سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البنتاغون" يتكتم على أنواع الفرق الخاصة المشاركة في عملية "عدالة بلا حدود" . الجيش الأميركي ينتشر براً ... ومئة طائرة الى الخليج بلير وشيراك يؤيدان رداً فاعلاً والأطلسي يشارك جماعياً
} رفعت الولاياتالمتحدة امس وتيرة تحركها العسكري ايذاناً بقرب موعد توجيه حملة الى افغانستان والدول المتهمة بايواء ارهابيين، ووضع الجيش الاميركي في حال انتشار تأهباً للحملة المذكورة. وأكد حلف شمال الاطلسي تصميمه مجتمعاً على المشاركة في الحملة الاميركية، وقال انه ينتظر طلب واشنطن في هذا الصدد. وعلى الصعيد السياسي أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تأييدهما لرد فاعل على الهجمات ضد نيويوركوواشنطن. باريس، لندن، روما، بروكسيل - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أب - بدأت الاستعدادات العسكرية للمرحلة الاولى من عملية "عدالة بلا حدود"، الدليل الحسي الاول بأن الولاياتالمتحدة ستقوم بعملية عسكرية انتقامية رداً على الهجمات الانتحارية الجوية التي ضربت نيويوركوواشنطن الاسبوع الفائت. وإضافة الى التعزيزات العسكرية التقليدية. فإن الحشود والاستعدادات الحقيقية هي التي تجرى بعيداً من الاضواء. وتشمل استعدادات القوات الخاصة التي، بحسب مصادر عسكرية، ستقود العمليات الحربية. وأعلن وزير الجيش الاميركي منصب مدني توماس وايت ان وحدات البر العسكرية تلقت أوامر وزير الدفاع دونالد رامسفلد بالانتشار في اطار الحملة التي تعتزم الولاياتالمتحدة شنها على الارهاب. وأكد ان الجيش مستعد لعملية عسكرية برية طويلة. وأضاف ان العملية ستتضمن مشاركة أسلحة الجو والبر والبحر. وأمرت واشنطن بعض قواتها بالانتشار في الخليج. وذكرت محطة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية ان مئة طائرة عسكرية على الأقل اتجهت أمس الى الخليج ولا سيما مقاتلات من نوع "أف-15" و"أف-16" وقاذفات "بي-52" فضلاً عن طائرات تزويد الوقود في الجو وطائرات استطلاع "أواكس". وأبحرت أول من أمس أولى سفن المجموعة البحرية - الجوية التابعة لحاملة الطائرات "تيودور روزفلت" التي تضم 15 ألف عنصر، باتجاه المتوسط والخليج، ذكر انها ستتابع شرقاً. وتقوم حاملتا الطائرات "انتربرايز" و"كارل فينسن" بمهمة في المحيط الهندي في حين أبحرت عدة سفن أميركية باتجاه اليابان. وتكتمت وزارة الدفاع على نوع الفرق الخاصة التي أُرسلت الى المنطقة للقيام بعمليات كوماندوس التي يتوقع معظم الخبراء ان تكون السمة الاساس للحرب ضد الارهاب. مصادر البنتاغون قالت ان معظم القوات الخاصة سيكون لها دور في العمليات. وتعتبر قوات "رينجرز" المغاوير طليعة القوات الخاصة في الجيش الاميركي. وتنشر بحراً وبراً او جواً وهي مستعدة لتنفيذ عمليات فور تلقي الأوامر. وتختص عادة بالعمليات الليلية والسيطرة على المطارات العسكرية. اما وحدة البحرية للتدخل السريع، فتتميز بامتلاكها معدات تقنية متقدمة، اضافة الى تأمين دعم لوجستي وتتمتع بقوة نارية تميزها عن الفرق الخاصة الاخرى. وتتألف كل وحدة من 2200 عنصر، وهناك وحدتان منتشرتان في المحيط الهندي. وتستعمل الوحدة طائرات "هاريير" والمروحيات بينما تمتلك قوة المشاة التابعة للفرقة معدات مخصصة للانزال البحري. وتقوم فرقة "سيل" التابعة للبحرية والذائعة الصيت بعمليات نوعية وسرية على الارض. ويتم عادة انزالها في البحر. وهي تتألف من وحدات كل واحدة منها تتضمن 16 عنصراً. وتؤمن خدمات للقوات الاميركية من خلال تحديد الاهداف والانتشار خلف خطوط العدو، اضافة الى اقتحام أوكار ارهابية. وهي معدة للعمل في ظروف طبيعية قاسية جداً. وتأسست قوات "دلتا" بعد موجة من الارهاب في السبعينات. وتبقى من أسرار الجيش الاميركي. ولم يعرف بعد عدد المهام التي شاركت فيها أو نوعيتها. والمعروف ان هذه الفرقة تمتلك أحدث الأسلحة والتقنيات المتوافرة للقوات الاميركية. ويعتقد المحللون العسكريون بان "دلتا" ستلعب دوراً أساسياً في الحرب ضد الارهاب. وتؤمن قوات العمليات الخاصة في سلاح الجو الدعم الجوي لجميع الفرق الخاصة التابعة لوزارة الدفاع، اضافة الى تأمين تزود الوقود وتأمين خدمات مساندة للقوات الخاصة. وفي حوزة هذه الفرقة معدات حديثة لتحديد المواقع الجغرافية. وهي ناشطة ايضاً بسحب الاصابات ونجدة الجنود والطيارين من خلف خطوط العدو. وذكرت صحيفة "تايمز" ان بريطانياوالولاياتالمتحدة خططتا لحرب ضد الارهاب تمتد عشر سنوات تتضمن استراتيجية عسكرية وديبلوماسية جديدة بعد اعتداءات نيويوركوواشنطن. واستبعدت واشنطنولندن بحسب الصحيفة فكرة "موقف قصير المدى" يأخذ شكل اجتياح كبير لأفغانستان التي تؤوي أسامة بن لادن. ونقلت عن المصادر ذاتها ان المقاربة الجديدة للقضاء على الشبكات الارهابية عبر العالم لن تعتمد على الدبابات وعدد كبير من القوات، بل ستكون أكثر تنوعاً ودقة. وأعلنت مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس أول من أمس ان الولاياتالمتحدة بدأت لتوها "اعادة انتشار لبعض القوات الاميركية لدعم اهداف الرئيس الاميركي جورج بوش العسكرية". بيد أن رايس رفضت ان تكشف تفاصيل اعادة الانتشار هذه. وأضافت ان الحرب على الارهاب ستكون "حرب ارادة" وحرباً "سيعتبر الحصول فيها على معلومات عن الخصم سلاحنا الافضل، لذلك سنطلب من دول كثيرة مساعدتنا في هذا المجال". من جانبه، قال مساعد وزير الدفاع بول ولفويتز "هناك تحركات وسنبحث في تحركات اخرى وسنشهد المزيد منها". اوروبا والاطلسي وأعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس عن تأييدهما "لرد فعال ومناسب" على اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقام بلير الذي سيتوجه الى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش بتوقف قصير صباحاً في باريس، اجتمع خلاله مع شيراك. وأعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون أمس ان الحلف يقف صامداً وراء الولاياتالمتحدة وينتظر اخطاراً رسمياً بأن الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن الاسبوع الماضي أديرت من الخارج. ونفى تباطؤ رد فعل الحلف لهجمات الاسبوع الماضي، مشيراً الى بيانات التأييد الصادرة من شيراك وغيره من الزعماء الاوروبيين. وقال ل"هيئة الاذاعة البريطانية": "أقول لكم ان الحلف وقف بثبات وان الاعلان الذي صدر الاربعاء ما قبل الماضي لم يكن تاريخياً فقط بل انه اعلان عملي ايضاً في تداعياته. ونحن نستعد لحملة طويلة، واذا لم ننتصر فيها فستكون العواقب مأسوية". وللمرة الاولى في تاريخ الحلف الذي تأسس قبل 52 عاماً تقرر تفعيل البند الخامس من اتفاق تأسيسه الذي يعتبر ان اي اعتداء على عضو في الحلف، هو بمثابة هجوم على كل اعضائه ويستوجب رداً جماعياً. والتقى روبرتسون نائب وزير الدفاع الاميركي ريتشارد ارميتاج في مقر الحلف في بروكسيل، وأكد له "تصميم اعضاء الحلف على المشاركة جماعياً في الحرب ضد الارهاب". وذكر مسؤولون في الاطلسي "ان عملية عدالة من دون حدود لا تستلزم موافقة مسبقة من الحلف". وأضاف "ان لإدارة بوش الحق الكامل في الدفاع عن النفس". وقررت الحكومة الايطالية نشر 8 آلاف رجل لحماية اجتماع وزراء دفاع الحلف الاطلسي الذي سيعقد يومي 26 و27 الجاري في مدينة نابولي الجنوبية. وسيتولى عدد غير محدد من العسكريين مراقبة المجال الجوي والبحري. وسيتمركز قناصو النخبة على أسطح بنايات وسط المدينة، وفي محيط الاكاديمية العسكرية حيث سيعقد الاجتماع، وسيغلق مطار المدينة في الفترة ذاتها. وفي انتظار عملية عسكرية محتملة، وجهت الولاياتالمتحدة تنبيهاً الى الاميركيين الراغبين بالتوجه الى اليمن وتركمانستان آسيا الوسطى. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيانين منفصلين انها سمحت ايضاً للموظفين غير الاساسيين في سفارة الولاياتالمتحدة في تركمانستان بمغادرة هذا البلد فضلاً عن عائلات كل موظفي البعثة الديبلوماسية الاميركية في اليمن. وطلبت كنداوبريطانيا وسويسرا وتركيا من رعاياها تجنب باكستان وسمحت بمغادرة الموظفين غير الاساسيين في السفارات شأنها في ذلك شأن فرنسا واستراليا وكندا وهولندا والمانيا. موسكو نفت أوزبكستان وطاجيكستان أنباء عن وصول طائرات أميركية الى هذين البلدين المتاخمين لأفغانستان، وأكد الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف ان قواته متأهبة لمواجهة هجوم محتمل تشنّه حركة "طالبان". وأعلن المكتب الصحافي للرئيس الأوزبكي اسلام كريموف ان طشقند "لم تناقش مع اي طرف" مواضيع تتعلق بوضع قواعدها تحت تصرف الولاياتالمتحدة. ونفى انباء نشرتها صحف غربية عن ان طائرات اميركية بدأت تتحرك نحو اوزبكستان لاستخدامها قاعدة لضرب افغانستان. وصدر نفي مماثل عن طاجيكستان التي أعلنت وزارة الدفاع فيها انه "لم تجر مفاوضات مباشرة في شأن وضع مطار دوشانبيه المدني - العسكري تحت تصرف القيادة الاميركية". وتفقد الرئيس رحمانوف يرافقه سكرتير مجلس الامن القومي الروسي فلاديمير روشايلو وحدات الفرقة 201 الروسية المرابطة على الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان. وأكد رحمانوف ان التعليمات صدرت الى القوات بمنع "دخول ولو لاجئ واحد" من افغانستان. وتابع ان القوات في حال جهوزية قتالية "لمواجهة خطر طالبان". وحذّر كبار القادة العسكريين الروس الولاياتالمتحدة من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق. وذكر الجنرال بوريس غروموف الذي قاد القوات السوفياتية في أفغانستان "ان العملية البرية عديمة الآفق". وحث وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الولاياتالمتحدة من أجل تجنب "ازدواج المعايير" في الحرب ضد الارهاب في اشارة على ما يبدو الى الانتقادات الغربية للعمليات العسكرية الروسية في الشيشان. ودعا ميخائيل غورباتشوف، اخر رئيس سوفياتي، الى التروي في الرد على الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. وقال غورباتشوف الذي أنهى تسع سنوات من التدخل العسكري السوفياتي في افغانستان لصحيفة "فرانكفورت الغيماينه": "حين يكتشف الغرب ان بعض الارهابيين درسوا في مدينة هامبورغ الألمانية، لا يتخذ ذلك ذريعة لقصف هامبورغ. ويجب ألا نجن. نحن في حاجة الى التحاور مع الاسلام".