لزم قادة المعارضة الفلسطينية في دمشق الصمت إزاء معلومات أفادت ان الولاياتالمتحدة سلمت عدداً من الدول المعنية، بينها سورية، قائمة بسبعة مطالب تتعلق بمنظمات تصنفها واشنطن "ارهابية". وجاء الصمت الفلسطيني انعاكساً للحذر الذي أظهره مسؤولون سوريون في التعاطي مع "الحرب الاميركية على الارهاب" بانتظار ان تتبلور الانعكاسات التي ستتركها الحملة على الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية. واتصلت "الحياة" بزعيم "الجهاد الاسلامي" الدكتور رمضان عبدالله شلّح، ورئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل، والأمين العام المساعد ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" الدكتور طلال ناجي، لكن الجميع فضل "الصمت وعدم التعليق على ما يحصل دولياً". ولم يؤكد اي منهم ان تكون دمشق طلبت منه عبر جهة فلسطينية "الصمت لئلا تتحول سورية هدفاً"، علما بأن هذا الموقف جاء بعدما حاول بعض المنظمات، بينها "الديموقراطية" بزعامة نايف حواتمة التعليق على الهجمات الارهابية في نيويوركوواشنطن. وكان مساعد وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز سلم سفراء عدد من الدول العربية بينهم السفير السوري رستم الزعبي قائمة بسبعة مطالب هي: "القبض على الارهابيين الموجودين في بلدانكم ومحاكمتهم، ووقف تحركات الارهابيين من بلدانكم واليها، واطلاع الشركاء في المجتمع الدولي على معلوماتكم عن الارهابيين، وتسليم او طرد المطلوبين لاقترافهم جرائم الى الدول التي تطالب بهم، والتحدث بقوة ضد الارهاب بغض النظر عن اهدافه المعلنة، ودعم المبادرات الدولية لمكافحة الارهاب في الاممالمتحدة وغيرها من المحافل الدولية، وانهاء اي تسامح مع الدول او الكيانات التي تدعم الارهاب". وبين المنظمات ال60 التي تعتبرها الادارة الاميركية "ارهابية" هناك عدد من المنظمات بينها "الجهاد" و"حماس" و"الشعبية - القيادة العامة" و"الشعبية" بزعامة الراحل ابو علي مصطفى، و"جبهة النضال الشعبي" على رغم ان بعضها لم يقم بأي عمل عسكري منذ سنوات وبعضها الآخر لم يستهدف أي هدف اميركي، فيما تقتصر عمليات "حماس" و"الجهاد" و"الشعبية" على مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وحذر مسؤول في احدى هذه المنظمات من ان "تتحول الحرب على الارهاب الى حرب على المقاومة الفلسطينية"، لافتا الى ان "القوانين الدولية تكفل حق مقاومة الاحتلال". ويعتقد مسؤولون اميركيون أن قادة المنظمات الفلسطينية يقيمون في دمشق، وتنفي سورية رسمياً وتقول "انهم يعبرون فيها". كما ان الحكومة رفضت في السنوات السابقة الرضوخ لضغوطات كبيرة لإبعادهم. وقال ل"الحياة" مسؤول فلسطيني رفض كشف اسمه: "ليس هناك أي قلق من إبعاد المنظمات الفلسطينية المقاومة استنادا الى فهمنا للموقف القومي لسورية ولتداخلات القضية الفلسطينية في سورية التي لا يزال قسم من أرضها الجولان محتلا". لكن مسؤولاً فلسطينياً آخر رجح ان تبعد واشنطن اسرائيل عن "الحرب ضد الارهاب، كما حصل في حرب الخليج الثانية، اذ ان الاجماع العربي ضد الارهاب مرتبط بإبعاد اسرائيل ومنعها من استخدام الحملة لاغراضها السياسية في الشرق الاوسط لان اي تدخل اسرائيلي لن يكون لمصلحة اميركا وسيحرج الدول العربية". وعلمت "الحياة" ان اتصالات جرت بين السفارات الاجنبية والسلطات السورية لمناقشة كيفية "محاربة الارهاب"، لكن المصادر الرسمية لم تؤكد ذلك. ولاحظ مصدر مطلع ان "القائمة الاميركية للمنظمات الارهابية إما أنها صنفت منظمات بحسب المصالح الاسرائيلية او ضمت منظمات لتجارة المخدرات لا علاقة لها بالإرهاب او منظمات تصنفها دول ما انها ارهابية"، لافتا الى ان "تصنيفاً كهذا لن يؤدي الى حصول اجماع عالمي أو عربي على الحرب ضد الارهاب".