ترافقت الزيارة "التاريخية" لوزير الخارجية الاميركي كولن باول امس الى كابول مع الاعلان عن سماح القيادة الاميركية للجنة الدولية للصليب الاحمر باجراء مقابلات "على انفراد" مع اسرى "القاعدة" و"طالبان" المعتقلين في قاعدة خليج غوانتانامو في كوبا، ووصل مندوبو الصليب الاحمر الى غوانتانامو امس ويتوقع ان تستغرق مهمتهم اسبوعاً. راجع ص 7 وفي موازاة التطورات الديبلوماسية والانسانية بدا امس ان الحرب على الشبكات التابعة لزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن آخذة في الاتساع مستفيدة من المعلومات التي حصلت عليها الولاياتالمتحدة. فقد وجهت السلطات البريطانية التهمة رسمياً إلى معتقل جزائري بلعب دور قيادي في تنظيم "القاعدة"، في وقت جرى أمس شن حملة اعتقالات ودهم في وسط البلاد وفي العاصمة لندن، بناء على معلومات قدمتها الولاياتالمتحدة وترمي الى تحييد أشخاص يشتبه بعلاقتهم بتنظيم "القاعدة" والهجمات ضد أهداف أميركية. وأعلنت حال الاستنفار الأمني في منطقة ليستر، حيث تعيش جالية اسلامية كبيرة، بعدما أقدمت الشرطة المحلية تعاونها عناصر من وحدة مكافحة الارهاب ودائرة الهجرة على دهم تسعة أماكن في المدينة، واعتقال 11 شخصاً تراوح أعمارهم بين 23 و40 عاماً، ثمانية منهم أوقفوا بموجب قانون مكافحة الارهاب، في حين وجهت الى الثلاثة الآخرين تهم مخالفة قوانين الهجرة. وفي الوقت ذاته الذي كانت تتم فيه عمليات الدهم كان مواطنان جزائريان يمثلان أمام المحكمة في المدينة حيث وجهت اليهما تهم عدة بينها الانتماء الى "القاعدة"، والحث على ارتكاب أعمال ارهابية. وكان الرجلان، ويدعيان بغداد مزيان وابراهيم بن مرزوقه، اعتقلا في مرحلة سابقة. ورفضت الناطقة باسم قيادة الشرطة في المدينة في ردها على أسئلة "الحياة" الكشف عن موعد القبض على المتهمين اللذين قرر القضاة تمديد حبسهما حتى 24 الشهر الجاري، ومنعوا نشر صورهما. وقال بيان باسم الشرطة إن أحد المتهمين وعمره 37 عاماً "وجهت اليه تهمة شغل موقع قيادي في القاعدة ... والحث على ارتكاب عمل ارهابي في الخارج، وعضوية تنظيم القاعدة المذكور، وأربع تهم تتعلق بتمويل الارهاب". أما المتهم الجزائري الثاني فوجهت اليه "تهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة المذكور، وأربع تهم تتعلق بتمويل الارهاب، وامتلاك مواد في حوزته لأغراض الارهاب ومواد مثيرة للعنصرية مع النية لتوزيعها". ونفت الناطقة صحة معلومات فرنسية أشارت الى أن الاعتقالات جزء من حملة أوروبية مشتركة ضد تنظيم "القاعدة" ولدرء هجمات محتملة يشنها أعضاؤه في أوروبا، وقالت إن "الاعتقالات لها علاقة بقضايا تخص الولاياتالمتحدة" ومصالحها. وفي لندن داهمت قوات مكافحة الارهاب منزلاً يقع في شمال غربي العاصمة، من دون الاعلان عن أي عمليات اعتقال. من ناحية ثانية كشفت "لجنة الجمعيات الخيرية"، وهي اللجنة الحكومية التي تشرف على شؤون 186 ألف جمعية خيرية في بريطانيا، أنها تحقق في شؤون سبع جمعيات خيرية اسلامية ومدى علاقتها بالارهاب، وأن "صندوق التنمية الاسلامية" الذي تم تجميد حساباته المصرفية الأسبوع الماضي ليس الوحيد الذي يخضع للتحقيق. وقالت الناطقة باسم اللجنة ل"الحياة" إن سبب تجميد الحسابات كان "عدم تعاون" مسؤولي الجمعية الخيرية، بخلاف بقية الجمعيات، مشيرة إلى أن التحقيقات تتم "بناء على اتهامات مباشرة بعلاقة بعض الجمعيات مباشرة بتنظيم القاعدة، وهذه الاتهامات مصادرها عدة. كما أن هناك تكهنات تصدر عن الصحافة، ونحن نحقق في كل الاتهامات بجدية ودقة". وأفادت أن دخل "صندوق التنمية الاسلامية" السنوي يبلغ 250 ألف دولار و"سبق أن التقينا مسؤوليه مرتين لكنهم لم يكونوا متعاونين في تقديم حساباتهم وكشوفاتهم المالية، لذا تقرر تجميد حساباتهم المصرفية"، نافية علمها بمقدار الأموال التي تم التحفظ عليها. وقالت إن الجمعية الثانية التي تخضع للتحقيق هي "جمعية احياء التراث الاسلامي" التي تم تجميد أرصدتها الأسبوع الماضي، نظراً إلى تشابه اسمها مع جمعية ثانية أدرجتها الخزانة الأميركية وبعدها الخزانة البريطانية على لائحة المنظمات الارهابية، وتدعى جمعية "احياء التراث الاسلامي". وقالت الناطقة إنه لن تكشف أسماء الجمعيات الخمس الأخرى مراعاة لظروف التحقيق وعدم وجود برهان حول علاقتها بالارهاب، وحاولت في الوقت نفسه التقليل من أهمية التحقيقات ومغزاها مشيرة الى أنه "ليس هناك أي دليل على أن الجمعيات الخيرية الاسلامية معرضة أكثر من غيرها للاستغلال في مجال الارهاب أو أي أعمال مسيئة أخرى". وفي واشنطن اعلنت وزارة الدفاع الاميركية امس ان ريتشارد ريد البريطاني صاحب الحذاء المفخّخ الذي حاول تفجير طائرة تابعة لشركة "اميركان ايرلاينز" سيمثل مجدداً اليوم امام محكمة في بوسطن لتوجيه التهمة رسمياً اليه. وكان وزير العدل الاميركي جون اشكروفت اعلن اول من امس ان ريد يواجه تسع تهم ابرزها استخدام سلاح دمار شامل ومحاولة قتل مواطنين اميركيين في الخارج.ويشتبه في ان ريد تدرب في معسكرات "القاعدة" في افغانستان. وفي اسلام آباد افادت مصادر باكستانية ان اربعة من العرب واثنين من الباكستانيين اعتقلوا اول من امس في وسط البلاد للاشتباه بعلاقتهم بتنظيم "القاعدة".