الدمام - "الحياة" - دبي - أ ف ب - عكست صورة المنافسات في المجموعة الآسيوية الاولى المؤهلة لنهائيات مونديال 2002 في كرة القدم "اخفاق" غالبية المنتخبات العربية، فبعد انطلاقتين جيدتين للبحرين والعراق تراجعا حتى باتا منافسين من الصف الثاني، وتقلصت حظوظهما في قلب موازين القوة لمصلحتهما، وهما اقتربا من توديع التصفيات نهائياً في انتظار تجديد حظوظهما في المونديال المقبل. اما المنتخب السعودي فعكس صورة الخيل الاصيلة التي لا تظهر الا في المنعطفات الاخيرة. وهو اذ تأخر بالظهور بعد بداية مخيبة اثارت قلق جماهيره، وهاجس عدم تحقيق آمالها بالتأهل في ظل انغلاق الدروب امام النتائج الجيدة في مباراته الاولى، جاءت البشائر، واعلنت عودة روح التميز والتفوق، واللذين حملا علامة "صنع في السعودية"، باشراف ناصر الجوهر. وأسهم ذلك في "فك" لغز المجموعة الحديدية، ولم يبق امام "الأخضر" الا منتخب ايران القوي فعلاً، والذي سيواجهه غداً في جدة، ولو قُدر للأخضر الفوز فان تأهله للنهائيات سيكون شبه مضمون. وعلى غرار السعودية، اضاء المنتخب القطري شمعة الأمل في المجموعة الثانية، بعدما زادت آماله بفوزه على عمان، صاحب لقب "الفورة المنطفئة"، واحتل المركز الثاني برصيد 8 نقاط بعد منتخب الصين المتصدر. ولعل منتخب الامارات، صاحب المركز الثالث في هذه المجموعة قادر على تكريس صورة نظيره القطري، وتغيير صورته "الرومانسية" التي واكبت مسيرته حتى الآن وحمل لواء "الانتفاضة العربية" الى ابعد ما يمكن. الامارات - الصين وتعتبر مباراة المنتخب الاماراتي اليوم امام الصين على استاد آل نهيان في ابو ظبي محطة فاصلة في تحديد مصيره في هذه التصفيات. وهو مؤهل لاعادة خلط الاوراق الى حد ما، في حال نجح في الثأر لخسارته امام الصين صفر-3، والتي شكلت "صدمة" حقيقية في شنيانغ في الجولة الثانية. وعلى رغم ان الكفة تميل لمصلحة الصينيين، الذين اظهروا تفوقاً فنياً وبدنياً واضحاً في هذه المجموعة، فان كل الحسابات واردة، خصوصاً ان المباراة ستوفر الفرصة الاخيرة للامارات للبقاء في المنافسة على المركز الاول على الاقل، كما انها تريد رد الدين لرجال اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش الذين يتحملون المسؤولية الكبيرة في كسر طموحهم بعد البداية الرائعة لهم في مباراتهم الاولى امام اوزبكستان، والتي فازوا فيها 4-1. واعلن الهولندي تيني ريخس، مدرب الامارات، ان الفوز على اوزبكستان سيدفع اللاعبين الاماراتيين الى بذل مزيد من الجهد امام الصين "وسنسعى بالتأكيد الى تقديم عرض جيد يعوض اهدارنا نقاطاً ثمينة في المباريات الثلاث التي سبقت مباراتنا الاخيرة مع اوزبكستان خصوصاً الخسارة الاليمة امام قطر". وطرح اللاعب فهد علي فكرة وجوب استغلال الفرصة لتقديم عرض جيد يتوج بالفوز و"الثأر لخسارتنا امام الصين في الجولة الثانية". اما مطر الطاير، امين عام الاتحاد الاماراتي فأمل بفوز منتخب بلاده "الذي سيخوض المباراة بمعنويات مرتفعة على رغم ادراكه قوة المنتخب الصيني، الذي لم يلقَ اي خسارة حتى الآن". وتابع "ستكون لنا الافضلية بين جمهورنا وعلى ملعبنا، كما ان ثقتنا كبيرة بالمدرب ريخس في قدرته على وضع الخطة المثالية لتحقيق نتيجة جيدة". وسيفقد المنتخب الاماراتي جهود المدافع النشيط محمد قاسم لنيله انذارين، بينما تأكدت مشاركة الحارس معتز عبدالله، الذي كان عانى من اصابة طفيفة في مباراة اوزبكستان بعدما تحمل فيها عبئاً كبيراً في الذود عن مرماه. ويمكن ان تواجه ريخس مشكلة جدية في خط الهجوم لأن ياسر سالم ومحمد عمر وسعيد الكاس لم يقدموا المطلوب منهم في هذه التصفيات، فسالم سجل هدفاً في الجولة الاولى، ثم غاب عن الانظار، ولم يفرض الكاس نفسه اساسياً، في حين حفظ عمر ماء الوجه بهدف الفوز على اوزبكستان في طشقند فقط، ولذلك يتوقع ان يعتمد ريخس في شكل اساسي على خط الوسط وسيوكل اليه مهمات اضافية في الضغط الهجومي كما يفعل في التغطية الدفاعية. في المقابل، لا يبدو مدرب الصين بورا ميلوتينوفيش قلقاً من امكان مضي منتخبه بثبات في التصفيات، علماً انه يدرك جيداً اهمية هذه المباراة في تشديد قبضته على الصدارة وتأمين وضعه اكثر واكثر لقيادة المنتخب الى النهائيات للمرة الاولى في تاريخه "لم يكن اللاعبون الصينيون بهذه الروح المعنوية المرتفعة في اي وقت مضى، وثقتهم بانفسهم قادتهم الى حصد 10 نقاط حتى الآن. وعموماً حين قابلنا المنتخب الاماراتي ذهاباً في شنيانغ كان الاخير يملك 3 نقاط ونحن من دون رصيد، اما الآن فنملك 10 نقاط والامارات 7 ولدينا مباراة اضافية، وهذا كاف لتأكيد وضعنا الجيد".