يواصل الكاتب عزيز العظمة سلسلة منتقياته من التراث العربي والاسلامي وكانت تولّت اصدارها شركة رياض الريس تحت عنوان: "المنتخب من مدوّنات التراث". وآخر ما صدر في السلسلة كتابان: أبو بكر الرازي والمسعودي. يتألف كتاب الرازي من أربعة أقسام. الأول: العقائد، يحمل العناوين الآتية: في القدم والحدث، المعاد، في الخوف والموت. والثاني: علوم الحكمة، ومن عناوينه: في الممارسة العلمية، في الطبيعة والخلق والتناهي، مبادئ الكيان، في صفات الفيلسوف، في اصطفاء السلطان.... القسم الثالث: ذمّ الهوى، وفيه: العقل والهوى. القسم الرابع: ملاحق، ومن عناوينه: أصل الكفر، هل كان للرازي مذهب انساني؟، سيرة ومؤلفات أبي بكر محمد بن زكريا الرازي، فهرسة مؤلفات الرازي، مناقب الرازي. يطل عزيز العظمة في هذا الكتاب على مؤلفات أو مناهج تفكير الطيب العربي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي كأحد أهم الأطباء الذين أنتجتهم الحضارة العربية على الاطلاق. فهو الى براعته في صناعة الطب وبرئه الأبدان، تميز في التشخيص والعلاج والمداواة. واتخذ لممارسته الطبية منحى تجريبياً وتنظيرياً فريداً أثر بواسطته في الطب العربي والطب الأوروبي تأثيراً كبيراً، فتبوأت كتبه "الحاوي في الطب" و"المنصوري" و"المملوكي" مكانة في أصولها العربية وترجماتها اللاتينية، ومكانة في تعليم أو صناعة الطب على مدى قرون طويلة. أما في ما يتعلق بشؤون الدين فهو ينتمي الى تراث العصر الهلنستي المتأخر الذي استمر في الحضارة العربية في مواضيع شتى. أما كتاب "المسعودي" فمن ستة أقسام. الأول: العلم بالأخبار، والثاني: السماء والأرض، الثالث: الديار والأمم والاعتقادات، الرابع: التاريخ، الخامس: تواريخ الأمم، السادس: شذرات من تاريخ الخلافة الاسلامية. ويوضح الناشر: "لم يستبق الزمان من أخبار حياة المسعودي العراقي المولد والمنشأ والذي درس على بعض كبار عصره كالطبري وابن دريد وساجل أبا بكر الرازي، إلا القليل القليل. وليس العلم بأسباب ذلك سوى التخمين أن تقلبه في البلدان وغربته المستمرة غيباه عن أعين معاصريه ممن اشتغلوا بتدوين أخبار ذلك العصر. لم يستبق لنا التاريخ إذاً من المسعودي إلا كتابين بالغي الثراء هما "مروج الذهب ومعادن الجوهر" و"كتاب التنبيه والإشراف" اللذين يتضمنان تناولاً متكاملاً لجملة مواضيع تتطابق مع ما يعرف اليوم بتاريخ الحضارات". يقدم المؤلف عزيز العظمة، المسعودي باعتباره ممثلاً لمعارف عصره راسماً صورة شاملة عن آرائه في الكون والأرض والبلدان والشعوب والتواريخ، مما يتيح للقارئ تكوين صورة متكاملة وحية عن ذهنية مثقف متنور وعالم ينتمي الى القرن العاشر لا إلى القرن الحادي والعشرين.