لم تنتهِ فصول قضية "نابستر"، الشركة التي اتّهمت بسرقة المؤلفات الموسيقية وتوزيعها مجاناً عبر الإنترنت. فبعدما عملت على حجب التسجيلات المحفوظة الحقوق تنفيذاً لحكم صدر في شباط فبراير الماضي وبعد اخذ ورد في شأن نظام الحماية الانسب، عادت "نابستر" إلى المحاكم، بعدما توصّلت إلى تسويات مع بعض اصحاب الحقوق، لاسيّما منهم فرقة "ميتاليكا"، التي كانت من اشد مناوئيها. رجعت الشركة إلى المحاكم هذه المرة، لتتحمّل وزراً كانت المحاكم نفسها ألقته على الجهات المدّعية، وابرزها الجمعية الاميركية لصناعة التسجيلات. ويتلخّص هذا الوزر في ان يقوم اصحاب حقوق التسجيلات بمراقبة "نابستر" على الدوام وتقديم الشكاوى في حال رصد أي عملية انتهاك لحقوق الملكية تحصل بين مستخدمَين اثنين. وتوقّف موقع الشركة عن العمل في تموز يوليو الماضي إثر تسجيل اختراقات تصل غراماتها إلى 100 مليون دولار. ولمّا كانت المراقبة معقّدة، طالب اهل الصناعة بان تتولّى "نابستر" مراقبة نفسها. معلوم ان "نابستر" لم تكن وحدها "تنهب" الموسيقى، هناك مواقع عدّة غيرها لم تحاكم. ورأى بعض المحللين ان الحكم على "نابستر" اساساً قصير النظر، لأن المستخدمين سيلجأون إلى مواقع "نهب" اخرى. وهناك من يرى ان المسألة برمّتها تتعلّق بالنافذين في صناعة التسجيلات، وبنظرتهم المتخلّفة والمتشددة إلى مسألة التوزيع، في وقت رسّخت التكنولوجيا وسائل توزيع متطورة، تستدعي تغييراً "جذرياً" في مقاربة المسألة. وقال النجم "ستينغ" وهو من مناصري "نابستر" في هذا الامر: "شاءوا أم أبوا، وجدت هذه التكنولوجيا لتبقى. وعلى صناعة التسجيلات اعادة اختراع نفسها. كل شيء سيتغيّر. وصناعة الموسيقى ستتغيّر، وينبغي لنا ان نستعدّ لنتغيّر معها". ويبدو ان هذا الاستعداد بدأ على المستويات السياسية والقضائية والفنية والشعبية، بدليل ارتفاع الاصوات الداعية إلى اعادة النظر في القوانين السائدة. وفي آخر اجراءات الضبط التي تشير الى بعض اللين في التعامل مع مسألة توزيع التسجيلات، قرر موقع "برس بلاي" الذي ترعاه كبرى شركات التسجيلات عن سماحه بصهر عدد محدود من المؤلفات على قرص مدمج. ويستطيع المستخدمون سماعها إما مباشرة عبر الإنترنت أو بعد انزالها إلى الكومبيوتر. إلاّ أنه يمانع بشدّة فيد نقلها من الكومبيوتر المكتبي إلى المسجّلات الرقمية الصغيرة النقّالة. غريب جداً امر هذا الاجراء. وإذا كانت شركات التسجيلات عاجزة عن مراقبة موقع مفتوح وصريح بالوسائل المتطوّرة والكفيلة بذلك، كيف السبيل إذاً، إلى منع نقل المؤلفات من كومبيوتر إلى مسجّلة تكاد تكون خفية؟ امامنا العام 2002 كلّه لنعرف. [email protected]