فشل الوفد الباكستاني الذي أجرى محادثات أمس في قندهار في اقناع "طالبان" بتسليم اسامة بن لادن الذي نفى مجدداً تورطه في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، لكنه أكد، في حديث صحافي "ان المشكلة ليست اسامة او الاسلام. فهناك اماكن عبر العالم تنشط فيها منظمات جهادية: من كابول الى الشيشان مروراً بفلسطين والبوسنة والسودان وبورما وكشمير ودول اخرى كثيرة. والجهاد سيستمر حتى في حالة عدم وجودي". ورد على اتهامه بالهجمات الأخيرة بقوله: "كمسلم أنا لست كاذباً. فأنا لم أكن على علم بهذه الهجمات ولا أؤيد قتل الرجال والنساء والاطفال الابرياء". راجع ص 2و3و4و5و6و7و9 وأعلن المفتي جميل، أحد رجال الدين في كراتشي لدى عودته مع الوفد الباكستاني من قندهار، إثر محادثات مع زعيم الحركة الملا محمد عمر، ان "الطالبان" يرفضون فكرة تسليم ابن لادن "لاسباب اخلاقية ودينية"، و"اعلنوا بوضوح ان من غير الوارد تسليمه". وعلمت "الحياة" أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف طلب من واشنطن تأجيل الضربة و منح إسلام آباد فرصة أخرى لإقناع "طالبان" بتغيير موقفها. وتعززت احتمالات قيام الولاياتالمتحدة بعمليات عسكرية في أفغانستان، وسط حديث عن وجود مجموعات كوماندوس اميركية وبريطانية على الاراضي الافغانية في مهمات استطلاعية لتحديد الاهداف. ونقلت مجلة "يو اس اي توداي" عن مسؤولين اميركيين وباكستانيين رفيعي المستوى أن فرقاً من ثلاث الى خمس مجموعات اميركية تدعمها مروحيات "بلاكهوك" تبحث عن ابن لادن في مغاور وملاجئ تحت الارض قرب قندهار. واشارت مصادر في واشنطن الى ان البنتاغون ارسل مثل هذه المجموعات قبل بدء حرب الخليج. وهي تعمل، اضافة الى تحديد الاهداف، على جمع معلومات عن طبيعة الارض وهل هي ملائمة لانزال قوات او ارسال طائرات. وكشفت ان الولاياتالمتحدة حصلت على معلومات طوبوغرافية مهمة من روسيا وبريطانيا. في غضون ذلك رفع مجلس الأمن امس الجمعة العقوبات المفروضة على السودان في أول اجراء رسمي من نوعه نحو دولة عربية وقعت تحت طائلة العقوبات. وجاء توقيت رفع العقوبات بمبادرة من البيت الأبيض الذي أبلغ المجلس استعداده للسماح لمجلس الأمن بتبني قرار رفع العقوبات في هذا الوقت تحديداً، فيما تنصب جهود الادارة الاميركية على اقامة التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، ويستعد مجلس الأمن لإصدار قرار مُلزم بموجب الفصل السابع من الميثاق ويدرج تفاصيل اجراءات مالية واستخباراتية وقانونية وتشريعية للتصدي للإرهاب. وعلى رغم أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لرفع العقوبات، إلا أن الناطق باسم البيت الأبيض قال إن العقوبات الأميركية على السودان "لا تزال قائمة"، في حين صرح الناطق باسم الخارجية بأن بلاده أجرت نقاشات مفيدة مع الخرطوم منذ الهجمات الارهابية "وأبلغونا أنهم اعتقلوا مجموعة من المتطرفين الذين ربما كانت لهم علاقة بالارهاب الدولي". إلى ذلك، اعلن الرئيس بوش ان الولاياتالمتحدة تسعى الى تطبيق مبدأ "انك اذا آويت ارهابيين فانت مذنب بقدر ما هم مذنبون". وقال ان اجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية تدرك تماماً التجربة الروسية في افغانستان. وأضاف انه لهذه الغاية "من الصعب شن حرب تقليدية - حرب عصابات بقوات تقليدية ونحن نفهم ذلك. ولهذا السبب اوضحت للشعب الأميركي ان الحرب الجديدة ضد الارهاب ستكون حرباً مختلفة، وستشن على جبهات عدة. ستكون حرباً على الجبهة المالية، وهي تتطلب أفضل الاستخبارات وتبادلاً للمعلومات. قد يكون أو لا يكون هناك عنصر حرب تقليدي. وأقولها بصراحة في بعض الاحيان سيرى الناس ما نقوم به على شاشات التلفزيون، واحياناً اخرى لن يستطيع الشعب الاميركي رؤية ما نقوم به". وحذر وزير الدولة البريطاني للشؤون الاوروبية بيتر هين في حديث إلى "بي بي سي" من ابن لادن "يحضر لاعتداءات ارهابية شديدة القوة في الاسابيع المقبلة. وثمة ادلة إلى انه يحضر لاعتداءات شديدة القوة في العالم وعلينا ان نعمل على منعه من الاعتداء مجدداً. علينا ان نعثر عليه وان نوقفه".