سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تظاهرة ضخمة مناهضة للاميركيين في كراتشي ... ومواجهات متوقعة الجمعة . الاصوليون الباكستانيون يزدادون انفعالاً وحملة غير معلنة على الآلة الدعائية لابن لادن
بيشاور، كراتشي، إسلام آباد - أ ب، أ ف ب، رويترز - شهدت مدينة كراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان تظاهرة ضخمة مناهضة للضربة المحتملة التي قد توجهها اميركا الى افغانستان، شارك فيها اكثر من خمسة آلاف من طلاب الدين. ووصفت التظاهرة بأنها الاكبر ضد الاميركيين في باكستان، منذ اعطاء الرئيس برويز مشرف موافقته على تقديم "دعم كامل" لمبادرة الاميركيين اطلاق حملة على الارهاب. وجاء الطلاب الذين حملوا العصي من مسجد بينروي، اكبر مدرسة فقه في باكستان الذي يقع شرق هذه المدينة الساحلية. وردد المتظاهرون هتافات: "فلتسقط الولاياتالمتحدة" و"افغانستانوباكستان قبر اميركا" و"كلنا اسامة وكلنا طالبان". وفي الوقت نفسه، اعلنت اعداد من الشبان المقيمين في بيشاور غرب القريبة من الحدود مع افغانستان، استعدادها للتطوع في مواجهة الحملة الاميركية حتى ولو ادى ذلك الى مواجهة مع السلطات في بلادهم. ونقل مراسلون عن احد السكان المحليين ان "اميركا تسند البندقية على كتف باكستان لاطلاق النار على افغانستان". وابدى كثير من السكان غضبهم ازاء التعاون الباكستاني - الاميركي، الامر الذي يتوقع ان يتم التعبير عنه في تظاهرات في اعقاب صلاة الجمعة بعد غد. وفي المقابل، افادت تقارير صحافية ان السلطات شنت حملة في بيشاور ضد توزيع ملصقات ومنشورات لإبن لادن تدعو الى التصدي للولايات المتحدة. وافاد اصحاب متاجر هناك انه تم ابلاغهم بضرورة التوقف عن بيع تلك المواد كما افيد ان انذاراً مماثلاً وجه الى اصحاب المطابع. وطاولت الحملة محلات تبيع قمصاناً عليها صور لإبن لادن، علماً ان مسؤولين في الحكومة المحلية في المنطقة نفوا صحة ذلك، مؤكدين حرصهم على حرية الرأي. وابدى كثير من المراقبين مخاوفهم من مواجهة بين السلطات وانصار المدارس الاصولية في باكستان الذين يناهضون اي تعاون بين إسلام آباد وواشنطن. وتركزت المخاوف في هذا الشأن على الظروف التي سترافق اضراباً عاماً يشمل البلاد يوم الجمعة المقبل، دعت اليه الاحزاب الاصولية احتجاجاً على الضربة الاميركية المتوقعة لافغانستان. ولم يتوان مشاركون في تجمع يمثل كل الجماعات الاصولية في البلاد اجتمعوا في لاهور، عن تهديد مشرف بعواقب سياسية وخيمة، اذا ما وفر للولايات المتحدة تسهيلات ارضية او جوية لمساعدة القوات الاميركية في هجومها. ولوحظ ان تعتيماً اعلامياً فرض على الاستعدادات العسكرية الجارية في مناطق باكستانية محاذية للحدود مع افغانستان، يعتقد بان خبراء اميركيين يشاركون في وضعها. وفي اطار محاولاتها احتواء الموقف المتوتر، نفت الحكومة الباكستانية ان تكون وجهت اي انذارات الى "طالبان" في شأن ابن لادن. وقال ناطق رسمي في إسلام آباد امس، ان الوفد الباكستاني "لم يكن يحمل انذاراً" لتسليم ابن لادن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية رياض محمد خان ان "باكستان لم تتلق اي انذار ولم يحمل الوفد الاثنين اي انذار". وكانت معلومات تناقلتها الصحف رجحت ان يكون هذا الوفد برئاسة رئيس اجهزة الاستخبارات الجنرال محمود احمد، نقل الى قادة "طالبان" انذاراً لمهلة 72 ساعة من اجل تسليم ابن لادن، تحت طائلة التعرض لضربة اميركية.