رحم الله مصطفى أمين. فقد كان الكاتب الوحيد الذي يقرأ الناس كلهم زاويته "فكرة" من دون استثناء. الشيء الذي يميز مصطفى أمين عن غيره من الكتّاب انه كان محبوباً في بلده، ومن قرّائه من جميع البلدان العربية. لم يهاجم احداً، لم يتخذ أعداء لهوى في نفسه، لم ينافق. كانت له مبادئ ظل متمسكاً بها حتى يوم وفاته. ... بينما كسب كاتب مثل احمد الربعي عداوة كثير من الناس. فأصبح يهاجم هذا وذاك، ويوزع الاتهامات يمنة ويسرة. وكل من خالفه فهو إرهابي. يكتب اليوم كلمة، وغداً ينقضها بكلمة اخرى. نسي الربعي، وهو يكتب عن الإرهاب، "التفجيرات التي حدثت في الستينات في الصفاة في الكويت الشقيق ومَنْ كان وراءها وقد روعت الآمنين آنذاك"، نسي انه تولى وزارة التربية ففشل فيها فشلاً ذريعاً. ونسي كتاباته عن صدام وبطولات صدام، وأنه أمل العرب. نسي أنه من دعاة القومية واليسار. وجميعها سقطت سقوطاً ذريعاً. الذين لا يزالون يؤمنون بها وكأنهم في واد، والعالم في واد آخر. الرياض - عبدالله سعود العصيمي