سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرصة لمن أحب تونس أن يزيد في حبها ومن لا يحبها أن يعيد النظر في موقفه . دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ال14 ... لم تعد "للمتوسطيين" وحدهم بل للعالم كله !
تحولت شوارع تونس ملاعب كبيرة، واصطف آلاف المواطنين ومئات الوافدين أمام الشاشات العملاقة التي تناثرت في ارجاء العاصمة لمتابعة احداث دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الرابعة عشرة المقامة حالياً هنا وتختتم السبت المقبل في المدينة الرياضية بضاحية رادس. وما زاد من سخونة الشارع الرياضي التونسي وحماسته تحديداً فوز رياضييه حتى نهاية اليوم السادس من الألعاب بعشر ميداليات ذهباً، وهو رقم يعادل تماماً ضعف عدد الذهبيات التي نالتها تونس حين استضافت الدورة الخامسة في عام 1967. وسهرت الجماهير حتى ساعات الفجر الأولى يوم أمس الأول تحتفل في تظاهرات سيارة رفعت الأعلام التونسية بهذا الانجاز الضخم الذي سيكلف خزينة الدولة مليون دولار بالتمام والكمال بعد ان وعد رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بمنح مكافأة فورية مقدارها 100 ألف دولار لكل رياضي من أبناء جلدته يحصل على ميدالية ذهب. والواقع ان التوقعات تشير الى ان المبلغ المطلوب سيزداد خلال الأيام المقبلة إذ ان الألعاب تجاوزت بالكاد منتصف طريقها والاصرار على دخول النادي الذهبي لا ينقطع عند التونسيين. واعتبر التوانسة ان الدورة تمثل "طالع خير" على بلادهم بأثرها لأنها تسير في الطريق الصحيح، ولأنها ستترك خلفها بنية تحتية أساسية، ان على الصعيد الرياضي أو الاسكاني يستفيد منها أبناء الوطن جميعهم. وبفضل القرية المتوسطية وملاعب المدينة الرياضية تحولت منطقة رادس "شبه المهجورة" مدينة سكنية راقية سينتفع المواطنون بكل منشآتها بعد انتهاء الدورة مباشرة. وأكد رئيس لجنة الإعلام صلاح الدريدي أن الدورة ماضية قدماً في طريقها الصحيح "على رغم الحملة المناهضة التي سبقت انطلاقة الألعاب من قبل بعض الجماعات التي توعدت بإفساد العرس التونسي، لكن ما حصل ان تونس أثبتت انها قادرة على تقديم ما وعدت به وهيأت لضيوفها مناخاً آمناً ومستقراً"، وأضاف: "خيل الى بعضهم ان التوتر سيشوب هذه الدورة وسيسيطر على فاعلياتها، لكنهم تأكدوا بأنفسهم وشاهدوا بأعينهم انها تسير أحلى ما يكون. لقد صور البعض للمشاركين قبل وصولهم ان تونس دولة تمارس سياسة القمع على الأفراد وتعيق تقدم المرأة وتحد من حريات أبنائها عموماً، لكنهم وجدوا بلداً آمناً فيه الرخاء والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وينمو سريعاً من أجل تحقيق مزيد من الرفاهية للمواطن... لقد فرض الحدث ذاته عليهم من دون أي "رتوش"، وتأكد لهم انهم في بلد متحمس ومتحفز لهذا العرس الرياضي الثقافي، وعايشوا شباباً متحمساً يقدر فرحة الحياة فعاشوا هم فرحة المتوسط". وأوضح الدريدي ان "الصحافة الفرنسية تحديداً حاولت النيل، أكثر من مرة، من شأن تنظيم تونس للألعاب المتوسطية، ما جعل بعض الفرنسيين يصلون الى هنا "محملين" بصورة غير واقعية لكنهم سرعان ما عرفوا ان بلدنا مضياف وكريم مع كل ضيوفه. تحدثت مع بعض الإعلاميين الفرنسيين خصوصاً، ففوجئت أن الأجيال الجديدة تجهل تونس... في السابق كان من العار ان يقول فرنسي انه لا يعرف شيئاً عن تونس بيد ان الأمور تبدلت أخيراً"! وحول دور الإعلام بمختلف وسائله في انجاح الدورة، قال الدريدي: "الاقبال الإعلامي لتغطية هذه الألعاب فاق كل التوقعات، تلقينا طلبات من وسائل اعلامية من مختلف دول العالم ما أكد ان الألعاب المتوسطية لم تعد تهم المتوسطيين وحدهم. هناك محطات فضائية واذاعات وصحف لم نكن نتوقع ان تهتم بهذه الدورة. الإعلام العربي والغربي غير المتوسطي اهتم أيضاً بهذا الحفل الرياضي الكبير، وجاءنا اعلاميون من منطقة الخليج العربي ومن كوريا واليابان والولايات المتحدة الأميركية أيضاً. وهنا لا بد من ان أؤكد ان الفضائيات العربية لعبت دوراً مهماً في التعريف بهذا الحدث قبل انطلاقته واهتمت بنقل وقائعه حية على الهواء مباشرة، ما كان له أثره المباشر على وسائل الإعلام الأخرى وخصوصاً غير المتوسطية من أجل الاهتمام بالتواجد في تونس خلال فترة الألعاب بالذات. لقد حطمت العولمة والكوكبة كل الحدود في هذه القرية الالكترونية بفضل التطور الهائل لتكنولوجيا الاتصالات والفضاء المفتوح على مصراعيه أمام الجميع لنقل الكلمة والصورة من أي مكان الى أي مكان، ونأمل بأن تكون الألعاب المتوسطية "نقطة" مضيئة في هذا المضمار". ورأى الدريدي ان الحضور الجماهيري الكثيف والاقبال على مشاهدة كل الألعاب بلا استثناء من أهم فوائد تنظيم هذه الدورة، مؤكداً ان ذلك سيخلق قاعدة جديدة من محبي وممارسي الألعاب المختلفة بعد انتهاء الألعاب ما ينعكس ايجاباً على الرياضة التونسية بشكل عام... وأشار الى ان الحصيلة التونسية من الميداليات "رائعة حتى الآن، ويبدو ان البادرة الطيبة التي أقدم عليها الرئيس بن علي بقراره منح مكافأة استثنائية لكل من يحرز الذهب "أشعلت" الحماسة في قلوب الرياضيين ودفعتهم الى بذل جهد مضاعف لتشريف الوطن وتحقيق نقلة نوعية في انماط حياتهم اقتصادياً واجتماعياً". واختتم الدريدي حديثه "الخاص جداً" الى "الحياة" بالتأكيد على ان بلاده "ترحب بالجميع... وهي فرصة لمن أحب تونس ان يزيد في حبها، وفرصة لمن لم يعرف تونس ان يعرفها ويحبها، وفرصة لمن لا يحب تونس ان يعيد النظر في موقفه... هذه بلادنا وأهلاً بكم". وإذا كان ما أدلى به رئيس لجنة الإعلام لنا يعبر عن الرأي الرسمي الى حد بعيد، فما هو رأي رجل الشارع العادي... وما هي انطباعاته حول ما يدور في بلاده حالياً؟ عماد الزيتوني، رجل اعمال، قال ل"الحياة": "تنظيم الدورة افسح في المجال فرصاً عدة من أجل تنشيط القطاع الاقتصادي، فامتلأت الطائرات بالضيوف ولم يعد هناك مكان شاغر في أي فندق واستفادت قطاعات كثيرة من الشعب من وراء هذا الحدث". وأضاف: "أما من الناحية الرياضية فطبيعي ان ينعكس الأمر بالإيجاب على الشباب التونسي لأنه تعرف عن كثب من خلال ريادته الملاعب أو المشاهدة التلفزيونية على الكثير من الألعاب التي كانت غائبة عن ذهنه وربما عشق احداها وصار بطلاً لها في المستقبل القريب". أما أنيس العبيدي، سائق تاكسي، فأكد ان الحال "في بحبوحة لأن الطلب على سيارات الأجرة لا ينقطع منذ ان بدأت الدورة وربما من قبلها بأشهر عدة، والحقيقة ان فرحتنا مزدوجة لأننا نربح كثيراً ولأن رياضيينا شرفونا ونالوا ميداليات كثيرة حتى الآن. في رأيي ان منح كل رياضي يحصل على الذهب مبلغ 100 ألف دولار يمثل فائدة للجميع وليس للرياضي وحده، لأنه في اعتقادي ان كل بطل يحصل على هذا المبلغ سيقيم مشروعاً تجارياً أو مقهى أو مطعماً صغيراً أو متجر ملابس ما يعني توفير فرص عمل لعدد من التونسيين وهو أمر طيب طبعاً. أتمنى الاستمرار في استضافة مثل هذه التظاهرات الرياضية والفنية والثقافية لأنها تنعش الحركة الاقتصادية والتجارية من أعلى مستوى الى "شوفير التاكسي"!". اليوم السادس في اليوم السادس من المنافسات، ضربت تركيا بقوة، وحصدت 11 ذهبية في يوم واحد اي اكثر بثلاثة ارباع مما جمعته منذ انطلاق الدورة في الثالث من الشهر الجاري وصعدت من المركز الثالث الى الاول على حساب اسبانيا التي بسطت سيطرة مطلقة على المركز الاول لكنها فشلت في تذوق طعم الذهب، في حين احرزت تونس 3 ذهبيات ومصر ذهبيتين والجزائر واحدة. وانتزع المصارعون الاتراك خمس ذهبيات من اصل 8 وزعت في اليوم الاخير ضمن مسابقة المصارعة الحرة، ونال ملاكموها اربعة اخرى من المعدن الاصفر واضاف رباعوها ذهبيتين. وعلى الصعيد العربي، نال المصارع المصري علي ابو طالب برونزية وزن 58 كلغ بتغلبه على الجزائري محمد بن حمادي 4-صفر، واكتفى السوري احمد اسطا بفضية وزن 69 كلغ امام التركي يوكسال سانلي بخسارته امامه 4-صفر، ومواطنه فراس الرفاعي بفضية وزن 54 كلغ بخسارته امام اليوناني اميران كارنتوف صفر-10. واحرز المصري هشام عبدالوهاب بفضية وزن 130 كلغ، بعدما سقط امام التركي زكريا غوكلو. وفي الملاكمة، احرز الملاكم المصري خلف صالح ذهبية وزن 5،63 كلغ بفوزه على الفرنسي ويلي بلين، وحذا حذوه مواطنه ياسر رمضان بفوزه على التركي فيرات كاراغولو في وزن 75 كلغ، والتونسي زياد الساسي في وزن 60 كلغ بفوزه على السوري يوسف حميدي، ومواطناه محمد الصحراوي على التركي احسان يلديريم في وزن 81 كلغ، وسامي الجندوبي على السوري محمد الوتار، والجزائري مبارك سلطاني بتغلبه على المصري محمد رزق الله في وزن 51 كلغ. كما غنم الجزائري شريف ساقي فضية وزن 48 كلغ بخسارته امام التركي عبدالقادر كوجاك، وكذلك الحال بالنسبة للتونسي حسن الجلاصي بخسارته امام التركي الآخر محمد اغاسي اغاغولوغلو في وزن 54 كلغ، في حين نال السوري عبدالله وهبه البرونزية. وانتزع الجزائري مسكين بن عمر فضية وزن 71 كلغ بخسارته امام التركي بولنت اولوسوي، في حين نال التونسي محمد صلاح المرموري البرونزية، كما كرر ادريس المالكي انجاز مواطنه الجلاصي، وحقق فضية وزن 57 كلغ بخسارته امام التركي رامازان بالياني. ونال التونسي محمد الحمراني برونزية وزن 91 كلغ، ومواطنه سامي الخليفي فضية وزن 67 كلغ بخسارته امام الفرنسي نويل كزافييه 2-10. وفي كرة القدم، خسر المغرب امام ايطاليا 1-2 ضمن المجموعة الثالثة. وكان المغرب البادئ بالتسجيل من طريق لاعب وسط الرجاء البيضاوي زكريا عبوب في الدقيقة 24، الا ان ايطاليا ادركت التعادل في الدقيقة 41 عبر جوزيبي سكولي، قبل ان يسجل ماركو سيرو هدف الفوز 80. وتبدو مهمة المغرب في التأهل الى نصف النهائي مباشرة صعبة لأن ايطاليا تحتاج الى التعادل فقط امام الجزائر لحجز بطاقة المجموعة. وفي مسابقة كرة اليد للرجال، خسرت سورية امام ايطاليا 26-30 ضمن الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة، التي تضم تونس ايضاً. وسيطر الايطاليون على مجريات الشوط الاول وانهوه في مصلحتهم 16-9، لكن السوريين استيقظوا في الشوط الثاني ونجحوا في تقليص الفارق الى 3 اهداف 15-18، لكنهم تراخوا في الدقائق الاخيرة وكثرت اخطاؤهم فاستغل لاعبو ايطاليا الموقف وانهوا المباراة في مصلحتهم 30-26. وخسر المنتخب المغربي امام نظيره السلوفيني 28-39 في منافسات المجموعة الثانية. وجاء الشوط الاول قوياً ومتكافئاً بين المنتخبين وتألق خلاله المغربي نحند براجع، الذي سجل 7 اهداف، الا ان تراجع اداء منتخب بلاده في الدقائق الاخيرة سمح للسلوفينيين بانهائه لمصلحتهم بفارق 3 اهداف 18-15. وحاول المنتخب المغربي بقيادة براجع، هداف المباراة برصيد 14 هدفاً، تدارك الموقف في الشوط الثاني بيد ان السلوفينيين نجحوا في الحد من خطورة المغاربة، وانهوا اللقاء في مصلحتهم 39-28. ولدى السيدات، خسرت تونس امام تركيا 25-36 ضمن المجموعة الثالثة. وفي منافسات اليوم السابع، احرز المصري محمد الشامي برونزية وزن 70 كلغ في الكاراتيه، وكذلك التونسي بلحسن الغربي والمغربي ادريس المناعي في وزن 60 كلغ. ولدى السيدات، غنمت التونسية هاله بودي ذهبية وزن 50 كلغ بفوزها على الايطالية ميكيلا ناني 1-صفر. وكانت بودي تغلبت على المصرية هبة علي، بطلة افريقيا، في نصف النهائي 2-1، ونالت الاخيرة الميدالية البرونزية الى جانب السلوفينية ماتيا بوكوفنيتش. وهي الميدالية الاولى في الكاراتيه لتونس في تاريخ الالعاب في فئة السيدات، والثانية بعد فوز مواطنها جيم دولة في دورة فرنسا عام 1993. واحرزت المصرية دعاء عبدالعزيز فضية وزن 60 كلغ بخسارتها امام الفرنسية ناتالي لوروا صفر-7.