أعلنت "بريتش ايرويز"، أكبر شركة طيران في أوروبا، تراجع أرباحها بمقدار النصف، في الربع الأول من السنة المالية، وتوقعها استمرار التراجع لمدة سنة مقبلة، وسط تقديرات متشائمة في أوساط النقل الجوي بأن صناعة الطيران التجاري مقبلة على ركود سيمتد حتى سنة 2002 على أقل تقدير. ولم يفاجىء الاعلان المراقبين، إلا أنه عكس عمق الأزمة التي تعيشها الشركة، التي تشابه ما تشهده الناقلات الجوية الكبرى في اميركا الشمالية وفي أوروبا، نتيجة التباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود وارتفاع سعر الدولار، وعزوف الشركات عن استخدام درجة الأعمال لسفر مديريها. واعلنت الشركة إن عائداتها في الربع الأول من السنة المالية 2001 - 2002 قاربت 3،2 بليون جنيه 3،3 بليون دولار، وإن الأرباح التشغيلية بلغت 50 مليون جنيه، مقابل 97 مليون جنيه قبل عام. وتوقع الرئيس التنفيذي للناقلة رود ادينغتون، في مؤتمر صحافي أمس، ألا تشهد الشركة تحسناً اقتصادياً كبيراً قبل موسم الصيف المقبل. كما توقع أن يشهد موسم الشتاء تراجعاً في عدد المسافرين، معتبراً أن موسم الشتاء سيكون "مرحلة تحد حقيقي". وتملك "البريطانية" 348 طائرة، ويعمل لديها 60 ألف موظف في 100 بلد. وسيّرت العام الماضي 530 ألف رحلة جوية نقلت 48 مليون مسافراً، أغلبهم من المسافرين الدوليين، إلى 130 بلداً. وتظهر الأرقام الخاصة بحركة السفر في تموز يوليو الماضي، وهو من أبرز المواسم الكثيفة، تراجع عدد المسافرين في درجتي الأولى والأعمال بنسبة 0،11 في المئة مقابل 5،9 في المئة في الدرجة الاقتصادية. وأدى التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده السوق الدولية والأميركية خصوصاً، حيث تتمتع "البريطانية" بحضور قوي، إلى تراجع استخدام الشركات عن استخدام درجة الأعمال لنقل مديريها، بسبب خفض النفقات أو تراجع نشاطها نفسه. وأدى هذا الأمر الى الغاء شركات الطيران الأميركية مئات من رحلاتها اليومية، وإلى بدء تسريح موظفيها. وتخيّم أجواء تشاؤم على أوساط النقل الجوي بسبب توقع شركات الطيران بأن تدفع صناعة الطيران التجاري في السنتين المقبلتين فاتورة التراجع الاقتصادي الذي يشهده العالم. وافادت "البريطانية"، في بيانها أمس، إنها أدرجت في حساباتها الدفترية ثمن صفقة بيع شركة طيران "غو" قبل شهرين التي بلغت 110 ملايين جنيه، لكنها نوهت إلى أن أزمة "الحمى القلاعية" التي ضربت الريف البريطاني وفرضت قيوداً على تنقل السياح والمسافرين الى بريطانيا مسؤولة إلى حد ما عن تراجع أرباحها. وأشار ادينغتون إلى أن شركته تستعد في الأيام المقبلة للتقدم بطلب الى السلطات المعنية في بريطانيا والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة، للحصول على موافقتها على تنفيذ تحالف مع شركة "اميركان ايرلاينز".