صدر عن دار المعرفة الجامعية في الاسكندرية، كتاب "حضارة وآثار مصر الإسلامية"، من تأليف الباحث محمد الجمل، المدرس في كلية الآداب في جامعة الاسكندرية. يتناول الكتاب مجموعة من الدراسات والبحوث في حضارة وآثار مصر الإسلامية. أفرد المؤلف الفصل الأول لدراسة التبادل الحضاري بين مصر وبعض بلدان حوض البحر المتوسط. خصوصاً بلاد المغرب والأندلس. واشتمل الفصل الثاني على دراسة عواصم مصر الإسلامية منذ إنشاء عمرو بن العاص للفسطاط العام 642م. كنتيجة لحركة الفتوحات الإسلامية. وتحدث عن التطور العمراني لمدينة الفسطاط في ضوء الحفائر الأثرية، وتتبع تطور إنشاء المدن في مصر حيث شيّد العباسيون مدينة العسكر بعد دخولهم مصر العام 750م. ثم تحدث عن مدينة القطائع الطولونية، حاضرة مصر الثالثة، وارتباطها بشخصية مؤسسها أحمد بن طولون. ثم انتقل إلى الحديث عن مدينة القاهرة وتطورها العمراني منذ أن شيّدها جوهر الصقلي العام 969 ميلادية، واصبحت كما يقول المقريزي: "دار خلافة ومنزل ملك ومعقل قتال، لا ينزلها إلا الخليفة وعساكره وخواصه الذين يشرفهم بقربه فقط". ثم خصص الفصل الثالث كمدخل لدراسة آثار مصر الإسلامية، فأوضح أنواع العمائر الإسلامية من دينية ومدنية وعسكرية، وفصّل الحديث عن المساجد المبكرة مثل مسجد الرسول في المدينة، والجامع الأموي في دمشق، وجامع القيروان، وجامع قرطبة، وجامع سامرا، لأهمية تلك المساجد في نشأة العمارة والفنون الإسلامية، وتأثيرها القوي على كل المساجد اللاحقة في مختلف أقطار العالم الإسلامي. كذلك أوضح في هذا الفصل مصادر الفنون الإسلامية وخصائصها والأسس التي قامت عليها من زخارف هندسية ونباتية وكتابية. ثم تتبع في الفصول التالية بالدراسة والتحليل أهم آثار مصر الإسلامية، فخصص الفصل الرابع لآثار مصر الإسلامية قبل العصر الفاطمي مثل جامع عمرو بن العاص ومقياس النيل ومشهد آل طباطبا، وجامع أحمد بن طولون، وفي الفصل الخامس قام المؤلف بدراسة وصفية وتحليلية لأهم العمائر الفاطمية في مصر مثل الجامع الأزهر وجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع، اضافة إلى المشاهد والأضرحة الفاطمية. وتناول بالشرح والتفصيل التأثيرات المغربية على العمائر الفاطمية في مصر منذ انتقال الفاطميين إلى مصر وتأسيس القاهرة، وذلك من خلال الأساليب الفنية السائدة في افريقيا والتي اصطحبوها معهم إلى مصر. وفي الفصل السادس تناول المؤلف بالدراسة العمارة المصرية في عصر الدولة الأيوبية من خلال دراسة وصفية وتحليلية لأهم العمائر الأيوبية مثل قلعة الجبل وأسوار صلاح الدين، وقبة الإمام الشافعي والمدرسة الكاملية ومئذنة المشهد الحسيني، وقبة الخلفاء العباسيين، وغيرها من الآثار الأيوبية. واختتم الجمل كتابه بقائمة بأهم المصطلحات المستخدمة في وصف الآثار مع محاولة لتبسيطها بقدر الإمكان.