إذا كانت أوكرانيا اشتهرت وذاع صيتُها في كل انحاء العالم فذلك يعود إما لجمال نسائها أو لكارثة تشرنوبيل. وهناك من تصل به روح الدعابة الى التساؤل إذا ما كان لإشعاعات تشرنوبيل تأثيرها الايجابي على جمال الفتيات الأوكرانيات اللواتي يتألقن في كل مسابقات الجمال وعروض الأزياء العالمية. ولكن الأوكرانيات لسن جميلات فحسب، إنما يتمتعن الى جانب ذلك بالذكاء ودماثة الأخلاق والرقة والعذوبة في التعامل مع الآخرين، ويبقين عفويات مهما بلغت درجة جمالهن. هذا ما يؤكده لنا السيد وليد حرفوش رجل الأعمال اللبناني الأصل الذي يعيش في أوكرانيا منذ سنوات طويلة والذي تزوج من أوكرانية لأنه وجد فيها كل ما يبحث عنه الرجل في المرأة. ويضيف وليد حرفوش أن المرأة الأوكرانية واقعية تعيش الأمور ببساطة وعفوية وتبقى صادقة مع نفسها ومع الآخرين على رغم صعوبة ظروفها وحياتها اليومية. وفي العاصمة كييف تتنقل الأوكرانيات الشابات بخفة ونشاط ما بين جدران المدينة الحمر التي تحررت من سنوات الستار الحديد الطويلة والثقيلة، وما زالت حتى اليوم تتحدى واجهات المحلات الحديثة والعصرية التي تعرض أحدث الصرعات والصيحات الغربية، وتدخل معها في صراعٍ زمني تنتصر فيه رغبة المرأة الأوكرانية في كسر رتابة الملابس المتزمتة التي رافقتها طويلاً والتي تعكس صورة ماضٍ تحاول ان تتحرر منه وتنساه. مع ذلك فالقلة القليلة تستطيع شراء هذه الأزياء الأنيقة التي تتماشى مع موضة العصر، هذا ما تقوله الشابة كاترين التي تشتري ملابس رخيصة الثمن ولكن من نوعية جيدة لأن راتبها لا يسمح لها بالإسراف والتبذير، لكنها سعيدة لأنها من القليلات اللواتي يملكن غسّالة، هذه الآلة التي تشكل عنصراً مهماً من عناصر الرفاهية التي تتوق اليها كل امرأة شابة في هذا البلد الفقير! في سياقٍ آخر وتعليقاً على الانفتاح الثقافي الذي يعرفه البلد اليوم تقول الكسندرا البالغة من العمر 19 عاماً والتي تدرس الهندسة المعمارية، انها شخصياً منفتحة على كل الثقافات وبخاصة على الثقافة الفرنسية، وتعمل أحياناً كحاضنة أطفال في السفارة الفرنسية في كييف، الا ان معظم الأفلام التي تشاهدها اميركية لأنها المفضلة لدى الأوكرانيين. ومع ما تعرفه أوكرانيا من موجات جديدة نجد ان الشابات الأوكرانيات يحافظن على عاداتهن الغذائية التقليدية. يأكلن النشويات والمعجنات وبخاصة البطاطا والأرز في شكل أساسي، ولا يتناولن الكثير من اللحم، وعلى رغم هذا النظام الغذائي الغني بالسُعرات الحرارية إلا انهن يتمتعن بالرشاقة، ما يفسر لجوء وكالات عرض الأزياء العالمية لتوظيفهن وتقديم عروض مغرية لهن. والشابة الأوكرانية تحرص دائماً على متابعة دراستها حتى ولو زاولت مهنة عرض الأزياء، كناتاشا غوتسي التي فازت بلقب ملكة جمال أوكرانيا عبر الانترنيت أخيراً والتي تعمل منذ سن الرابعة عشرة كعارضة أزياء. وغالباً ما تختار المرأة الأوكرانية مهن الاتصال لأنها تملك حسّاً خاصاً وشفافية تمكناها من النجاح في هذا المجال. وربما لا ينقص الشابة الأوكرانية اليوم سوى الازدهار الاقتصادي الذي ينتظره البلد بفارغ الصبر والذي قد يمكنها من تحقيق طموحها والحصول على قدر أكبر من الاستقلالية المادية. وإذا كانت أوكرانيا لا تصدر اليوم ذهباً أو بترولاً بل تصدر جمالاً، فهذا لأن الأوكرانية تبقى وبشهادة معظم اعضاء لجان التحكيم في مسابقات الجمال، المرأة التي تتمتع بمقاييس الجمال الكامل والباهر.