سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفادياً للمواجهة مع الهند وتعزيزاً لسلطته وتحالف باكستان مع الولايات المتحدة . مشرف يطلق حربه على التطرف والإرهاب بحملة اعتقالات وتهديد للمدارس الدينية
في خطوة من شأنها ابعاد شبح مواجهة عسكرية مع الهند وتعزيز موقع بلاده في التحالف مع الولاياتالمتحدة وتأكيد سلطته في الداخل اطلق الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف حرباً رسمية على المنظمات المتطرفة في بلاده وحظر نشاطات مجموعتين كشميريتين تتهمهما الهند بالوقوف وراء الهجوم على برلمانها. ورحبت الولاياتالمتحدة بخطاب مشرف ووعدت نيودلهي باعلان موقفها الرسمي منه اليوم. وسبقت خطاب مشرف حملة اعتقالات شملت اكثر من 350 شخصاً ينتمون الى احزاب متطرفة. راجع ص 8 حرص مشرف على ارضاء مشاعر الباكستانيين القومية باعلانه ان "كشمير تسيل في عروقنا… ولن نغيّر ابداً موقفنا المبدئي حول كشمير". وبعدما اشار الى ان باكستان ستستخدم "كل قواتها" في حال تعرضها لهجوم هندي دعا الى حل سلمي لقضية كشمير مؤكداً ان باكستان "لن تسمح لأي منظمة بالتحول الى ممارسة الارهاب باسم كشمير … وليست لدينا مطلقاً اي حاجة الى التسلل الى دول اخرى وحل مشاكلها". وفي الوقت نفسه اكد رفضه طلب الهند تسليمها 20 "ارهابياً" وقال: "مسألة تسليم اي باكستاني غير واردة على الاطلاق. لن نقوم بذلك ابداً" متعهداً في الوقت نفسه بمحاكمة هؤلاء في حال ثبوت تورطهم. وفي تجاوب واضح مع المطالب الهندية والضغوط الدولية اعلن مشرف ان الحكومة حظرت نشاط منظمتي "عسكر الطيبة" و"جيش محمد" اللتين تتهمهما الهند ب"شن هجمات ارهابية ضدها بما في ذلك الهجوم على البرلمان في 13 كانون الاول ديسمبر الماضي". كما اعلن "حظر جيش الصحابة الباكستاني والحركة الجعفرية الباكستانية اضافة الى حزب تنفيذ الشريعة المحمدية" الذي ارسل آلاف المتطوعين الى افغانستان. وحمل مشرف بشدة على المتطرفين الباكستانيين واتهمهم بإقامة "دولة داخل الدولة" داعياً الى وقف كل الدعوات الى الفئوية والحقد من قبل المنظمات المتشددة دينية كانت أم سياسية. ولوح الرئيس الباكستاني باغلاق اي مدرسة دينية تنغمس في نشاطات المتشددين، وقال: "لن تفتح أي مدرسة جديدة من دون تسجيل. ستغلق اي مدرسة يكتشف انغماسها في نشاطات للمتشددين". ورأى المراقبون في كلام مشرف رداً شاملاً على التحديات والمخاطر التي تواجهها باكستان في الداخل وعلى حدودها. وأضافوا ان السياسة التي رسمها مشرف ستسهل تفادي الحرب مع الهند من جهة وستعزز موقع بلاده في التحالف الدولي ضد الارهاب. واعتبر بعضهم ان مشرف استجاب تماماً للمطالب الاميركية التي تشدد ليس فقط على ملاحقة الارهابيين بل ايضاً على اغلاق المؤسسات التي تسهل لهم استقطاب عناصر جديدة. وفي واشنطن، رحبت وزارة الخارجية الاميركية بما جاء في خطاب مشرف. وقال مسؤول كبير في الوزارة ان الكلمة "توفر اساساً للجانبين الباكستانيوالهندي لتهدئة التوتر". واضاف ان كلمة مشرف "نبذ واضح للعنف في الماضي في كشمير والمجتمع الباكستاني ككل". ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية الاميركية كولن باول باكستانوالهند هذا الاسبوع لمنع اندلاع حرب بينهما.