فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير السعودي السابق لدى افغانستان محمد بن عيد العتيبي: لا اعتقد أن "القاعدة" وراء اغتيال مسعود فالجماعات الاسلامية مخترقة من اعداء الاسلام معظم القادة الافغان استثمر المال المخصص للجهاد لتحقيق مصالح شخصية وشراء ولاءات 2 من 2
نشر في الحياة يوم 20 - 01 - 2002


أي انطباعات تركها قادة المجاهدين الأفغان لديك؟
- كان معظمهم، للأسف، وليس جميعهم يسعى الى مصالحه الشخصية أو مصالح القبيلة، أما الهدف المعلن فهو الإسلام. وهؤلاء القادة كانوا يستثمرون المال الذي يصل إليهم بإسم الجهاد لتحقيق مصالحهم وشراء الولاء لهم. طلبت من الزملاء العاملين معي في السفارة إجراء دراسة عن أولويات قادة المجاهدين فوضعوا عناصر المعلومات التي قد تساعدهم في التوصل إلى نتائج الدراسة وكانت كالآتي:.
أ - المعلومات التي كان يدلي بها القادة من وقت لآخر في مقابلاتهم ومؤتمراتهم الصحافية.
ب - المعلومات التي تم الحصول عليها نتيجة المقابلات بينهم وبين أعضاء السفارة.
ج- العمل الميداني الجهادي ومدى نتائجه ومردوده على القضية الأفغانية.
د - مجالات صرف المبالغ التي يحصلون عليها وإلى من تصرف؟ على المجاهدين، على أعضاء الحزب، لأغراضهم الخاصة، في المنطقة التي ينتمون إليها، الإحتفاظ بها في بنوك في الخارج بأسمائهم.
وكانت نتائج الدراسة مؤلمة، إذ ظهرت الأولويات كالآتي:
أ - السعي الى مصلحة قائد الحزب شخصياً هو الأولوية الأولى. ولذلك نجد أن الكثير منهم له أرصدة بإسمه الشخصي. كان أعلى رصيد يعادل 800 مليون ريال تقريباً، وأقل رصيد يعادل 60 مليون ريال تقريباً. هذا إلى جانب الرفاهية التي كان يعيشها.
ب - السعي الى مصلحة الحزب هو الأولوية الثانية، فعن طريق الحزب يُوحى بأن هناك تنظيماً سياسياً وشورياً، وعن طريق هذا الحزب يحصل على المبالغ بإسم الجهاد.
ج- السعي الى مصلحة القبيلة هو الأولوية الثالثة. فالحزب يتكون تقريباً من العرق أو المذهب أو القبيلة، بإستثناء من هم في الواجهة الذين يطعمون بآخرين من الأعراق، والمذاهب والقبائل الأخرى.
د - السعي الى مصلحة أفغانستان كان الأولوية الرابعة.
ه- السعي الى مصلحة الإسلام جاء في الأولوية الخامسة والأخيرة، علماً بأنهم يحصلون على الأموال باسم الجهاد للدفاع عن الإسلام والمسلمين ،إلا أنهم في الواقع العملي لا يقومون بذلك. فالكل يسمي نفسه بمسميات إسلامية، فمثلاً نجد الحزب الإسلامي تحت قيادة حكمتيار، وحزب الوحدة كانت تحت قيادة آية الله عبدالعلي مزاري وعندما قتل تولاه كريم خليلي، والجبهة الوطنية الإسلامية تحت قيادة بيرسيد احمد جيلاني، والحركة الإسلامية تحت قيادة آية الله آصف محسني، والجبهة الوطنية لإنقاذ أفغانستان تحت قيادة صبغة الله مجددي، والحزب الإسلامي تحت قيادة الشيخ يونس خالص، وحركة الإنقلاب الإسلامي تحت قيادة الشيخ محمد نبي محمدي، وحزب الاتحاد الإسلامي تحت قيادة عبدرب الرسول سياف، وحركة النهضة الإسلامية تحت قيادة برهان الدين رباني. واتضح أن بعض المسميات الإسلامية غطاء. والإ كيف نفسر نقضهم للعهود والاتفاقات؟
ألا تعتقد ان البحث عن المصلحة الخاصة هو نتيجة للفقر وتخلي الدول الإسلامية عنهم؟
- تبقى الوطنية دائماً فوق أي اعتبار. ثم ان الدول الاسلامية لم تتخل عنهم، والمملكة تبنت الصلح والمصلحة العامة، لكنهم نقضوا العهود دائماً وحنثوا بالقسم. أفغانستان ليست دولة فقيرة بل غنية، ولو فكروا بالمصلحة العامة للمواطن الأفغاني والأمة الأفغانية بعيداً عن مصلحة الذات والعرق لكانت أفغانستان من الدول الغنية. فهناك البترول والغاز والمعادن وهناك الثروات الطبيعية، وهناك الأراضي الزراعية والانهار والأرض الجيدة، ولكن بأيديهم وبخصوماتهم اجهضوا كل محاولات النهوض.
ما دامت هذه حقيقة معظم المجاهدين فما سر إعجاب العرب المجاهدين بهم؟
- المقاتلون العرب لا يهتمون إلا بالجهاد وتحقيق الغرض الذي تركوا أهلهم من أجله، وهو الشهادة في سبيل الله. أما الخفايا فلم يبحثوا عنها ولا يعلمون عنها شيئاً، وكانوا أقرب إلى المخدوعين بحقيقة الوضع في أفغانستان وحقيقة الذين يدعون إليه والذين خططوا له لأغراضهم التي لا تخدم الإسلام بل كانت ضده وقد ظهرت بوادرها. وأذكر أن العرب كانوا معجبين إلى أبعد الحدود بحكمتيار، وكان معظمهم خصوصاً الشعب السعودي ضمن مقاتليه لاقتناعهم به بعدما كان يوهمهم بمشروعه الكاذب باقامة الدولة الإسلامية والجيش الإسلامي، مستغلاً قوة حجته وطلاقة لسانه وانتصارات ينسبها الى نفسه وهي في الحقيقة لغيره.
كيف؟
- كان يترك المعارك حتى تقترب من نهايتها ويضمن أن النصر إلى جانب المجاهدين فيخوضها ومقاتلوه وينسب النصر له. وهو في الحقيقة لا يدخل المعركة إلا بعد أن ينهك الخصم، وتقترب هزيمة الخصم فيتدخل ليقضي عليه ويكون البطل.
وما أثره على المشاركين معه من المقاتلين؟
- كانت لديه في باكستان مجموعة تستقبل من يبتغي الجهاد ثم تدربهم هناك وتطلق على كل واحد لقباً كألقاب الصحابة والتابعين ثم تصطحبهم الى معسكر في أفغانستان، وهناك يصحبهم بعض رفقاء السوء من أعوانه فيدفعونهم إلى تعاطي المخدرات حتى يدمنوا عليها، وهنا يضطرون إلى البقاء نتيجة الإدمان والخوف من العودة إلى دولهم، وهنا تزداد قوته.
هل تتذكر حالات لسعوديين أو عرب أدمنوا المخدرات هناك عن طريقه؟
- نعم، عندما كنت سفيراً شرحت لوزير الداخلية وضع العرب عموماً والسعوديين خصوصاً فوجه بمنح من يرغب العودة بطاقات سفر وتسهيل عودته، فبدأنا هناك الاتصال بالسعوديين للعودة، لكن حكمتيار حال دون استجابة الكثيرين عندما اشار عليهم بالبقاء بحجة أنهم سيعتقلون عند عودتهم إلى المملكة. واستجاب لدعوة السفارة عشرون مواطناً، كلهم من صغار السن، وعندما وصلوا الى المملكة تبيّن ان 16 منهم ادمنوا المخدرات فعولجوا واندمجوا في المجتمع.
كيف كانت أحوال هؤلاء الشباب؟
- كان بعضهم وحيد أبويه والآخر منحرفاً أخلاقياً يبحث عن ملاذ ليهرب من واقعه فلم يجد سوى هذا الطريق. وبعضهم كان مقتنعاً بأنه سيجاهد حقاً في أفغانستان، ولهذا أنا أستغرب كثيراً كيف ان هؤلاء الشباب خصوصاً وحيدي والديهم الذين غادروا الى الجهاد تاركين خلفهم ذويهم عالة على الناس على رغم أن القيام على الوالدين هو أعظم الجهاد كما بيّن رسولنا صلى الله عليه وسلم. فالمسألة ليست سوى جهل من بعض الشباب لمفهوم الجهاد، وكذلك حماس من بعض صغار السن استغله بعض هؤلاء القادة لتحقيق مصالحهم وكسب مزيد من الدعم المالي عن طريق هؤلاء الشباب في أوطانهم.
لوّح بن لادن بورقة فلسطين، فهل هي لكسب مزيد من التعاطف أم كانت ضمن مخططاته؟
- ورقة فلسطين تلعب بها دول فكيف بتنظيمات فقدت كل شيء ولم يبق سوى اللعب على كل ما هو قريب من مشاعر الأمة، إذ لعل وعسى أن يعود التعاطف والقبول لدى الأمة.
عبدالله عزام، هل كان وراء هذا الفكر الضال للجماعات الإسلامية الباقية بعد انسحاب السوفيات؟
- الدكتور عبدالله عزام عالم دين مخلص بسجايا حسنة، جاهد باخلاص ودعا الى الجهاد من منظور إسلامي، ولم يخطئ من ناحية نواياه لكنه أخطأ بعدم معرفته أنه يخوض بدماء المسلمين حرباً نصرها لأميركا، ولم يعلم ذلك بعدما ضُلل وأنا على قناعة بأنه لو علم لتوقف وحقن دماء المسلمين.
أسس بن لادن بيت الانصار متزامناً مع مكتب الخدمات لعزام عام 1984 في بيشاور، ألا تعتقد أن تأسيس بن لادن البيت كان لسحب الأضواء ناحيته خصوصاً ان أهداف البيت والمكتب متماثلة؟
- لا أعتقد ذلك، بل على العكس، كان بينهما تعاون مما أغاظ بعض القادة وكان سبباً في قتل الدكتور عزام، لأن تعاون بن لادن وعزام معناه ضعف للآخرين.
"القاعدة" هل جاء تأسيسها لغرض المخططات الحالية في ظل قيام بيت الانصار بالدور الذي ادعي من أجله تأسيس "القاعدة"؟
- لا أعتقد، فبعد مقتل الدكتور عبدالله عزام لم يعد يجمع التنظيمات شيء، فتأسست "القاعدة" بعيداً عن أي فكر مقارب لما نشاهده اليوم.
النزعة الإسلامية الإرهابية كما يدعي الغرب ألا تعتقد أنها بدأت الآن أو ستبدأ بمقتل بن لادن، كما كان الأمر مع سيد قطب الذي كان أثره في موته أكثر من حياته، وتفشل أميركا في القضاء على الإرهاب؟
- لا توجد في الإسلام نزعة إرهابية، الإسلام دين الوسطية، معتدل صالح لكل زمان ومكان، الإسلام ليس كما يدعي بعضهم انه يخرّج المتطرفين والإرهابيين. اما ان تفشل أميركا فهذا غير وارد.
والعراق ما علاقته ب "القاعدة"؟
- لا توجد علاقة.
إذن، ما هي أسباب إدعاء أميركا ان العراق موّل تفجيرات 11 أيلول؟ وهل تتوقع أن تكون المرحلة الثانية في الحرب استهداف العراق؟
- ربما كانت وراء الاتهام مآرب أخرى لا نعلمها كما حصل مع السفينة القادمة من إيران، كما يدعي الصهاينة، والتي اتهمت بنقل أسلحة لتمويل الإرهاب. الهدف من إثارة مثل ذلك على ما اعتقد التشويش على زيارة المبعوث الاميركي انتوني زيني للمنطقة، وإيجاد مبرر لضرب إيران والغاء الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية. ولا اعتقد أن للعراق يداً في ما حصل، فكل نشاطاته معلومة ومرصودة ومتابعة، وعنده ما يشغله عن ذلك. هذا الاتهام عبارة عن عملية استخبارات خطط لها بإحكام من جانب ال "موساد" الصهيوني.
هل تتوقع القبض على بن لادن والملا عمر؟
- لن يقبضوا عليهما، فهما لا يمكن أن يسلما نفسيهما. وليس هناك سوى قتلهما. أما هما فسيقاتلان حتى يُقتلا إن لم يغادرا البلاد.
هل تتوقع أن يتولى تحالف الشمال مناصب في الحكومة بعد الانتقالية؟
- الغرب وراء مجيء الحكومة الموقتة ويدعمها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ويعتقدون في الغرب أن أهدافههم لن تتحقق بدونه ولذلك لن يتخلوا عنه.
لكنهم استعانوا بتحالف الشمال المدعوم من روسيا؟
- ليس دقيقاً القول بأن تحالف الشمال مدعوم من روسيا، فكل الأعضاء في الحكومة الموقتة توجهاتهم غربية تقريباً وثقافتهم غربية. ثم أين كان الدعم في السابق؟
لماذا سمحت روسيا بأن تساند اميركا حليفها ضد "طالبان"؟
- أعتقد أن هذا ذكاء من روسيا حتى تورط أميركا في حرب طويلة لم تعلم أنها حرب محاكة ومخطط لها منذ فترة طويلة، وأن أميركا دخلتها في هذا التوقيت فقط بعدما سمحت الفرصة.
عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه هل ترى أنها الحل؟
- ليست الحل. فقد ترك البلاد منذ أكثر من 29 سنة، وليس منطقياً أن يعود ثم أنه كبير السن وليس له قبول خصوصاً كحاكم لأفغانستان بعدما غاب عنها في أصعب ظروف مرت عليها في تاريخها الطويل.
لكن أميركا والدول الغربية تؤيد عودته؟
- عودة الملك ليست مقبولة من الشعب الذي يرى أنه تهاون مع الوجود الشيوعي، ولم يشارك في الجهاد. هناك نقطة أخرى هي ان عودة الملك ستعيد القبلية والعرقية البشتونية التي سيقربها الملك كثيراً ليكسب المزيد من الحماية. وهذا لن يجد القبول عند بقية الشعب من العرقيات الأخرى، بل سيساهم في عودة الحرب الأهلية مرة أخرى لتعود أفغانستان الى نقطة الصفر.
هل تنظيم "القاعدة" وراء اغتيال احمد شاه مسعود؟
- لا اعتقد. فما هي مصلحة "القاعدة" من ذلك؟
ومن تظن وراء قتله؟
- يمكن أن تجيب عن هذا السؤال أجهزة الاستخبارات في دول الجوار الجغرافي والدول التي غزت أفغانستان.
لماذا؟
- لأنه كان رافضاً الوجود الأجنبي، وهذا يعني إفساد الخطة التي حيكت من قبل لدخول أميركا بحجة القضاء على الإرهاب، إضافة إلى أنه لو كان على قيد الحياة قبل دخول أميركا لما سمح لها بالوجود على الساحة الأفغانية وحيدة بل سيسمح بدخول ألمانيا وفرنسا وروسيا، فهذه دول صديقة له. وهذا ما لا تريده أميركا التي تسعى إلى الزعامة والهيمنة وحدها من دون مشاركة أي طرف آخر، وهو ما تحقق الآن.
ومن ترى أنه الأفضل للقيادة؟
- عبدرب الرسول سياف فهو يختلف عن البقية. رجل مخلص لوطنه ودينه وشعبه. يرفض التدخل الأجنبي. كان من الرافضين لتولي أحد الحكم، أو منصباً قيادياً على أساس قبلي أو عرقي. وأذكر أنه كان في عهد حكومة رباني يرأس لجنة إعداد الدستور، وعرض عليه تولي منصب نائب لرباني فرفض ابتعاداً عن المشاركة في المؤامرة التي تحاك ضد أفغانستان.
هل تعتقد أن الجماعات الإسلامية تأثرت بما حدث؟
- الجماعات الإسلامية ليست متأثرة الآن فقط بل منذ زمن، منذ البدايات الأولى لما يسمى بالأخوان عندما سمحت للاستخبارات الوطنية، أو الاقليمية أو الدولية بالنفاذ الى داخلها وزرع عملاء تفقهوا في الدين من أجل خداعهم لتمرير عمليات تتنافى مع الإسلام الحقيقي لتحقيق أغراض من زرعهم ومن ثم تكريس الكره للدين لدى الآخرين، كما يحدث الآن مع من يقومون بعمليات ليست من الإسلام في شيء. والنتيجة جماعات إسلامية أخرى. وهنا أتساءل: ما علاقة جبهة الانقاذ، أو الاتحاد أو الإصلاح ب"القاعدة"؟ ليست هناك علاقة، فقط فرصة للنيل من الإسلام بعدما قام تنظيم "القاعدة" بما قام به، إذا كان بالفعل وراء ما حدث. هنا ربطت الأعمال الإرهابية بالجماعات الأخرى.
هل تملك "طالبان" أسلحة كيماوية أو بيولوجية؟
- لا. لو كانت تملك فأين الاستخبارات الباكستانية المسيطرة على أفغانستان منها؟
الأفغان كيف كانت نظرتهم الى وجود العرب بعد انتهاء الجهاد؟
- أكثر العرب كان يجاهد مع سياف وحكمتيار. بعد الجهاد اعطى سياف الذين كانوا معه خيارين: الاستمرار معه والحصول على الجنسية الأفغانية أو العودة. أما من كانوا مع حكمتيار فقد بقوا إلى أن عاد من عاد الى بلدانهم ومنها المملكة، وبعضهم ذهب إلى الشيشان. كانوا راضين عنهم أثناء الجهاد لأنهم يحاربون إلى جانبهم ويجلبون لهم المال، أما الآن فليس هناك من يرغب فيهم واصبحوا منبوذين ومطاردين وأكبر دليل ما يتعرضون له الآن على أيدي الأفغان أنفسهم أكثر من الأميركيين.
مجزرة قلعة جانجي، هل تعتقد أن ما حدث فيها كان قمعاً لتمرد ام تصفية حسابات؟
- بل تصفية حسابات. عندما حاولت "طالبان" دخول مزار الشريف في العام 1997 تم أسر حوالى ثمانية آلاف من عناصرها وقتلوا في ما بعد. في عام 1998 سيطرت "طالبان" على مزار الشريف وانتقمت لقتلاها بقتل ثلاثة آلاف من الشيعة وبقية الأقليات هناك. في قلعة جانجي تعاون الجميع على قتل الأسرى الذين كانوا مقيدين، واستمرت عمليات الانتقام في كابول وخوست وبقية المناطق، وآخرها شيوخ القبائل ال 60 الذين أتوا لتهنئة الحكومة الموقتة، وسيستمر ذلك.
هل كان قادة المجاهدين يمولون الجهاد من الاتجار بالمخدرات؟
- لا، ليس الأمر كذلك. فهم ليسوا في حاجة إلى ذلك اذ كانت تنهال عليهم التبرعات بدون حدود، باسم الجهاد.
أخيراً كيف تختصر رؤيتك الى ما حصل ويحصل؟
- أريد تأكيد ما يأتي:
إن الجهاد ضد السوفيات لم يكن جهاداً بل حرباً بين السوفيات والأميركان الذين جعلوا المسلمين فيها أداة وعرفوا كيف يستغلونهم من منظور الإسلام واستطاعوا اقناعهم بأن ذلك قتالاً ضد الملحدين، فذهب المقاتلون عن حسن نية ليشاركوا في الحرب وهزيمة السوفيات. واستطاعت أميركا ان تحقق أهدافها. والحرب ضد الإرهاب تبدو لي حرباً معدّة مسبقاً وقد استخدم فيها هذه المرة أسامة بن لادن ليكون ذريعة لدخول أفغانستان بعد إيهام العالم بقوة بن لادن وسرية عملياته، والواقع هو عكس ذلك تماماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة