُل اسمائها من اللاعبين الجدد، ولايوجد في القائمة سوى اربعة اسماء على الاكثر مثل جمعة اخوان عبدالسلام وعبدالرحيم، وقائد الفريق عبدالرحمن ابراهيم،. واكتفى المنتخب الاماراتي باللعب مع منتخبي المؤسسات بالامارات وفاز 3/2، ويعتبر النقاد الاماراتيون ان عدم لعب منتخبهم مباريات ودية يعد خطأ جسيماً سيدفع ثمنه المنتخب في مباريات خليجي 15. وكان المدرب الهولندي بونفرير قد استبعد عشرة لاعبين دفعة واحدة من المنتخب الذي شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. الكويت ونصيب الاسد يدخل البطولة وكله اصرار على اعادة هيبته التي افتقدها ابان التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم، عندما اخرجته البحرين. والازرق الذي يدخل مباريات خليجي 15 بعامل التاريخ والبطولات وايضاً الحظ يدرك ان مهمته هذه المرة ليست بالسهلة، وانه يحتاج للكثير للاحتفاظ باللقب الذي حققه في المرة الاخيرة بالبحرين ليكون المجموع 10 القاب في خزينته وهي سلاحه المعنوي لخليجي 15. وابدى مدرب الكويت الشهير بيرتي فوغتس تفاؤله بتقديم مستوى متطور للكويت في دورة الخليج، واضاف "لا تهمني النتائج في المباريات الودية بقدر اهتمامي بالنواحي التكتيكية والبدنية". وكشف فوغتس صراحة ان منتخب الكويت هو اقل المنتخبات الخليجية من الناحية الاعدادية على اعتبار ان الفرق الخليجية الاخرى قد لعبت بما يقارب 12 مباراة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم"، واضاف "ان ارسال اسامة حسين للمملكة لمشاهدة مباراة الاخضر وايسلندا هو في غاية الاهمية نظراً للتقرير الذي اعده اسامة عن المباراة". وعن حظوظ المنتخب الكويتي في خليجي 15 قال "اعتقد ان الامور يصعب التكهن بها". وكان المنتخب الكويتي قد اقام معسكراً داخل الكويت ولعب مباراتين وديتين مع سوريا تعادل في المباراتين 2/2 وصفر/صفر، وفاز على زيمبابوي 3/صفر وتعادل مع رومانيا 1/1 ومع ايسلندا تعادل صفر/صفر. ويعتبر النقاد الكويتيون ان الازرق لم يصل الى المستوى المأمول في المباريات التجريبية وان امامه صعوبات للمحافظة على اللقب. ويدخل الازرق خليجي 15 وهو مدعم بنجومه المعروفين امثال جاسم الهويدي وبشار عبدالله وفرج لهيب وحسين الخضري وعصام سكين وهاني الصقر وصالح البريكي، وتم استبعاد مدافع بارز هو خالد الجارالله لاصابته وناصر السوحي لمشاكله مع المدرب.