يحق لمحمد الشارخ رئيس "مجموعة العالمية" أن يفتخر بالخدمة الاعلامية الجديدة "جهينة" التي أطلقها نهاية الأسبوع الفائت في فندق فينيسيا في بيروت، برعاية وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي. وتنهض شركة "صخر" بهذه الخدمة، التي تشارك فيها احدى الصحف اللبنانية. و"جهينة" هي خدمة إعلامية تقوم بمراقبة وتجميع وتحليل النصوص من 100 مصدر إعلامي متنوع، وتقدمها الى المستفيدين بأكثر من طريقة لقاء بدل مالي. وتعد "جهينة" بان تزيد عدد مصادرها الى 200 في آذار مارس ثم الى 350 مصدراً في حزيران يونيو المقبل هذا العام. هذه الخدمة ليست إبتكاراً، وهذا النوع من خدمات المعلومات متوافر في الغرب، بواسطة الاتصال المباشر منذ بداية السبعينات، ودخلت الى الانترنت في وقت مبكر من انطلاقتها. الصحافة الالكترونية وتاريخها ومن نماذج خدمات المعلومات بالإتصال المباشر، "ديالوغ" وخدمة "ليكسس نيكسس" و"أف تي بروفايل"، وغيرها. وعلى مستوى التوافر الإلكتروني للصحف المطبوعة، وهو من أسباب إنطلاق "جهينة"، فإن الكثيرم من الصحف الغربية توافرت في شكلها الإلكتروني كأحد مصادر المعلومات قبل الطفرة الحديثة لإستخدام شبكة انترنت. وعزز ظهور الشبكة ظاهرة إصدار طبعات إلكترونية للصحف، وشملت مطبوعات من مختلف الجنسيات في العالم. ومن أولى تلك الصحف، صحيفتا "واشنطن بوست" و"لوس أنجليس تايمز" اللتان كانتا متوفرتين للمشتركين مع مواد صحافية أخرى منتقاة من عدد من الصحف الأميركية عبر خدمة معروفة ب"خدمة واشنطن بوست ولوس أنجليس تايمز". ولكن، ما هو الجديد؟ ولكن إذا كانت خدمة "جهينة" لا تشكل إبتكاراً على مستوى النوع التقني، فإنها تشكله على مستوى المحتوى وخصوصيته العربية. وهذه المحاولة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي لتوفير النصوص الإعلامية العربية على إنترنت باللغة العربية. وسبق ذلك محاولات عربية في بداية التسعينات لتوفير ملخصات لنصوص الصحافة العربية باللغة الأجنبية، ثم توقفت من دون معرفة الأسباب. ونهضت بتلك المحاولة، في حينها، مؤسسة "البيان" الإماراتية، وسمتها "بنك المعلومات العربي" Arab Information Bank. ولا يخفي الشارخ إهتمامه بالمردود المالي من وراء "جهينة"، فهو رجل أعمال ومسؤول عن تسيير أمور شركات عدة ضمن مجموعته التي توفر العمل الى مئات الموظفين ويطمح الى متابعة الإستثمار في الأبحاث الأساسية المتعلقة في اللغة العربية والكومبيوتر لجهة المعالجة والبحث والإسترجاع والتخاطب والترجمة الآلية. والمعلوم أن جلّ الصحف العربية والأحنبية متوافر مجاناً للقراء، في أعدادها اليومية الجارية. وما يتطلب بدلاً مالياً هو إستخدام القراء للنصوص المحفوظة في الأرشيف. وتبدو من هذه الخدمة غير مسبوقةعربياً لناحية تعدد المصادر الإلكترونية وتوفيرها بشكل يومي على مدار الساعة مع إمكانية البحث والإسترجاع بأكثر من طريقة. والارجح أن "جهينة" تؤشر على تحوّل ما في إهتمامات شركة "صخر". فلطالما اهتمت بتقنيات معالجة المعلومات، التي تختلف عن خدمات تقديم المحتوى الإلكتروني في "جهينة". والمعروف أن "صخر" تهتم بتطوير برامج معالجة اللغة العربية وتقنيات الإتصال وليس لها علاقة مع إنتاج المحتوى الإعلامي، وكذلك لا تمتلك الخبرة في تقديم خدمات المعلومات. لذلك لا بد من هفوات على مستوى الإقتناء المتعلق بإختيار المصادر الإلكترونية وتصنيفها وعلى مستوى تبويب وتحليل النصوص الصحافية، إضافة الى طرق تقديم المعلومات في الشكل المطلوب. والارجح ان اطلاق "جهينة" يحفز على تحسين المحتوى الإعلامي العربي، وتطوير مستوى طرق تخزين النصوص الإلكترونية من مصادرها الأصلية وأرشفتها. ولعلها ايضاً دعوة عامة الى جميع منتجي المعلومات العرب للتواجد على إنترنت، عبر التنسيق مع مطوري تقنيات تخزين المعلومات وإسترجاعها.