تتميز الجولة السادسة ضمن منافسات التصفيات الآسيوية الحاسمة لمونديال 2002 في كرة القدم، بنكهة خاصة تحمل طابع الثأر في مبارياتها الأربع. وتقام اليوم مباراتان، فتستضيف البحرين، الحصان الأسود، السعودية على استاد المنامة ضمن المجموعة الأولى، وعمانقطر على استاد السلطان قابوس في مسقط ضمن الثانية. وتختتم الجولة غداً، فيحلّ العراق ضيفاً على تايلاند في بانكوك ضمن المجموعة الأولى، والامارات ضيفة على أوزبكستان في طشقند ضمن الثانية. وبغض النظر عن حديث التأهل أو فقدان الفرصة لأي من المنتخبات الثمانية، فإن الشعار سيكون اثبات الذات بعد افرازات الجولة الأولى من التصفيات التي تنافست فيها هذه المنتخبات بالذات. } المنامة - "الحياة" - عواصم - أ ف ب يحل المنتخب السعودي اليوم ضيفاً على نظيره البحريني في بداية مرحلة الاياب للمجموعة الأولى من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية الحاسمة لمونديال 2002. وتعتبر المباراة غاية في الأهمية للطرفين لأن فوز أحدهما يمنحه صدارة المجموعة موقتاً لأن المنتخب الايراني يخضع للراحة في هذه الجولة. وكان "الأخضر" رفع رصيده الى 7 نقاط بعد فوزه الثمين على تايلاند، ويطمح الى تعزيز تقدمه في مستهل الاياب، فضلاً عن انه يريد ردّ الدين الى البحرين التي أحرجته في بداية الدور الثاني الحاسم عندما تعادلت معه في الرياض 1-1. من جهته، يطمح المنتخب البحريني الى الفوز لرفع غلته الى 9 نقاط، وبالتالي مواصلة عروضه القوية والتي كان آخرها في طهران عندما تعادل تعادلاً ثميناً من ايران كان بمثابة الخسارة لأصحاب الأرض، كما يحاول تأكيد انهاء عقدة السعودية على مدار السنوات الأخيرة. "الأخضر" جاهز يدخل المنتخب السعودي المباراة بمعنويات مرتفعة جداً بعد الفوز على تايلاند 3-1، ما أعاد اليه التوازن. وبعد عودته من بانكوك أقام معسكراً في مدينة الدمام القريبة من العاصمة البحرينيةالمنامة، ووضح اعتماد مدربه ناصر الجوهر على التشكيلة ذاتها التي خاضت اللقاء مع تايلاند. ويعتبر الجوهر ان مباراة اليوم مفترق طرق للطرفين، "ولا سيما ان لقاءاتهما تتصف دائماً بالحساسية والاثارة، وسنؤكد ان البحرين ليست عقدة لنا كما يعتقد البعض. نحن في حاجة ماسة الى نقاط المباراة الثلاث للانفراد بالصدارة على أمل ان نلحق الهزيمة بايران في لقائنا المرتقب. ولدينا اصرار قوي لتقديم عرض جيد على غرار ما ظهر عليه اللاعبون في الشوط الثاني أمام تايلاند، ولنؤكد ان ما حدث قبل ذلك كان كبوة عارضة سرعان ما نهضنا منها". ولفت الجوهر الى أن اللاعبين يتمتعون بصحة جيدة "ولا توجد اصابات تمنع أياً منهم من المشاركة بما فيها اصابة حسين عبدالغني". مشيراً الى أنه لم يتوصل الى التشكيلة الأساسية التي سيزجها في لقاء اليوم، مؤكداً ان فترة الاستعداد التي استمرت 14 يوماً "كانت كفيلة بوصولنا الى الاستقرار الفني والتكتيكي واللياقي. واللاعبون جميعهم يؤدون التمارين الصباحية والمسائية في شكل جيد". وأوضح الجوهر ان اللاعبين لا يشاركون في المباريات الا في ضوء التقرير الطبي الذي يؤكد صلاحيتهم، مشيراً الى أن محمد الخليوي كان جاهزاً دائماً "إلا أن ظروف المباراة وما يرافقها من اصابات جعلتنا نخسره في أكثر من لقاء، ما سبب لنا خسارة تغيير نحن في أمس الحاجة اليه". اما القائد سامي الجابر فقال: "تردد في السنوات الأخيرة ان البحرين اصبحت عقدة للكرة السعودية وأنا أرفض هذه المقولة لأن كرتنا تفوق نظيرتها البحرينية والتاريخ يشهد على ذلك، ولكن هذا لا يقلل من قدرات منتخب البحرين الذي تطور كثيراً واعتبره الحصان الأسود في تصفيات الحسم الآسيوية ونتائجه الجيدة تؤكد ذلك، وأحب أن أؤكد ان تأهل "الأخضر" للمونديال لن يكون سهلاً، خصوصاً ان مباريات الاياب ستكون قوية وحاسمة". "الحصان الأسود" وبات المنتخب البحريني يملك طموحاً عريضاً في المنافسة بقوة على بطاقة المجموعة خصوصاً بعد احراج للسعودية وايران، وكان بامكانه ان ينفرد بصدارة المجموعة لو قدر له الفوز على تايلاند في الجولة الثالثة، ولكنه خسر نقطتين ثمينتين بالتعادل 1-1 علماً انه حقق فوزاً تاريخياً على العراق 2- صفر في الجولة الثانية. وتحلم البحرين في رفع رصيدها الى 9 نقاط لتظل في دائرة المنافسة، ولا سيما ان التعادل أو الهزيمة تبعدها عن الصراع المحتدم. واختير منتخب البحرين ومدربه الألماني وولفغانغ سيدكا أفضل منتخب ومدرب في شهر آب اغسطس الماضي، من قبل الاتحاد الآسيوي. وهي المرة الثانية التي يتم فيها اختيار هذا المنتخب، منتخب الشهر في القارة هذا العام، وكانت الأولى في شباط فبراير الماضي عندما تصدر المجموعة الرابعة على حساب الكويت، ضمن الدور الأول. ويعتبر البحرين المنتخب العربي الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في التصفيات، والثالث بعد ايرانوالصين، لكنه سيخسر في لقائه اليوم جهود مدافعه المميز محمد حسين لحصوله على الانذار الثاني في المباراة الأخيرة أمام ايران، علماً أن سيدكا يعوّل عليه كثيراً في تنفيذ التكتيك الدفاعي نظراً لقدراته العالية. يذكر ان محمد حسين سبق له الاحتراف الموسم الماضي في فريق النجمة السعودي، وبعد تألقه اللافت في تصفيات كأس العالم الحالية تلقى أكثر من عرض من أندية سعودية وخليجية وبمبالغ مغرية. ويعتمد سيدكا على عدد من اللاعبين المميزين أمثال سلمان عيسى وطلال يوسف وعادل عباس ويوسف عامر وعلي عامر ومحمد سالمين، والقائد خميس عيد وغاز الكواري والحارس الرويعي. اللقاء ال22 ولقاء اليوم هو ال22 في تاريخ مباريات المنتخبين التي بدأت بالتعادل السلبي في البحرين في اطار بطولة الخليج عام 1970. أما أول فوز للسعودية على البحرين فكان عام 1972 في الرياض 2-1، في حين سجل البحرين أول فوز له على "الأخضر" 2-1. خلال بطولة الخليج في قطر عام 1976. أما على صعيد التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فلم يتلق الطرفان على مدار 21 عاماً، إلا مرتين كانت الأولى عام 1981 في تصفيات مونديال اسبانيا وفازت السعودية 1-صفر. والثانية كانت في ذهاب التصفيات الحالية، وتعادلا في الرياض 1-1. ولم يسبق للمنتخب السعودي الفوز على البحرين في المنامة في ثلاثة لقاءات جمعتهما على استاد البحرين الوطني، حيث تعادلا الأولى سلباً عام 1970، وخسر الثانية 1-2 عام 1986، وتعادل في الثالثة 1-1 عام 1998. وفي الحصيلة الاجمالية، فاز "الأخضر" 10 مرات، في مقابل 4 مرات للبحرين، وتعادلا في 7 لقاءات. سبيل الاستمرار من جهتهم، يأمل القطريون بالفوز على عمان في مسقط لأنه السبيل الوحيد لهم للاستمرار في المنافسة على بطاقة التأهل، فيما يخوض العمانيون المباريات المتبقية للحفاظ على ماء الوجه بعد تضاؤل آمالهم في المركز الأول. وتحتل قطر المركز الثالث برصيد 5 نقاط، وعمان المركز الأخير برصيد نقطتين. ومن المتوقع ان يعتمد المنتخبان أسلوباً هجومياً لأن التكتل الدفاعي لن يفيد بشيء في هذه المرحلة من التصفيات، وفي حين يعول مدرب عمان المحلي رشيد جابر على مجدي شعبان وهاني الضابط وغيرهما لهز الشباك، سيفقد البرازيلي باولو كامبوس مدرب قطر ورقة محمد سالم العنزي لعدم جهوزيته اثر الاصابة التي تعرّض لها في رقبته. وقد يجري كامبوس بعض التعديلات في التشكيلة، وقد يشارك عادل الملا اساسياً، فيما أكد المدرب سعيه الى الخروج بنتيجة ايجابية تبقي منتخبه في دائرة المنافسة: "أركز على التشكيلة الموجودة لتخطي عُمان والبقاء في المنافسة". وكان جابر تولى المهمة في المنتخب العماني خلفاً للألماني برند ستانغ بعد الخسارة القاسية أمام أوزبكستان، وقاده في المباراة السابقة الى التعادل مع الامارات، في حين ستكون المباراة الرسمية الأولى لكامبوس منذ اسناد المهمة اليه بعد البوسني جمال حاجي. وخاضت قطر مباراة ودية الأسبوع الماضي تعادلت فيها مع العراق سلباً لأنها ارتاحت في الجولة الخامسة، وتعود آخر مباراة لها في التصفيات الى 7 الجاري حين أهدرت فوزاً كان في متناولها بتعادلها مع الصين 1-1 في الدقيقتين الأخيرتين. ورفع المنتخب القطري شعار "حصد النقاط" في مبارياته المتبقية على أمل تعثر الصين لمنافستها على المركز الأول للمجموعة.