طهران،الما اتا - أ ف ب - نفت ايران خرقها المجال الجوي لاذربيجان، واكدت احترامها لحدود هذا البلد. وكان مسؤولون اذربيجانيون اشاروا الاربعاء الماضي الى خرق طائرة ايرانية المجال الجوي لاذربيجان. وذكرت شبكة التلفزيون الاذربيجانية الخاصة "اي ان اس" ان الطائرة الايرانية حلقت فوق المياه الاقليمية لاذربيجان واقتربت الى حدود 160 كلم من باكو. واشارت الى حادث مماثل وقع قبل ثلاثة ايام. ونقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء" الايرانية الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي "ان طلعات سلاح الجو الايراني لا تعدو ان تكون دوريات عادية تمت داخل الحدود الايرانية الجوية والبحرية". واضاف ان طهران "ترغب في تعزيز علاقاتها مع باكو وتريد ان يحل الجانبان المسائل العالقة بينهما عبر الحوار في مناخ ايجابي اوجدته تصريحات الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف". وكان علييف صرح الاربعاء انه لا يريد خلق مزيد من التوتر، ودعا الراديكاليين المناوئين لايران في بلاده الى عدم التسبب في حوادث، وذلك على رغم ادانته ايران للجوئها الى القوة في خلافها مع اذربيجان بشأن تقاسم مياه بحر قزوين. وتعلن ايران باستمرار انها لن تعترف بعقود الاستثمار النفطي والاتفاقات الثنائية في شأن بحر قزوين، وتطالب بان يتم تحديد النظام القانوني لاستثمار ثروات هذا البحر بين الدول الخمس المطلة عليه ايرانواذربيجان وروسيا وكازاخستان وتركمانستان. وفي حين ترى طهران ان بحر قزوين ينبغي ان يقسم الى خمس مناطق متساوية تصر باكو وموسكو على ان يتم التقاسم بصورة نسبية وفقاً لطول شواطئ كل دولة، وهو ما يقلل من مساحة القطاع الايراني. وشهدت العلاقات بين ايرانواذربيجان توتراً في 24 الشهر الماضي اثر ارغام قطعة من الاسطول الحربي الايراني سفينتين اذربيجانيتين استأجرتهما شركة النفط البريطانية "بريتش بتروليوم" بي بي على العودة ادراجهما. وأدى التوتر العسكري الاخير بين ايرانواذربيجان الى الدفع باتجاه حل مسألة تقاسم موارد بحر قزوين الغني بالنفط والغاز الذي تتنازع عليه خمس دول منذ عشرة اعوام. واعتبر الخبراء ان هذه الخلافات الحدودية أدت مرة جديدة الى تهديد فرص التوصل الى حل سلمي لمشكلة تقاسم موارد بحر قزوين. وبدت الدول الخمس المطلة على البحر غير قادرة على ايجاد اتفاق لتقاسم موارده منذ تفكك الاتحاد السوفياتي قبل عشرة اعوام. وحال فشل مفاوضاتهم حتى الآن دون التطوير الشامل لهذه المنطقة التي يفترض انها تحتوي 200 بليون برميل من النفط و600 بليون متر مكعب من الغاز. ومن المقرر ان يعقد قادة الدول الخمس قمة في الخريف لحل هذه المشكلة، علماً بأنها أُجلت في الماضي مرتين بسبب عدم تسجيل تقدم مهم خلال الشهور الماضية. لكن يفترض ان يدفع الحادث الأخير بين ايرانواذربيجان الدول الخمس على وضع مقاربة جديدة للمشكلة تكون مقبولة لدى الجميع، كما قال روبرت ايبل مدير دائرة الطاقة والامن القومي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية. لكن اي تهديد جديد باستخدام القوة في هذا النزاع قد يقضي على كل الآمال في التوصل الى حل سلمي لاحقاً. وتزامن هذا الحادث مع قرب توصل كازاخستان واذربيجان وروسيا الى اتفاق بشأن تقاسم موارد النفط والغاز في بحر قزوين.