حذرت وزارة الري السودانية من أن مناسيب مياه النيل في شمال البلاد ستتجاوز خلال اليومين المقبلين أعلى قمة وصلتها في العام 1988 الذي شهد فيضانات مدمرة غمرت مئات القرى وشردت الآلاف وأتلفت المحاصيل الزراعية. وأعلنت الوزارة أن مناسيب مياه النيل ستواصل ارتفاعها في المناطق شمال مدينة عطبرة بعدما حاصرت مياه الفيضان 35 قرية ودمرت عشرات المنازل في سيدون. وتوقعت استقرارها بعد يومين في منطقة مروى وثلاثة أيام في دنقلا. وأشارت إلى انخفاض المناسيب في مدينة سنجة في وسط البلاد التي غمرت المياه أجزاء واسعة منها واتلفت البساتين، وستستمر في الانخفاض أيضاً في مدن الخرطوم ومدني وشندي خلال الأيام الثلاثة المقبلة. لكنها أوضحت أن هطول أمطار غزيرة في الهضبة الاثيوبية سيجعل خطر الفيضان ماثلاً لفترة أسبوعين مقبلين. ووصف حاكم ولاية نهر النيل إبراهيم محمود الوضع في ولايته بأنه بالغ الصعوبة، وان حكومته تواجه صعوبات في توصيل الغذاء إلى عشرات القرى التي غمرها الفيضان وبات متعذراً الوصول إليها إلا جواً. وحذر المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر ناظم الوليد من أن ولاية سنار التي اجتاح الفيضان أجزاء واسعة من مناطقها أخيراً شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الاصابة بأمراض الملاريا والنزلات المعوية، وان الموقف في الولاية يحتاج إلى مزيد من الدعم العاجل حتى تستقر الأوضاع، مشيراً إلى أن الفيضان غمر 60 ألف فدان من الأراضي الزراعية وأتلف المحاصيل والبساتين، كما غمرت المياه أيضاً قرى في ولاية النيل الأبيض. وفي الخرطوم، تأثرت 22 أسرة بالفيضان في منطقة العزوزاب ولا يزال الخطر يهدد جزيرة توتى في وسط العاصمة. وأجرى وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اتصالاً هاتفياً مع وزير الري المصري الدكتور محمود أبو زيد نقل خلاله طلباً من حكومة الولاية الشمالية القريبة من الحدود المصرية لإمدادها بآليات نقل التربة لتقوية الجسور لحماية القرى والجزر والبساتين التي يهددها خطر الفيضان. وفي القاهرة، اصدر الرئيس المصري حسني مبارك توجيهات الى الاجهزة المصرية كافة لوضع امكاناتها تحت تصرف الحكومة السودانية لمواجهة خطر الفيضان على المدن والقرى السودانية. وأوضح السفير المصري في السودان محمد عاصم ابراهيم الموجود حالياً في القاهرة، أن اتصالات تجري بين وزيري الري والاجهزة المختصة لتقديم الدعم والمساعدة للسودان لمواجهة كارثة الفيضان. وبدد وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمود أبو زيد مخاوف المواطنين من تأثير فيضان النيل على الأوضاع في البلاد وخصوصاً محافظات الصعيد، ورد على معلومات وردت في صحف معارضة تضمنت تحذيرات من تأثير مياه الفيضان على الاراضي الزراعية وقرى تقع على ضفتي النيل جنوب مصر مؤكدا أن السد العالي "حمى مصر لسنوات من اخطار الفيضان". لكنه أوضح أن الاجهزة المصرية "حريصة على عدم تصريف أي مياه زائدة شمال السد"، وقرر الوزير فتح مفيض توشكى لاستقبال المياه الزائدة حين يصل منسوب المياه خلف السد العالي الى 179 متراً أي بزيادة مقدارها متر على العام الماضي"، وتوقع أن يتحقق ذلك وفقا للمعدلات المسجلة يومياً نهاية الاسبوع المقبل. وهذه السنة الثانية على التوالي التي تدخل فيها مياه الفيضان مفيض توشكى منذ تشييد السد العالي لزيادة المخزون من المياه في البحيرة الى أكثر من 30 مليون متر مكعب.