} تكتمت السطات النيجيرية عن العدد الفعلي لضحايا المواجهات الطائفية الدائرة في مدينة جوس وسط نيجيريا منذ يوم الجمعة الماضي، فيما افادت تقارير امس، ان المواجهات حصدت اكثر عن مئة قتيل وان الحكومة المحلية تفكر في دفن جماعي للقتلى. وعزز عجز الجيش عن وقف المواجهات، مخاوف من اتساع نطاقها في البلاد التي تشهد توتراً متزايداً بين مسلميها ومسيحييها. جوس نيجيريا - أ ف ب، أ ب، رويترز - نقل مراسلون عن سكان في مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو النيجيرية امس، ان عدد قتلى الاشتباكات التي بدأت هناك يوم الجمعة الماضي بين المسيحيين والمسلمين، يزيد عن مئة شخص. وجاء ذلك في ظل تكتم رسمي على العدد الفعلي للضحايا، فيما بدا الجيش عاجزاً عن تطويق العنف الطائفي خصوصاً في ضواحي المدينة حيث شوهدت تجمعات لسكان غاضبين، مسلحين بالعصي والسكاكين والبنادق. ورصدت اعداد كبيرة من سيارات الاسعاف تنقل مصابين امس، ما عزز الاعتقاد ان المواجهات مستمرة لليوم الخامس على التوالي، وذلك بعد ليل تردد فيه دوي الاسلحة النارية في شكل متقطع. وفي وقت تحدثت المصادر الرسمية عن 50 قتيلاً و500 جريح في المواجهات، أعرب سكان وشهود عن اعتقادهم ان اكثر من مئة شخص قتلوا. وأشار مراسل وكالة "اسوشيتد برس" الى ان المواجهات بدأت خلال صلاة الجمعة عندما حاولت سيدة مسيحية اجتياز الشارع امام المسجد الذي كان يسده المصلون. وأفيد ان آلاف السكان فروا من المدينة بعد المواجهات ولجأ بعضهم الى مقار الشرطة او ثكنات الجيش وهم يعانون الخوف والجوع والعطش. وقال احد السكان ان "آلاف الناس ولا سيما النساء والاطفال، فروا الى الثكنات طلباً للأمان، ولم يكن معهم من الطعام شيء يذكر". وقال صحافي كان بين المئات الذين لجأوا الى مقر لقيادة الشرطة في بلاتو: "نحن هنا منذ يوم الجمعة حين بدأت اعمال الشغب. اكلنا اليوم الخبز فقط وقدمه لنا مفوض الشرطة". وأحصى مراسل "رويترز" الذي وصل الى جوس مع مرافق عسكري خمس جثث على جانب الطريق في ضاحية بوكورو. وبدا ان بعضها توفي امس. وأطلق جنود ينفذون حظر التجول النار فأصابوا اثنين من منتهكيه. وقال مصدر كنسي ان الحاكم العسكري السابق لنيجيريا يعقوب غوون توجه في طائرة الرئاسة الى جوس في محاولة للتوسط من اجل السلام بين الطرفين المتناحرين. وأضاف ان غوون عقد من فوره اجتماعاً مع القادة المسلمين والمسيحيين، لدعوة الجانبين الى القاء السلاح والسعي الى حل سلمي للازمة". ولم يفصح عن نتيجة الاجتماع. وقال المصدر ان الرئيس اولوسيغون اوباسانجو كلف غوون الذي حكم نيجيريا بين عامي 1967 و1975، بمهمة التوصل الى وقف لاطلاق النار في الولاية كونها مسقط رأس الاخير، حيث يحظى باحترام المسيحيين والمسلمين في آن. ويبدو ان تدخل الجيش، على رغم فشله في نزع فتيل الازمة، حال دون ان يصل عدد الضحايا الى عدد الذين قتلوا في مواجهات طائفية مماثلة في اماكن اخرى في وقت سابق. وفي شباط فبراير 2000، قتل المئات في انفجار للعنف الطائفي في مدينة كادونا الشمالية بسبب خطط لتطبيق الشريعة الاسلامية. وقدر مسؤولون عدد القتلى في جوس بسبعين شخصاً، لكن الاهالي قالوا ان عددهم لا يقل عن مئة بينهم جنديان. وقالت مصادر رسمية ان السلطات النيجيرية عادة ما تعلن عن ارقام قليلة، حين يتعلق الامر بضحايا اعمال عنف دينية او طائفية، وذلك لتجنب الاعمال الانتقامية. وعادة ما تظهر الارقام الحقيقية بعد فترة طويلة من وقوع الحدث. وعلق الرئيس اولوسيغون اوباسانجو على احداث العنف وتساءل في كلمته في الاذاعة اول من امس: "أي نوع من المسيحيين والمسلمين هؤلاء الذين يكون حرق الكنائس والمساجد اول ما يفعلونه عندما يشتبكون؟".