على غرار مسلسلات هوليوود الروائية، تشهد وكالة "ايليت" الدولية لعارضات الأزياء مسلسلاً من المعارك الإعلامية والقضائية، يشكل المال والسلطة والجمال عناصرها الرئيسية. ومن أبطال هذا المسلسل، رجلا الأعمال اللبنانيان عمر ووليد حرفوش 30 و28 عاماً اللذان يربطهما بالوكالة عقد موقع سنة 1999 يجعل منهما وكيليها الحصريين لتنظيم مباريات "اليت موديل لوك" لاختيار أفضل العارضات في كل من المغرب ومصر واوكرانيا والبانيا والدومينيكان. لكن الوكالة التي يعود اليها الفضل في اكتشاف أشهر العارضات أمثال كلوديا شيفر ونعومي كامبل، تقول اليوم انها فسخت العقد، وتصف عمر حرفوش بأوصاف شتى منها انه "مصاب بجنون العظمة ومعاد للسامية"، وتتهمه بالسعي الى الاساءة الى سمعتها ومحاولة الظهور مظهر "الرجل النظيف" على حسابها. ويملك عمر وشقيقه ثروة طائلة جمعاها عبر مجموعة "سوبر نوفا" الاذاعية التي أسساها في كييف اوكرانيا وتوسعت توسعاً ملحوظاً في ظل تولي ليونيد كوتشما الرئاسة الاوكرانية عام 1994. وهو يستغرب التهم الموجهة اليه عبر وسائل الإعلام والمذكرات القضائية التي يتلقاها يومياً من الوكالة. وروى عمر في مؤتمر صحافي عقده في فندق جورج الخامس في باريس، ان متاعبه مع "ايليت" بدأت نتيجة مطالبته الوكالة باعتماد الشفافية في أسلوب اختيار الفائزات في المباريات، ومطالبته خصوصاً باجراءات تضمن عدم تعرض سلامتهن الأخلاقية للأذى. وكان تقدم بهذه المطالب إثر ما أوردته شبكة "بي. بي. سي" البريطانية، عن تصرفات غير أخلاقية بحق العارضات، صدرت عن مسؤولين في وكالة "ايليت". وأكد ان حرصه على نقاوة "صناعة" عارضات الأزياء ومسؤوليته حيال العارضات اللواتي يخترن في المباريات التي ينظمها، هما الدافع الى التمسك بمطالبه. لكن الوكالة رفضت الأخذ بهذه المطالب وأبلغت وسائل الإعلام أنها تخلت عن العقد المبرم بينها وبين حرفوش، وسحبت منه اجازة تنظيم المباراة النهائية لاختيار أفضل عارضة أزياء للعام ألفين التي اجريت في جنيف يوم السبت الماضي. وذكر عمر ان الوكالة عملت في الوقت ذاته على استمالة شريكه في مجموعة "سوبر نوفا أ أس أ" السويسرية، كريستيان لاربان الذي عمل على وضع حد لشراكتهما. وأضاف انه قرر في ضوء هذه المعطيات، مقاطعة المباراة النهائية بالاتفاق مع ذوي العارضات اللواتي فزن في المباريات التي نظمها ومن بينهن الاوكرانية كاميلا توكايفا والمغربية ناديا ولد جماج. وأوضح ان قرار المقاطعة دفع القضية الى منحى جديد، فاستعانت "ايليت" برئيس وكالة "ردستارز" الاوكرانية للعارضات فيتالي ليفا، وهو من نزلاء السجون وسجله معروف لدى الشرطة، فاتصل بأسرة توكايفا للضغط عليها وإرغامها على المشاركة في مباراة جنيف النهائية، مما استدعى اخراجها وأسرتها من اوكرانيا حرصاً على سلامتها. وفي تطور استجد على هذا الصعيد، بدأ القضاء السويسري، تحقيقات حول ليفا ومسؤوليته عن المضايقات التي تعرضت لها توكايفا. والمرجح ان حرفوش يراهن على أن حرصه على نقاوتها قد يعزز مكانته كمالك لها. علماً أن ملكيتها موزعة حالياً بين شركاء ثلاثة هم الان كيتلد وجيرالد ماري ولاربان نفسه الذي أقدم في كانون الثاني يناير الماضي على شراء حصة جون كازابلانكا الرئيس السابق للوكالة. وأمام لاربان مهلة تنتهي بنهاية أيلول سبتمبر الحالي لشراء الوكالة التي قدرت قيمتها العام الماضي بحوالي 650 مليون فرنك فرنسي، وإلا عاد حق شرائها الى الشقيقين عمر ووليد. لذلك فإن الانطباع السائد في الوسط الإعلامي هو ان الحملة التي تطاولهما قد يكون هدفها الحؤول دون سيطرتهما على الوكالة.