أكدت إيران أن أي تعاون وجهد لمكافحة الارهاب ينبغي ان يكون عبر الاممالمتحدة، وذلك رداً على ما اعلنه وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن امكان تعاون واشنطن مع ايران وسورية في هذا المجال. وأكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي في حديث الى "الحياة" رفض بلاده اي عمل اميركي متسرّع، مذكّراً بأن طهران تعتبر الحركات المقاومة لاسرائيل "مناضلة وليست ارهابية". ورداً على سؤال عن الخطوات الديبلوماسية التي اعتمدتها ايران لاحتواء الأزمة الناجمة عن الهجمات الاخيرة في الولاياتالمتحدة قال آصفي: "ايران دانت بشدة هذه الهجمات، وبادرت الى التحرك للحؤول دون مأساة اكبر، وهناك مبادرات للرئيس السيد محمد خاتمي، وهو وجّه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة واخرى الى رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي ، طالباً عقد اجتماع خاص على مستوى وزراء الخارجية، كما طلب من الامين العام ان تتبنى المنظمة الدولية هذه القضية وتتولى الإشراف عليها". وأشار الى ان وزير الخارجية كمال خرازي اجرى اتصالات بوزراء خارجية الدول الاسلامية ودول اوروبا الغربية وابلغهم "قلقنا من وقوع هجوم يهدد أرواح الأبرياء". وزاد آصفي: "لا بد من الحكمة قبل المبادرة الى اي اجراء، والحذر من الاجراءات المتسرعة لأن الامور لا يمكن ان تحلّ عبر هجوم لأن مواقع هؤلاء الافراد المتهمين في افغانستان غير محددة، ويحتمل ان يتضرر الابرياء العزّل اكثر، ما سيؤدي الى تعقيد مشكلات الشعب الافغاني وتعريض الامن الاقليمي للخطر، وتبدأ موجة جديدة من التشريد. هذا لا يخدم مصالح الشعب الافغاني ولا مصالح دول المنطقة والدول المجاورة لأفغانستان". وأعرب عن أمله بأن تستجيب الدول الاسلامية مبادرة خاتمي الذي دعا الى اجتماع وزاري اسلامي استثنائي. وسئل عن الموقف الايراني في حال وجّهت اميركا ضربة عسكرية انتقامية فأجاب: "نعارض هذا الهجوم لانه لن يحل المشكلة. ولو فرضنا ان هناك مجموعة ما ثبت انها ارهابية ومتورطة بالهجمات، من المرفوض مهاجمة بلد لمعاقبة هذه المجموعة، فذلك سيحصد الكثير من الأرواح البريئة". وفي شأن ما طرحه باول عن امكان التعاون مع ايران، قال آصفي ان بلاده تعتبر ان أي تعاون لمكافحة الارهاب "يجب ان يكون في اطار الاممالمتحدة وهذا موقف كثيرين من وزراء خارجية الدول التي اتصلنا بها، اذ فضّلوا الا يكون التحالف تحت اشراف دولة او اثنتين، بل تحت اشراف الاممالمتحدة". وهل طلب الاميركيون من ايران الضغط على المجموعات المناهضة لاسرائيل حزب الله، حماس، الجهاد اجاب: "لا لم يقدم طلب من هذا النوع، والضغط يجب ان يُمارس على اسرائيل والمجموعات الصهيونية المتطرفة التي ترتكب المجازر ضد الفلسطينيين الابرياء". وسئل ايضاً عن موقف طهران اذا تلقت مثل هذا الطلب، فأجاب "نحن لم نتسلمه، ونعتقد ان هذه المجموعات "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد" ليست ارهابية، ويجب ان نفرّق بين من يناضل ضد الاحتلال وبين من هو ارهابي". إلى ذلك أ ف ب، اعتبر وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس ان الدول الاسلامية لن تشارك في عملية عسكرية في افغانستان، واوضح خلال لقاء مع نظيره الكندي جون مانلي ان "العالم الاسلامي سيكون غائباً عن اي تدخل في افغانستان، لأن المسلمين يقلقهم جداً وضع حياة آلاف الارواح البريئة في افغانستان في خطر، وملايين آخرين من دون مأوى".