في الذكرى الحادية عشرة لحرب الخليج، وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بغداد أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ الحرب، دشنها بالدعوة الى إحياء التضامن العربي وإعادة بناء العمل العربي المشترك. وأعلن ان هناك "أفكاراً كثيرة" تتعلق ب"الحالة العراقية - الكويتية" والعلاقات بين العراق ودول الخليج، موضحاً انه سيبلغ القادة العرب في قمتهم المقبلة في بيروت، ما يتوصل اليه من نتائج. واستقبلت بغداد موسى بترحاب مميز، وقال وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي ان العراق "يفتح ذراعيه وصدره للاخوة العرب، وفي مقدمهم الرجل الذي يقود آلية العمل العربي المشترك، الأمين العام عمرو موسى". ولدى وصوله الى مطار بغداد قال موسى الذي يُتوقع ان يقابل الرئيس صدام حسين اليوم، ان "جدول أعمال الزيارة مفتوح، يتسع لكل الملفات التي ما زالت عالقة". ولفت الى أهمية زيارته كونها "تأتي في مرحلة خطيرة يمر بها العالم العربي، ويواجه ظروفاً دقيقة تتطلب تعزيز العمل المشترك وبناء التضامن العربي". وشدد خلال لقائه الصحافيين على "الأجواء التصالحية الهادئة" التي سبقت وصوله الى العراق، معرباً عن تفاؤله بنتائج الزيارة، ومكرراً معارضة الجامعة توجيه أي ضربة عسكرية الى أي بلد عربي، في اطار الحرب على الارهاب. وزاد: "نعد للقمة وسط ظروف سياسية دقيقة". وتابع ان هناك موقفاً عربياً جماعياً ضد توجيه ضربة الى أي دولة عربية، موضحاً ان خطته هي "وضع النقاط فوق الحروف بالتنسيق بين كل الدول العربية بما فيها العراق". وسئل هل زيارته بغداد هي "تدشين لعودتها كعاصمة لصنع قرار عربي"، فأجاب انها "في اطار التشاور للتوصل الى موقف مشترك". ورفض الإجابة عن سؤال يتعلق بعودة المفتشين الدوليين الى العراق، الذي وصفه بأنه "دولة عربية مهمة"، وتحدث عن "شعبه العربي العظيم". وكان موسى الذي سبقه نجاحه في تبديد الاعتراض الليبي على مكان عقد القمة العربية في بيروت، بدأ زيارته بغداد بجولة شملت "متحف الصمود والتحدي" وملجأ العامرية الذي تعرض لقصف اميركي خلال حرب الخليج ومرقد الإمام أبو حنيفة ومرقد الإمام موسى الكاظم، وتبدأ محادثاته الرسمية اليوم. يذكر ان الأمين العام السابق للجامعة عصمت عبدالمجيد زار بغداد في شباط فبراير 1998 بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس المصري حسني مبارك الذي حمّله رسالة الى الرئيس العراقي.