توقعت سلطات السياحة والسفر اليابانية انتعاش حركة سفر السياح اليابانيين بعد الانتكاسة التي عرفتها في الأشهر الأخيرة، نتيجة الهجوم الإرهابي على الولاياتالمتحدة والحملة الأميركية على أفغانستان. وقال مكتب السياحة والسفر الرسمي إن عدد المسافرين في السنة الجارية سيزيد بنسبة 7.2 في المئة عن العام الماضي الذي شهد سفر 7.16 مليون سائح ياباني إلى الخارج. وأوضح ان الوجهة الحالية المفضلة للسياح اليابانيين لم تعد الولاياتالمتحدة، بل المناطق القريبة مثل كوريا الجنوبية وجزر المحيط الهادي، خصوصاً "غوام" الأميركية الواقعة جنوباً على بعد ثلاثة ساعات طيران والتي يعتمد اقتصادها على ما ينفقه السياح اليابانيون. وفي تصريح خاص إلى "الحياة"، قال كوتيدا، مدير العلاقات الدولية في "مكتب اليابان للسياحة"، إن العوامل التي حركت الانتعاش هي موسم العطل والسنة الجديدة حينما يزداد السفر عادة، إضافة إلى "استقرار الوضع نسبياً في أفغانستان على رغم استمرار المعارك". ونفى كوتيدا التقارير اليابانية التي أوردت منذ شهر بأن القوات الأميركية ستنقل أسرى تنظيم "القاعدة" من أفغانستان إلى قواعدها العسكرية في غوام، كما نفته بشدة السلطات السياحية في الجزيرة، إذ أوردت صحيفة محلية بأن "اجراء محاكمات عسكرية للإرهابيين في الجزيرة قد يؤثر سلباً على مخططات السياح اليابانيين لزيارتها". وكان حاكم الجزيرة زار اليابان أخيراً في حملة ترويج سياحي، وأكد بأن جزيرته "مكان آمن في منأى عن الإرهاب، لأن أسامة بن لادن شخصياً لا يعرف ما هي غوام وأين تقع". وأصيبت شركات السياحة اليابانية بضربة قوية في الأشهر الأخيرة، إذ تناقص عدد المسافرين إلى الخارج بنسب 40 و42 و15 في المئة في أول الأشهر الثلاثة الماضية على التوالي مقارنة بالعام الماضي. وقال مسؤول في وزارة النقل إن القصف الأميركي لأفغانستان وتزايد قلق اليابانيين من احتمالات اختطاف الطائرات والإرهاب، دفع المزيد منهم إلى تأجيل رحلاتهم الدولية، لا سيما إلى أميركا الشمالية التي خسرت نصف السياح اليابانيين الذين يزورونها على متن "الخطوط الجوية اليابانية". كما تناقص عدد المسافرين في عطلة نهاية السنة بمقدار 890 ألفاً عن العام الأسبق، ما أدى إلى تقلص عائدات الرحلات الدولية لدى 50 أكبر وكالة سياحة وسفر يابانية بنسبة 46 في المئة إلى 116 بليون ين نحو 900 مليون دولار، وهو رقم قياسي جديد بعد الرقم السالب السابق الذي سجل خلال حرب الخليج. أما عدد المسافرين في رحلات داخلية فبلغ 193.4 مليون، ولم يختلف كثيراً عن العام الماضي. وفي محاولة لتطمين الركاب، أعلنت شركة "أنا" اليابانية، ثاني أكبر شركة طيران، والتي عانت من خسائر تزيد على بليون دولار، عن تركيب كاميرا أمنية في الطائرة تسمح للطاقم بمراقبة الركاب من قمرة القيادة. ونظراً إلى القلق الذي يشعر به اليابانيون ارتفعت رسوم التأمين المتعلقة بالسفر بلايين الينات سنوياً، ما زاد في مصاعب الشركات. وقال أحد المحللين إن مشاكل قطاع الطيران المدني الياباني تضاعفت مما زاد في تفاقم الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد. وذكر كوتيدا أن السفر إلى الشرق الأوسط ما زال ضعيفاً، بسبب الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تجعل السياح يرون في أي رحلة إلى هناك بمثابة "مغامرة غير محمودة العواقب" حسب قوله.