بدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس جولة على الشرق الأوسط تشمل زيارة تعتبر "تاريخية" لايران، بهدف حشد الدعم الدولي لمكافحة الارهاب واحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وزيارة سترو لايران هي الأولى من نوعها منذ الثورة الاسلامية عام 1979، وكان مقرراً ان يقوم بها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، لكن تداعيات الهجمات في اميركا قرّبت موعدها. واستبقت وصول الوزير تظاهرة أمام السفارة البريطانية في طهران، رفعت خلالها شعارات "الموت لأميركا وبريطانيا". وتدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين واعتقلت حوالى خمسين شخصاً. وعلى رغم تقارير أفادت ان سترو سينقل الى القيادة الايرانية رسالة من الادارة الاميركية حول امكان عودة العلاقات الطبيعية بين طهرانوواشنطن، شدد المسؤولون البريطانيون على ان لأميركا قنوات غير مباشرة للاتصال بإيران من خلال سويسرا التي ترعى مصالح الولاياتالمتحدة في طهران، وعبر دول اخرى. وأعلن سترو قبل سفره الى طهران انه سيحاول خلال الجولة ان يقدم الأدلة على تورط اسامة بن لادن في الهجمات الارهابية في واشنطن ونيويورك. لكنه حذر من ان ذلك الأمر لن يكون سهلاًَ "فمعظم هذه المعلومات لأجهزة الاستخبارات". وزاد ان حكومة "طالبان" في افغانستان "متورطة بأعمال قتل وتدمير مفزعة، وترتبط بأسامة بن لادن" وتنظيمه "القاعدة". ورأى ان ايران بإمكانها لعب دور مهم في "التحالف السياسي ضد الارهاب الدولي، وضد نظام طالبان الحاكم في كابول". وأوضح ان "أفضل ما تساهم به ايران هو انه من خلال موقفها ضد حكومة طالبان، تظهر في شكل صريح ان المعركة ليست ضد الاسلام أو عقيدته". واشار الى ان هناك دولاً اسلامية "عانت بشدة من حكومة طالبان". وقال المسؤولون البريطانيون ان سترو سيوضح للمسؤولين الايرانيين ان التحالف الدولي ضد الارهاب هو تحالف للحضارات. ورداً على سؤال لشبكة "سكاي نيوز" اكد وزير الخارجية البريطاني انه "ليس موفداً" من الولاياتالمتحدة، مذكراً بأن بلاده اعادت علاقاتها الديبلوماسية مع ايران على مستوى السفراء عام 1998. وكان سترو أبلغ "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ان "الايرانيين يعرفون اكثر من أي بلد آخر العواقب الوخيمة لتطرف طالبان، لأن اكثر من مليوني لاجئ أفغاني موجودون على حدودهم". وذكر انه سيناقش في طهران "انعكاسات تطرف الحركة على المنطقة برمتها".