أنجزت منظمة العمل العربية خطة عاجلة لتفادي آثار احداث ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة على العمال المهاجرين من ذوي الاصول العربية. وابلغ رئيس المنظمة ابراهيم قويدر رئيس منظمة العمل الدولية خوان سومافيا ان هناك تقارير من مصادر عدة تؤكد تفاقم مسألة التمييز العنصري في المعاملة والاستخدام التي يعاني منها العمال العرب المهاجرون، خصوصاً ما يتعلق بحرمانهم من بعض حقوقهم المهنية الاساسية والصعوبات التي يواجهونها في اماكن عملهم وتعرضهم للاهانة. واستغرب قويدر، الذي يزور جنيف حالياً، أن يتم ذلك بمعرفة ودراية من السلطات الاميركية الرسمية، متسائلا عن العمل اللائق في بيئة مستدامة وكيف يُحرم العمال العرب من هذا الحق من جانب اقوى دولة في العالم. وتوقع قويدر هجرة عمالة عربية معاكسة مستقبلاً بدت بوادرها بعودة طلاب اثر تحرشات عنصرية ضدهم في الغرب عموما وفي الولاياتالمتحدة خصوصاً. وقدر قويدر، حسب الاحصاءات المتاحة لديه، أعداد العاملين العرب المهاجرين بحوالى 15 مليون شخص، وهو يقارب عدد البطالة في العالم العربي. وعلمت "الحياة" ان خطط المنظمة قبل ايلول تغيرت بعد احداث الارهاب، وبعدما كانت تدرس وضع العمالة العربية المهاجرة من حيث الحقوق والواجبات وتنظيم حركة السفر، بات الموضوع مختلفاً تماماً بالنسبة للمهاجرين الذين يحملون جنسية بلاد المهجر، فهؤلاء اصبحوا وكأنهم جردوا من هذه الجنسيات، لشعورهم بالقلق نتيجة الاحداث. وأبلغ قويدر سومافيا ان هناك محاولات تجري حالياً بين حكومات بعض الدول العربية والادارة الاميركية لتسوية هذه المسألة بالمساعي الحميدة عبر القنوات الديبلوماسية، منبهاً الى ان مؤتمر العمل العربي في دورته ال29 التي ستُعقد في القاهرة في آذار مارس المقبل قد يتطرق لهذه المشكلة في حال فشل المحاولات الجارية، وقد يتطلب الامر عرض مشروع قرار على لجنة القرارات المنبثقة عن مؤتمر العمل الدولي في دورته ال90 التي ستعقد في جنيف في حزيران يونيو المقبل بغية مناشدة الولاياتالمتحدة اتخاذ الاجراءات العاجلة من اجل احترام حقوق العمال العرب والالتزام بمعايير العمل الدولية الموقعة عليها وعدم التمييز في المعاملة ضد العمال العرب. من جهة اخرى عرض قويدر على سومافيا الوضع المأساوي لقطاعي اصحاب الاعمال والعمال في فلسطين بسبب تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلي في انتهاج سياسة القمع والحصار والعقوبات الجماعية منذ بدء الانتفاضة حتى الآن، اضافة الى انتهاك هذه السلطات مبادئ ميثاق الاممالمتحدة ومعايير العمل الدولية، واعلان المبادئ والحقوق الاساسية في العمل. وطالب قويدر بالتدخل العاجل لدى حكومة اسرائيل لشطب الاجراءات التي تحول دون التحاق العمال الفلسطينيين بأعمالهم، وانهاء اشكال الحصار الاقتصادي وكذلك إدانه اساليب القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين.