سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى صبرا وشاتيلا : "المجازر ضد الفلسطينيين مستمرة على يد الجزار نفسه" . الجيش الاسرائيلي يتوغل في أحياءسكنية في رام الله : قصف ب"الاباتشي" وشهيدان وعشرات الجرحى وتدمير منازل
في الذكرى التاسعة عشر لمجزرة صبرا وشاتيلا، إختزل استشهاد الشاب علي الياسيني 26 عاماً، حفيد أحد الناجين من مذبحة دير ياسين، تاريخ 53 عاماً من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والتي يؤكد الفلسطينيون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "ماض في احيائها على طريقته الخاصة". وقالت عبيدة الوزاني خطيبة الشهيد التي كان من المقرر ان تزف اليه عروساً بعد عشرين يوماً: "الآن كما في السابق ها نحن نعيش صبرا وشاتيلا جديدة، لكن في فلسطين على يد الجزار نفسه الذي يستخدم اساليبه القديمة لارهاب مدنيين في بيوتهم تحت جنح الظلام". واضافت: "كان شارون ينفذ مجزرته ضد الفلسطينيين في قبيا بينما كان مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ينفذ مجزرته بحق اهل علي، وها هو شارون صبرا وشاتيلا يصر على قتل مزيد من الفلسطينيين في ذكرى مجزرته الرهيبة". واستشهد الياسيني واصيب 26 فلسطينياً من بينهم خمسة من افراد القوات الفلسطينية وصفت جراحهم بأنها خطرة جداً، اثناء تصديهم لقوات الاحتلال الاسرائيلي في معركة بطولية اكد شهود ان جندياً اسرائيلياً على الاقل قتل خلالها فيما اصيب آخرون، في ثاني توغل اسرائيلي داخل احياء سكنية فلسطينية بعد جنين، والاول من نوعه في مدينة رام الله. وقال احد رفاق الياسيني ل"الحياة" ان طائرة "الاباشي" اطلقت صاروخين باتجاه الموقع الذي تمركز فيه المقاتلون لصد الدبابات الاسرائيلية عندما اصيب الياسيني بشظايا احدهما. كان الفلسطينيون في مدينة رام الله وتوأمها البيرة، كما في باقي المناطق التي شرد اليها الفلسطينيون، يستعيدون ذكرى الليالي الاربع الرهيبة التي عاشها الفلسطينيون في مخيمي صبرا وشاتيلا ويقارنوها بما يحل بالفلسطينيين على مدار ساعة من قصف وقتل وارهاب موجه ضد الاطفال قبل الكبار، عندما اقتحمت عشرين دبابة اسرائيلية تساندها مروحيات "اباتشي" الاميركية الصنع قلب حي "ام الشرايط" السكني المكتظ بمئات المنازل والمباني جنوب غربي مدينة البيرة، فتحطم السيارات وكل ما اعترض طريقها في الساعة الثالثة من فجر امس السادس عشر من شهر ايلول سبتمبر، هذا التاريخ الذي لن ينساه الفلسطينيون ابد الدهر. وقالت سهام الشباك وهي ترتعد من الخوف وتحتضن ولديها سامي 13 عاماً وكاثي 21 عاماً: "كان شيئاً رهيباً... لا يزال ازيز الرصاص والقذائف يطن في رأسي... نطقنا جميعا بالشهادة. كانت المروحية تقصف المنازل ونحن نسمع صوت زجاج نوافذ المنزل وهو يتهاوى حتى ساعات الفجر". واضافت: "طوقت الدبابات المنازل والمباني ولم يكن امامنا سوى ان نربض في زاوية نصلي، ولم نبرح مكاننا حتى دخل علينا بعض المقاتلين الذين تصدوا للقوات الاسرائيلية ولم يصدقوا اننا نجينا من الموت". في منزل مجاور، كانت العجوز الفلسطينية سعدية البكري 70 عاماً اقل حظاً اذ قضت خوفاً ورعباً من شدة الرصاص الذي وقع على منزلها ولم تتمكن سيارات الاسعاف من انقاذها. أما عائلة محمود الحمدوني فنجا افرادها باعجوبة عندما انتقلوا جميعاً الى غرفة المطبخ لمتابعة انسحاب الدبابات العسكرية من محيط هيئة الاذاعة والتلفزيون عندما سقطت قذيفة مدفعية في قلب غرفة النوم واشتعلت النار في المنزل. وقالت أم محمد: "كانت ليلة هستيريا ارهابية... احسسنا بالدبابات تقتحم الطبقة السفلية للمنزل قبل ان يكسر الجنود باب المنزل ويعتقلوا اولادي الاربعة محمد ورائد وسائد ويوسف ويعتدوا عليهم بالضرب أمام عيني ويقتادوهم ووالدهم الى الخارج". واضافت: "لحقت بهم، لكن الرصاص منعني من الاستمرار". وفي ساعات الصباح، توغل الجيش في مدينة البيرة حيث اخلى الطلاب المدارس وسادت حالاً من الذعر بينهم. كذلك وقع حادثا اطلاق رصاص عند حاجز قلنديا بين رام اللهوالقدس. بيت ساحور اما في بيت ساحور توأم بيت لحم، فكان لذكرى "المجزرة" وقع آخر، اذ حولت قذيفة دبابة اسرائيلية تمركزت فوق جبل ابو غنيم، جسد أحد افراد جهاز الدفاع المدني يحيى صبايحة 19 عاماً، الى كومة من اللحم المتفحم حيث كانت الاصابة مباشرة. وكان صبايحه ينقل مصابين جراء القصف الاسرائيلي الوحشي على متجع سياحي في المدينة الى سيارة اسعاف، فيما تواصل القصف باتجاه سيارات الاسعاف التي وصلت الى المكان لاخلاء الجرحى. وخلال مراسيم تشييع جثمان الياسيني، كانت وقائع مجزرة صبرا وشاتيلا ماثلة امام الفلسطينيين، اذ قال امين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي: "جزار صبرا وشاتيلا ما زال موجوداً يمارس هوايته في قتل الفلسطينيين، والادارة الاميركية ما زالت رأس الافعى، ونطالب العرب بألا ينسوا، بتضامنهم مع الولاياتالمتحدة، اننا لا زلنا نموت ونقتل هنا على يد الجزار نفسه". واعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان "هذه العملية التي انتهت جرت اثر حصول اطلاق نار قرب راموت في القدس"، في اشارة الى اطلاق نار اسفر عن اصابة اسرائيليين اثنين بجروح ما لبث ان توفي احدهما متأثراً باصابته على طريق يربط بين مستوطنة "راموت" والتلة الفرنسية في القدسالمحتلة. من جهة اخرى، قالت مصادر عسكرية ان اسرائيليين آخرين اصيبا عندما انفجرت عبوة اثناء مرور سيارتهما قرب مستوطنة شاري شومرون على مشارف نابلس شمال الضفة صباح امس.