سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تظاهرات احتجاج في رام الله ونابلس وبيت لحم وزوجته تصف طريقة اعتقاله ب"الفخ". إسرائيل تصف اعتقال سعدات ب"الكذب"و"التضليل"و"الشعبية" تلمح إلى مراجعة علاقتها بالسلطة والمنظمة
} تنذر عملية اعتقال الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات بتداعيات شديدة الخطورة في الشارع الفلسطيني الذي سادت فيه حال من الصدمة وعدم التصديق، فيما طالبت الجبهة باطلاق سعدات فوراً ووقف الاعتقالات السياسية، فيما شككت اسرائيل بحقيقة الاعتقال وطالبت برؤيته "خلف القضبان". أما على صعيد عملية السلام، فبدا ان مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي يقوم بزيارة للمنطقة حل مكان المبعوث الاميركي الخاص انتوني زيني الذي كان من المقرر ان يستأنف مهمته غداً، فيما رأى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان الهجمات الفلسطينية الاخيرة التي جاءت رداً على تدمير منازل المواطنين واستئناف عمليات الاغتيال "تكاد تكون استئنافاً للانتفاضة". طالبت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" السلطة الفلسطينية باطلاق أمينها العام احمد سعدات فوراً، محذرة من عواقب هذا الاجراء وتداعياته على الوحدة الوطنية. والمحت الى امكان اعادة النظر في علاقتها مع السلطة الفلسطينية ومنطمة التحرير الفلسطينية ككل، فيما وصف نائب الامين العام للجبهة عبدالرحيم ملوح عملية الاعتقال بأنها "تطور خطير يضر بالعلاقات الفلسطينية"، مضيفاً انها تأتي استجابة للضغوط الاسرائيلية والاميركية. وقال ل"الحياة" إن على السلطة "ان تخرج من المربع الامني الاسرائيلي لأن مطالب اسرائيل لا أمن لها، وعليها وقف هذه الاجراءات قبل ان تنتهي داخل هذا المربع". وحمل السلطة مسؤولية هذا التطور على الساحة الفلسطينية، مشدداً على ان الجبهة ستبذل ما بوسعها للحفاظ على اللحمة الداخلية. ولمح أحد اعضاء اللجنة المركزية في الجبهة زكريا النحاس ل"الحياة" بإمكان اتخاذ خطوات سياسية في ما يتعلق بعلاقة الجبهة بمنظمة التحرير، علما انها ثاني اكبر فصيل في المنظمة. واوضح ان الجبهة بصدد "نقاش داخلي للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها"، مشيراً إلى ان اعتقال سعدات هو "اعتقال سياسي وعليه فإن أي تحرك ستقوم به الجبهة سيكون ذا مضمون سياسي له تأثير على طبيعة علاقتنا بالسلطة ونظرتنا لها وكذلك اطارها الشمولي المتمثل في منظمة التحرير". واتهمت عبلة الريماوي عقيلة سعدات السلطة بترتيب "فخ" لزوجها لاعتقاله. وقالت ل"الحياة" ان السلطة سعت منذ فترة طويلة لاجراء لقاء مع سعدات واستجاب لهذا الطلب، علماً أن السلطة لم تعلن يوماً انه مطلوب لديها. وتابعت: "بعد مرور خمس دقائق فقط على الاجتماع الذي شارك فيه بشير الخيري أحد قادة الجبهة ونائبه عبدالرحيم ملوح ومسؤول جهاز الاستخبارات الفلسطينية العامة توفيق الطيراوي، دخلت مجموعة من افراد القوات الخاصة واقتيد الى المقاطعة" مقر الرئيس ياسر عرفات. واعتبرت الطريقة التي تم فيها اعتقال زوجها مهينة للجبهة وتاريخها النضالي. واخترقت شوارع مدينة رام الله مسيرة حاشدة وصولاً الى مقر عرفات حيث احتجز سعدات وسط هتافات غاضبة تدعو السلطة الى اطلاقه من السجن، كما هتف المتظاهرون ضد العقيد الطيراوي. وسادت حال من الوجوم في الشارع الفلسطيني الذي اصيب بصدمة فور سماعه نبأ اعتقال سعدات، اقلّها لانه اول قائد سياسي بهذا المستوى في الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الذي تعتقله السلطة منذ الانتفاضة. كذلك خرج المئات في تظاهرات في نابلس وبيت لحم في الضفة احتجاجا على اعتقال سعدات. من جهتها، شككت اسرائيل بحقيقة اعتقال سعدات، وقال شارون ان الاعتقال جزء من "مملكة الكذب التي بناها عرفات". كما قال مصدر ديبلوماسي اسرائيلي ان الاعتقال "تضليل ولا شك، واعتقال وهمي آخر"، فيما قال الناطق الرسمي باسم شارون: "اصبنا بخيبة أمل مرات عدة وسئمنا التصريحات العديدة في شأن الاعتقالات"، مضيفاً انه لن يصدق إلا إذا رأى سعدات "خلف القضبان". والتأم المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية مساء امس للبحث في "الرد" الاسرائيلي على مقتل ثلاثة اسرائيليين قتلوا في هجمات رداً على اغتيال قائد "كتائب الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح". واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز العمليات الفلسطينية الاخيرة "تكاد تكون استئنافاً للانتفاضة"، مضيفاً ان ذلك "مخالفة لالتزامات السلطة وليس في مصلحة اسرائيل". وفي المقابل، اعلن مكتب شارون ارجاء جلسة النقاش "الاستراتيجي" التي كان من المقرر ان تعقد امس للبحث في علاقة اسرائيل بالسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية التصويت المقبل على موازنة الحكومة في الكنيست.