أول الكلام: للشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة: - أُمَّتي... كم غصة دامية خنقت نجوى عُلاكِ في فمي أيُّ جرحٍ في إبائي راعف فاته الأسى... فلم يلتئم؟!!
هذا الجيل المعاصر: كيف نُعرِّفه... بماذا نصِفُه... وما هو "التقييم" الذي يستحقه؟!! هل هو جيل: مسؤول... يتحمل الأوزار التي تسببت في تكريس سادية التناقضات في واقعه؟!! أم تراه هو الجيل المتروك لنفسه، ولا يقدر ان يختبئ في داخل هذه النفس؟! في رؤيتنا من ارزاء تناقضات واقعه: نجد البغضاء والضعف... ونجد التسيُّب واللامبالاة... ونجد المتعة كالماء: لا طعم ولا لون لها... ونجد الغضب يستعر في داخله عندما يتفاقم الضيم والشعور بالهوان! وفي جانب آخر: يبدو ان لا قضية لهذا الجيل المعاصر سوى: التنفيس بأية وسيلة كانت، وبدون التفكير في حصاد التنفيس... وبذلك تعدَّدت أصوات الخِطَاب: ثقافياً، وسياسياً، وتربوياً، وحتى دينياً... واختلط المفهوم من شخص لآخر، ومن صوت لآخر، ومن فعل لرد الفعل! وفي كل ما ينتاب هذا الجيل، وما يمارسه، وما "يتنفَّس" به في أصداء أصوات "الخطاب"... تشدُّني هذه الرسالة التي حملت سؤالاً فولاذياً، وقد نفثتها معاناة الكاتبة السعودية كاميليا... بهذا الصوت الموغل في الوجع، وصاحبته تعيش معاناة جيل كامل:
العزيز عبدالله: أردت ان أشاركك اليوم ببعض الكلمات، ولكن... قبل أن أكتبها، أحب أن أضم صوتي لصوت "صديقك العزيز جداً الى نفسك" في كل ما قاله هذا الصباح - الأربعاء - ولا أضيف حرفاً واحداً أكثر مما أبدع!! قبل فترة وجيزة... سأل شخص ما في أحد المنتديات عن: الحدث الذي سوف نؤرخه كجيل، ونقصُّ تفاصيله للأجيال القادمة؟! بالطبع... لم يملك أحد جواباً يليق بالكرامة العربية التي نتغنَّى بها ليل نهار. ولا أظن أحداً يدَّعي امتلاك الاجابة... إلا ان بلغت به الصفاقة حدَّ: نسب "الانتفاضة" الفلسطينية اليه، باعتباره ينتمي للجيل الذي قام بها!! فما الذي يحدث لنا؟!! يومياً... يتساقط الشهداء الى الأعلى، فيما نسقط نحن "منه"!! نتساقط من: بروجنا العاجية التي شيَّدناها... حتى حوّلناها في ما بعد الى: استحكامات لنا... ويُدركنا الموت حتى لو كنا في بروج مشيدة!! ونتساقط في: أنانية أحلامنا، وشفقتنا المثيرة للشفقة... على من اختاروا الخلود في ذاكرة الوطن وجنَّات النعيم!!! في هذه الأثناء: يُعانقنا صوت "فيروز" مردِّداً: يا صوتي ياللّي طاير... زَوْبع بها الضماير... خبْرهم ع اللي صاير... بَلْكي بيصحى الضمير!! فهل "تعي" ضمائر القرن الحادي والعشرين: إللي صاير في عالمهم المترف بالعلم؟! هذا العالم الذي ينتشي فيه السقوط: زهواً بسبب غباء نشرات الأخبار التي تنسب له السمو بتكرار يثير الاشمئزاز؟! أي عالم هذا الذي "يعي" الحبر فيه أكثر من صاحبه؟!! ولو ان بعض الأقلام لا تزال تنافس أصحابها: ذلاً ووضاعة في ماراثون انتحار الصدق اليومي على صفحات الجرائد... أي عالم؟!!