أعلنت هيئة التنسيق بين المنظمات غير الحكومية الأوروبية عزمها تشكيل "دروع بشرية" لحماية الفلسطينيين من بطش آلة الحرب الإسرائيلية، وذلك بعدما عجزت الديبلوماسية الدولية عموماً والأوروبية خصوصاً عن توفير آليات الحماية الدولية التي تقتضيها اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية السكان المدنيين. وقال رئيس لجنة المنظمات غير الحكومية بيير غالون إن "وفوداً من المدنيين الأوروبيين ستتوالى على أراضي الحكم الذاتي لتكون في صفوف السكان المدنيين، وقد تتعرض للقصف الإسرائيلي". وأبلغ ممثلو المنظمات الأوروبية قرارهم إلى وزارة الخارجية بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي. وعقب غالون بأن الاتحاد سيجد نفسه "ملزماً الدفاع عن المواطنين الأوروبيين وفق مقتضيات المعاهدات الأوروبية". وانتقدت المنظمات الأوروبية بشدة تراخي الاتحاد عن تنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الأوروبية - المتوسطية وصمته عن المبادئ التي تنص في الاتفاقية على حماية حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي وحل الخلافات مع الأطراف المجاورة عن طريق الوسائل السلمية، وتتولى بلجيكا رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من السنة الحالية. وكانت المنظمات غير الحكومية دانت في مؤتمر صحافي أمس في بروكسيل "التوازن المشبوه" الذي تحاول الديبلوماسية الأوروبية التزامه حتى لا تزعج إسرائيل، ولكي تترك الأخيرة هامشاً لنشاط المبعوثين الأوروبيين في المنطقة. من جهة أخرى، تواصل المنظمات غير الحكومية الحملة التي كانت بدأتها قبل أكثر من عام في العديد من البلدان الأوروبية من أجل حمل الاتحاد على وقف انتهاكات إسرائيل قواعد المنشأ عبر تصديرها، وذلك من خلال فرض عقوبات جمركية على منتجات المستوطنات الاسرائىلية التي تدخل السوق الأوروبية. وسلمت المنظمات ظهر أمس في بروكسيل 4500 عريضة إلى المركبات التجارية الكبيرة "كاريفور" و"ديلهيز" تتضمن استنكار المستهلكين وجود منتجات المستوطنين. وكان ممثلو الاتحاد الأوروبي عقدوا سلسلة من الاجتماعات الفنية مع ممثلي الجمارك الإسرائيلية من أجل التثبت في أكثر من 4000 حال انتهاك لقواعد المنشأ. وتجر إسرائيل خطاها وترفض الرد على الاستفسارات الأوروبية، وتتعاون المنظمات الأوروبية مع المرصد الاقتصادي الفلسطيني وبعض منظمات السلام في إسرائيل لتوفير المعلومات عن انتهاكات إسرائيل قواعد المنشأ. وينتظر أن تكون هذه المشكلة في صلب المحادثات التي سيجريها ممثلو المنظمات غير الحكومية مع المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتين الأسبوع المقبل. إلى ذلك أ ف ب، يبدأ الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا غداً جولة في الشرق الأوسط للعمل على "تعزيز وقف اطلاق النار واستئناف الحوار" بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشمل الزيارة، التي تمتد إلى الأربعاء، كلاً من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر. وأشار بيان صدر عن مكتب سولانا أمس انه يرى في هذا الإطار أن "توصيات ميتشل لا تزال أفضل وسيلة لتجاوز الجمود الحالي ووضع حد للتصعيد واستئناف العملية السياسية".