سلمت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان امس بلاغاً إلى النائب العام تطلب فيه فتح تحقيق رسمي في جرائم قتل أسرى مصريين على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربي 1956 و1967، متضمناً اسماء قادة بارزين في الدولة العبرية في مقدمهم رئيس الحكومة ارييل شارون. وجاء البلاغ الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه في عشر صفحات متضمناً ثلاث عشرة تهمة لمسؤولين سابقين وحاليين في اسرائيل تخضع جميعها للقانون المصري وتستوجب محاكمة مرتكبيها، اضافة الى مئات المستندات الدالة على حدوث هذه الجرائم. وأشار البلاغ إلى أن اعترافات المسؤولين العسكريين السابقين وإفادات الشهود عن المذابح التي تعرض لها أسرى مصريون تضمنت اسماء ارييل شارون وبنيامين بن اليعيزر ورفول ايتان وايريل بيرو وشارون زيف وداني وولف وعاموس نئمان ومراسيل طوبياس وموردخاي براون. وقال الأمين العام للمنظمة السيد حافظ أبو سعدة ل"الحياة" إن "البلاغ هو الخطوة الأولى ضمن مجموعة تدابير قانونية تستهدف محاكمة ارييل شارون على ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية"، لافتاً إلى أنه "سيسلم، في غضون أيام، ملفاً عن القضية الى مجموعة من المحامين في أوروبا لإقامة دعوى أخرى ضد السفاح شارون في بلجيكا أو في باريس". وكان الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي ارييه بيرو أعلن قبل ستة أعوام ارتكاب جرائم قتل آلاف من الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967، واعترف بتلقي تعليمات مباشرة من قادة في الجيش، وذكر اسماء أوردها البلاغ المقدم الى النائب العام. وطالب البلاغ، الذي عرضته المنظمة، تحريك الدعوى العمومية ضد مرتكبي هذه الجرائم استناداً الى قانون العقوبات المصري والاتفاقات الدولية التي وقّعت عليها مصر وإسرائيل. ولفت الى أن "عشرات المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في شبه جزيرة سيناء وما حوته من رفات للشهداء دليل كاف على حدوث هذه المجازر على الأراضي المصرية". وقال أبو سعدة إن "البلاغ استند الى تطابق بعض مواد قانون العقوبات الوطني على الجرائم التي ارتكبها المتهمون الصهاينة وما ورد في الدستور من عدم سقوط هذه الجرائم بمرور الزمن، واختصاص النيابة العامة برفع الدعوى الجنائية ضد المتهمين وفقاً لقانون الاجراءات الجنائية". من جهة أخرى، قررت أحزاب المعارضة المصرية توجيه رسائل إلى الأحزاب والبرلمانات الأوروبية لتوضيح حقائق الموقف في الأراضي المحتلة وخطورة الممارسات الإسرائيلية العدوانية على المصالح الغربية في المنطقة. وعقد قادة أحزاب التجمع والناصري والوفد اجتماعاً صباح أمس في مقر الأخير للتداول في شأن تنظيم انشطة دعم الانتفاضة الفلسطينية في ضوء اللقاء الذي جرى والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى قبل أيام.