اكد السفير السعودي السابق لدى افغانستان الدكتور محمد بن عيد العتيبي ان الولاياتالمتحدة دعمت دعمها حركة "طالبان" في بدايتها بهدف "ضرب الأصولية الافغانية بأصولية أكثر تطرفاً، اضافة الى تضييق الخناق على ايران"، لافتاً الى ان واشنطن "تمكنت من خداع المسلمين من خلال اقناعهم بضرورة الجهاد ضد السوفيات الملحدين، فحارب المسلمون نيابة عن الاميركيين". ونفى العتيبي في حوار اجرته معه "الحياة" ان تكون السعودية هي التي تبنت نشوء حركة "طالبان" متهماً باكستانوالولاياتالمتحدة بذلك، موضحاً ان المملكة اعترفت بحركة "طالبان" "بعدما سيطرت على 90 في المئة من الأراضي الافغانية، وحققت الأمن للشعب الافغاني". واعتبر ان الفكر الجهادي جُعل جزء من اللعبة الأميركية، وان جميع الجماعات الاسلامية "مخترقة" من "أعداء الاسلام"، مشيراً الى ان اسامة بن لادن ذاته "جزء من اللعبة الاميركية"، ولكنه قال: "ان المجاهدين في افغانستان أصحاب نيات حسنة". ورأى ان واشنطن جعلت من بن لادن "ذريعة" لدخول افغانستان، وان الهدف الحقيقي من وجودها في آسيا الوسطى هو "تهديد البرنامج النووي الباكستانيوايران اضافة الى استغلال ثروات المنطقة". وفسر استخدام بن لادن القضية الفلسطينية بمحاولته كسب التعاطف، و"لقد لعبت دول كثيرة بالورقة الفلسطينية، فما الذي يمنع التنظيمات من استخدامها". وشكك السفير، وهو أحد الخبراء المهمين بالشأن الافغاني، بأن يكون بن لادن وراء هجمات 11 ايلول سبتمبر ، مشيراً الى ان الولاياتالمتحدة لم تقدم أي دليل على تورط بن لادن "على رغم الشريط الذي بث وقيل ان فيه إدانة لبن لادن". وأكد ان "أميركا لو أرادت بن لادن لقبضت عليه من دون عناء هذه الحرب الوهمية"، واتهم باكستان بإدارة حركة "طالبان" وبأنها كانت تعرف خفايا تنظيم "القاعدة" وزعيمه "ولو أرادت القبض عليه لحققت ذلك منذ فترة طويلة من دون دخول الحرب". وفيما اكد العتيبي ان دور المملكة العربية السعودية تمثل بجمع كلمة الأفغان تحت مظلة واحدة، قال: "ان قادة الفصائل الافغانية المتناحرة كانوا يغلبون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن". وأوضح ان قلب الدين حكمتيار "دفع المقاتلين العرب، ولا سيما السعوديين الى تعاطي المخدرات ليضمن عدم عودتهم".