سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤولون اسرائيليون ينشغلون باحتمال انهيار السلطة الفلسطينية وبن اليعيزر يبرر الاغتيالات . بيريز : حان الوقت لنتفق مع الفلسطينيين ونقسم البلاد ونرسم الحدود بيننا وبينهم
عاد المسؤولون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون الى الانشغال في امكانات انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية والانعكاسات المتوقعة منها. وفي الوقت الذي أعلن وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "ما زال الأقوى وصاحب القرار الأول والأخير على رغم بعض المصاعب التي تواجهه مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي"، قال تقرير لمراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" في المناطق الفلسطينية روني شيكد ان "السلطة تشهد انهياراً زاحفاً منذ اندلاع الانتفاضة" وأنه لا يمكن الحديث اليوم عن سيادة السلطة في المناطق الخاضعة لها فثمة بوادر انهيار المؤسسات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وأن "الرئيس عرفات بقي وحيداً في مواجهة الحرب مع اسرائيل من دون أن يكون بمقدوره أن يقدم لأبناء شعبه شعاع أمل". ورفض بن اليعيزر القول ان اسرائيل لا تملك مشروعاً سياسياً واضحاً، مضيفاً انه يتحتم على الرئيس الفلسطيني العمل الجاد لوقف العنف والعودة الى طاولة المفاوضات لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل "وعرفات وحده قادر على وقف النار متى شاء ذلك". واستدرك ليقول ان لا حل عسكرياً للمواجهات الدائرة. لكن وزير الخارجية شمعون بيريز يختلف مع زميله بن اليعيزر في شأن توافر مشروع سياسي للحكومة، وانتقد بيريز بشدة رفض رئيس الحكومة ارييل شارون اجراء حوار سياسي مع الفلسطينيين "في وقت لا تقود سياسة الحكومة الأمنية الى أي مكان. حان الوقت لنتفق مع الفلسطينيين على تقسيم هذه البلاد ومن الضروري رسم الحدود بيننا لأن البديل لذلك سيأتي بغالبية عربية في اسرائيل". الى ذلك، واصل بن اليعيزر تبرير سياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين البارزين وزعم ان التصفيات التي نفذها جنود الاحتلال في الأيام الأخيرة حالت دون وقوع عمليات انتحارية كثيرة وكشف عن اعتقال فلسطيني، صباح أمس كان في طريقه الى اسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية. من جهتها اعتبرت النائبة زهافه غلؤون، رئيسة كتلة ميرتس البرلمانية الاغتيالات مجرد ثأر وانتقام من الفلسطينيين وأضافت ان من غير المعقول ان تنصّب الحكومة نفسها قاضية وتلجأ عملياً الى سياسة العين بالعين وتقتل بزعم الدفاع عن النفس. الموقف الأميركي سياسياً نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية رفيعة ارتياحها من التغيير الحاصل في الأيام الأخيرة في الموقف الأميركي من اسرائيل "وتفهم الادارة الأميركية للسياسة الاسرائيلية وهو ما وجد تعبيراً له في تصريحات نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي برر الاغتيالات التي نفذتها أذرع الأمن الاسرائيلية". أضافت الصحيفة ان الادارة الأميركية تتبنى الموقف الاسرائيلي الداعي الى وقف تام للنار وفترة تهدئة شرطاً لتنفيذ استحقاقات توصيات لجنة ميتشل. وحسب الصحيفة فإن مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس تقود "الخط السياسي" المتفهم للموقف الاسرائيلي من خلال سعيها الى استمالة الصوت اليهودي في ولاية فلوريدا حيث يتنافس على منصب حاكم الولاية شقيق الرئيس الأميركي جب بوش الذي سيخوض الانتخابات لولاية ثانية عام 2004. وقال بيريز امس انه يختلف مع شارون في سياساته وانه "الى جانب محاربة الارهاب يتحتم على اسرائيل التحادث مع الفلسطينيين على المستويات كافة". وقال شارون نفسه بعد اجتماعه مع السفير الاميركي الجديد في تل ابيب دان كيرتزر ان لا تغيير في السياسة الاسرائيلية القاضية أولاً بوقف "الارهاب والتحريض، ثم وقف النار تماماً لأسبوع كامل، وبعد ذلك اسابيع التهدئة الستة ثم يتم الشروع في تنفيذ توصيات ميتشل".