اتهمت السلطة الفلسطينية اسرائيل باغتيال ستة فلسطينيين في مكمنين نصبتهما لهم "وحدات خاصة" اول من امس من اجل "إشعال النار" بعد أسبوعين من الهدوء في الاراضي الفلسطينية، وبهدف تعطيل عودة المبعوث الأميركي انتوني زيني الى المنطقة. ويأتي التصعيد الإسرائيلي، مضافاً اليه قصف مدفعي عنيف ليل الاحد - الاثنين تعرضت له احياء في خان يونس ومنع متظاهرين اجانب من التظاهر تضامناً مع الفلسطينيين، في وقت يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون استحقاق استئناف المفاوضات بعد عودة الهدوء، يضاعف منه الاعلان بصورة مفاجئة ان الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف وافق على القاء كلمة امام المجلس التشريعي الفلسطيني بناء على مبادرة قدمها النائب العربي السابق في الكنيست عبد الوهاب دراوشة وتنتظر موافقة شارون عليها. وفيما قال كتساف انه "مستعد للذهاب الى اقصى المعمورة من اجل استئناف العملية السلمية ووقف اطلاق النار"، توقع دراوشة ان يدعو الرئيس الاسرائيلي في كلمته الى "عام من الهدنة" والى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الانتفاضة تمهيداً لاستئناف المفاوضات. وكشفت مصادر سياسية اسرائيلية ان فكرة ذهاب كتساف الى رام الله جاءت بمبادرة من مسؤول ملف القدس سري نسيبة ومسؤول جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب ومن دراوشة نفسه، وان عرفات وافق عليها كما حصلت على دعم مصري. ورغم تباين ردود الفعل الاسرائيلية في شأن المبادرة، الا ان اللافت كان موقف وزير الخارجية شمعون بيريز الذي رفض "فتح قنوات عدة للضغط على عرفات"، فيما شبهت مصادر اسرائيلية المبادرة بمبادرة الرئيس المصري الراحل انور السادات خلال زيارته للكنيست عام 1977. ذكرى انطلاق الثورة وتزامنت هذه التطورات مع تظاهرات شهدتها مناطق مختلفة من الاراضي الفلسطينية في ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية وتأسيس حركة "فتح". وشارك الرئيس ياسر عرفات في تظاهرة رام الله حيث تعهد امام حشد من خمسة آلاف من مناصريه رفع علم فلسطين فوق القدس. كما برر ضمناً في كلمة متلفزة نداءه لوقف النار مع اسرائيل، وقال: "لقد قلنا، ومنذ الأيام الأولى لانطلاقة الثورة .. بأن البندقية من دون هدف سام هي قاطعة طريق، ولقد ألحقنا القول بالعمل، فكانت أخلاقنا الثورية ولا تزال محط إعجاب العالم". وبعدما شدد على صمود الشعب الفلسطيني "في وجه أعتى محاولات الاحتلال العسكري من اجل نيل حقوقه كاملة غير منقوصة"، دعا اسرائيل الى استئناف المفاوضات. واشاد بتأكيد الرئيس جورج بوش حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم، وبقرار الجمعية العامة للامم المتحدة الخاص باعتبار الاحتلال عقبة امام السلام، مؤكداً ان "المبادرات الشجاعة هي المقدمة الطبيعية والمنطقية للإنجاز الأكبر... قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية"، كما تمسك ب"حل عادل لقضية اللاجئين طبقاً للقرار 194". وأكد انه رغم مصائب الاحتلال والإستيطان والحصار "فشعبنا لن تلين قناته، ولن تكسر صلابته، ولن تهان كرامته، ولن تستباح حقوقه وفينا عرق ينبض".