} تعرضت عملية السلام في ايرلندا الشمالية لانتكاسة، اذ هز انفجار سيارة ملغومة وضعها متطرفون كاثوليك، منطقة مزدحمة غرب لندن، متسبباً في سقوط سبعة جرحى على الاقل، فيما نجحت الشرطة في تفكيك سيارة اخرى قرب مطار بلفاست. وعزز ذلك المخاوف من انعكاس فشل طرفي النزاع في التوصل الى تسوية نتيجة محادثاتهما الدائرة حالياً. لندن - رويترز، أ ب - هز انفجار سيارة مفخخة منطقة مزدحمة غرب لندن في وقت متأخر من مساء اول من امس، متسبباً في سقوط سبعة جرحى على الأقل، فيما نجحت الشرطة في تفكيك سيارة مفخخة اخرى قرب مطار بلفاست. وقالت الشرطة ان الهجومين يحملان بصمات ثوار "الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي" وهو فصيل متشدد في الحركة الكاثوليكية الايرلندية، يعارض التسوية السلمية في ايرلندا الشمالية. وأدى الانفجار الذي وقع منتصف ليل اول من امس في شارع ايلينغ برودواي الى تصاعد ألسنة اللهب وسحابة ضخمة من الدخان وتحطيم واجهات متاجر ونوافذ منازل وأثار ذعر السكان في المنطقة المزدحمة بالحانات والملاهي قرب محطة مترو الانفاق. وانفجرت ماسورة رئيسية وغمرت المياه الشارع، ونقل سبعة جرحى من بينهم شرطية الى مستشفى ايلينغ ولا يوجد بينهم من يعاني اصابات خطرة. وتلقت الشرطة تحذيراً قبل نصف ساعة من الانفجار الذي وقع في سيارة رمادية متوقفة قرب المحطة. وقال آلان فراي رئيس ادارة مكافحة الارهاب في اسكتلنديارد ان الهجوم مماثل لهجمات اخرى في لندن شنها اعضاء جماعة "الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي" التي انشقت عن منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي عام 1997. ونادراً ما تعلن هذه الجماعة مسؤوليتها عن هجمات. وقال فراي في مؤتمر صحافي امس: "نحن محظوظون للغاية لأنه لم يقتل احد هنا الليلة الماضية. انها منطقة مزدحمة جداً، ولا أرى أي سبب لترك السيارة هناك غير التشويه والقتل". وتلتزم منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي بوقف لاطلاق النار بعد 30 عاماً من القتال بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية الخاضعة للحكم البريطاني. لكن الجماعات المنشقة مثل "الجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي" تعارض اتفاقية السلام المبرمة عام 1998، وتختار مواعيد مهمة في عملية السلام لشن هجمات كبيرة في ايرلندا الشمالية وداخل بريطانيا. مفاوضات السلام وتزامن ذلك مع انكباب طرفي النزاع الايرلنديين على درس اقتراح جديد من بريطانياوايرلندا بخفض عدد القوات البريطانية على ان يتم نزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي. ورفض الكاثوليك المشاركون في المفاوضات الدائرة في قلعة بلينغهام في ايرلندا، الاقتراح الجديد معتبرين انه لا يلبي في شكل كاف الشروط الواردة في اتفاقية السلام التي ابرموها مع البروتستانت قبل ثلاثة اعوام. وكان ديفيد تريمبيل البروتستانتي المعتدل الذي ترأس حكومة محلية تشكلت بموجب الاتفاقية، استقال من منصبه اخيراً، متذرعاً بعدم تنفيذ ما اتفق عليه في شأن نزع سلاح الجيش الجمهوري. وفي مقابل الرفض الكاثوليكي للاقتراح البريطاني - الايرلندي في شأن خفض عدد الجنود البريطانيين في ايرلندا الشمالية، ابدى الطرف البروتستانتي معارضة قوية لاصلاح الشرطة في الاقليم لتنتهي الهيمنة البروتستانتية عليه وتطعم بعناصر كاثوليكية.