تسيطر على أبناء الجاليات العربية والاسلامية في كندا عموماً ومونتريال خصوصاً حوالى 300 ألف ثلثهم تقريباً في مونتريال حالة من الخوف والذعر إثر الهجمات الارهابية التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن، في ظل حال التعبئة المعادية للعرب والمسلمين بشكل عام والتي تغذيها بعض وسائل الاعلام الكندية والفضائيات الأجنبية. ولئن بدأت مشاعر العداء تظهر بادئ الأمر عبر التهديدات الهاتفية وعبر الانترنت الى بعض المؤسسات الثقافية والانسانية لا سيما الناشطة في مجال حقوق الانسان، إلا أنها استفحلت بعد ذلك لتترجم أعمالاً انتقامية عنصرية طاولت رموزاً ومراكز دينية ومساجد وطلاب مدارس وأساتذة جامعيين. وعلى رغم أن العديد من الهيئات والفاعليات في الجالية بادرت منذ حصول الاعتداءات على الولاياتالمتحدة باصدار بيانات الاستنكار والادانة للارهاب والارهابيين الى أية جنسية أو الى أي دين انتموا، فإن موجة العنصرية ضد العرب والمسلمين تتصاعد من يوم الى يوم. وأشارت تقارير الشرطة الكندية الى سلسلة من الاعتداءات والتهديدات التي حصلت خلال اليومين الأخيرين والتي لم تشهدها الجاليات العربية من قبل. فقد أقدمت مجموعة تضم حوالى عشرين شخصاً على إحراق مسجد كائن في منطقة "سان لوران" أكثر المناطق كثافة من العرب والمسلمين في مونتريال، علماً أن ائمة المساجد في مونتريال دعوا المصلين الى التبرع بالدم مساهمة في اسعاف الجرحى الأميركيين. وتعرضت "منظمة المساعدة الطبية لفلسطين" وهي منظمة انسانية تضم أطباء عرباً وكنديين ومن جنسيات أخرى تعمل في هذا الحقل منذ 17 سنة، الى تهديدات وشتائم وتوعد بالانتقام من اعضائها. ويعتبر رئيسها ادمون عمران "انها المرة الأولى التي نتلقى فيها مثل هذه التهديدات التي ينبغي أخذها على محمل الجد". ووصلت حال التعديات الى المدارس والجامعات حيث تعرض بعض الطلاب العرب في مدرستين ثانويتين في مونتريال الى اعتداءات بالضرب واصيبوا بجروح مختلفة، ما استدعى تدخل الشرطة واعلان شبه حال من الاستنفار في المؤسسات التربوية خشية امتداد ظاهرة العنف الى المدارس، وامتدت موجة العنصرية الى احدى مدارس البنات في سان لوران حيث تعرضت بعض الطالبات اللواتي يرتدين الحجاب الى الشتائم والسخرية ما دفع مديرة المدرسة الى الاتصال بذوي الطالبات والشرطة لتطويق ذيول الحادث. وعلى أثر انتشار هذه الأخبار في أوساط الجاليات العربية اغلقت بعض المدارس الاسلامية الخاصة أبوابها كتدبير احترازي خشية المساس بالطالبات والمعلمات المحجبات. وفي الجامعات أيضاً نال بعض الأساتذة والطلاب المغاربة نصيبهم من الشتائم والضرب منهم جمال تاولادي بعدما تنادت الروابط الطلابية لتنظيم تظاهرة كبرى يوم السبت المقبل تضم الطلاب العرب والمسلمين والمتعاطفين منهم من الجنسيات الأخرى من أربع جامعات كبرى كونكورديا وماغيل واوكام ومونتريال للاعراب عن ادانتهم للارهاب من جهة وتسليط الضوء على معاناة العرب الفلسطينيين من الارهاب الصهيوني من جهة أخرى. وأرجأت الشرطة التظاهرة الى وقت لم يحدد منعاً لأي إخلال بالأمن في هذه الظروف المشبعة بالتشنج والتعصب. والأمر ذاته تكرر في جامعة اونتاريو حيث اصيب بضعة طلاب بعد تعرضهم للضرب من قبل جماعات عنصرية، كما جاء في مقالة للاستاذ الجامعي عاطف قبرصي نشرت في جريدة "لابرس" يدين فيها تصرف تلك الجماعات المتطرفة. وفي تورنتو تلقى رئيس الاتحاد العربي الكندي جهاد علي واوي انذارات عدة تتوعده وتحذره من "عقاب قريب". كما تلقى رئيس المجلس الاسلامي في المدينة ذاتها اتهامات تنعته بأنه "ارهابي وأصولي متطرف".