} دعا مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي الرئيس محمد خاتمي الى الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة واعطاء الاولوية لمعالجة الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد الاجتماعي، واعلن في كلمة القاها بمناسبة المصادقة على انتخاب خاتمي، ان "الشعب هو الاصل وصاحب القرار في ايران" فيما اشترط الرئيس الايراني للنجاح في مهمته "عناية المرشد وتعاون كل القوى السياسية". صادق مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي على اعادة انتخاب الرئيس خاتمي لولاية رئاسية ثانية، وفقاً لما ينص عليه الدستور، بحضور كبار الشخصيات السياسية ورئيسي القضاء آية الله شهرودي والبرلمان مهدي كروبي، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني والنواب والوزراء وقادة الاجهزة العسكرية والامنية واعضاء السلك الديبلوماسي الاجنبي المعتمدين في طهران. وشكل موقف خامنئي دعماً واضحاً لتوجهات التيار الاصلاحي في ترسيخ دور الشعب في الحكم ومواجهة بعض القوى المحافظة التي تقلل من اهمية هذا الدور، اذ شدد المرشد على "ان الشعب الايراني هو الاصل في القرار وان رئيس الجمهورية مسؤول امام الشعب وكذلك بقية المسؤولين" وحذر من انه "اذا حصل اي انحراف عند اي مسؤول، سواء كان قائد الثورة المرشد او رئيس الجمهورية او اي مسؤول آخر، فسيجد نفسه معزولاً بشكل تلقائي من جانب الشعب". واكد خامنئي "ان قوتنا تنبع من قوة الشعب، ولا يمكننا القيام بشيء من دونه". وشدد على الدور المهم الذي يضطلع به رئيس الجمهورية، داعياً كل السلطات والمؤسسات والاجهزة المعنية الى التعاون معه. وحدد المرشد ثلاثة عناوين اوصى بها الرئيس خاتمي، هي الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة بالتعاون مع مجلس الشورى واعطاء الاولوية لمعالجة الوضع الاقتصادي وحل مشكلة البطالة، والاهتمام بالوضع الثقافي ومواجهة كل انواع الفساد الاجتماعي والمالي والاخلاقي، وطالب "الجميع" ب"الحرص على عدم اذكاء التوتر السياسي لاتاحة المجال امام الحكومة الجديدة للعمل". اما مواقف الرئيس خاتمي فاتسمت بالتشديد على ثوابت برامجه الاصلاحية، وهي تعزيز الحريات ودور الشعب، وجدد موقفه من ولاية الفقيه، مؤكداً الدور المحوري للمرشد. وقال: "المرشد هو صاحب المقام الاول والمدافع عن الدستور وحقوق الشعب". واعتبر ان مصادقة المرشد على انتخاب الرئيس تأكيد لاهمية دور الشعب، ودليل على جمهورية النظام في ايران واسلاميته، مشيراًً الى ان هذا "ما يسمى الديموقراطية الدينية". وشدد على ان على النظام "الاعتراف بحق الشعب في الاحتجاج والانتقاد"، موضحاً "يحق للشعب طرح الاسئلة والاطلاع والانتقاد والاحتجاج"، مضيفا ان "الانتقاد والاحتجاج يعتبران حقاً من حقوق الشعب لا جدل فيه". واكد خاتمي انه يتحمل كرئيس للبلاد مسؤولية صعبة تجاه المرشد والبرلمان والشعب، مضيفاً ان القيام بهذه المسؤولية يتطلب عناية المرشد وتعاون الجميع. وكان واضحاً ان خامنئي وخاتمي يريدان عبر مواقفهما هذه توجيه رسائل متبادلة الى انصارهم في التيارين المحافظ والاصلاحي بضرورة البدء بمرحلة جديدة لا يتحول فيها التنافس السياسي الى صراع بينهما. وفي هذا السياق، اكد النائب الاصلاحي البارز مجيد انصاري ل"الحياة" ان "السنوات الاربع المقبلة ستشهد مرحلة جديدة عنوانها التعاون والتفاهم بين القوى والاجنحة السياسية المختلفة". ورد انصاري، العضو البارز في رابطة علماء الدين المناضلين التي ينتمي اليها خاتمي "بعض المواجهات" التي شهدتها السنوات الاربع الماضية الى "سوء الفهم والتفاهم حول البرامج واعمال بعض المتطرفين في التيارين الاصلاحي والمحافظ". واوضح ان "التجربة السابقة اثبتت ان برامج الرئيس خاتمي واهدافه تتحركان في اطار الدستور والقوانين الدينية. واعرب عن امله بضبط قادة التيار المحافظ القوى المتطرفة في صفوفه، وقيام تعاون مثمر مع الرئيس خاتمي".