بغداد - أ ف ب - انتقدت صحيفة عراقية رسمية أمس الامين العام للامم المتحدة كوفي انان واتهمته بالانتقائية في التعامل مع الملف العراقي معربة عن اسفها لدعوته العراق للكشف عن مصير المفقودين الكويتيين. وقالت صحيفة "القادسية" ان "انان لم يتوان عن مهاجمة العراق والاعراب عن أساه وأسفه البالغ لأن العراق لم يكشف مصير المفقودين الكويتيين". الصحيفة: "في الوقت نفسه لم يحرك انان ساكناً بشأن ما يجري من ظلم وتعسف ضد العراق ومن ذلك العدوان اليومي الاميركي البريطاني الصهيوني" في اشارة الى الغارات شبه اليومية التي تشنها الطائرات الاميركية والبريطانية فوق شمال العراق وجنوبه. وقالت ايضاً ان "انان يتصرف على وفق ما يحلو له بشأن الحصار والعدوان ضد العراق وبشأن موقف مجلس الامن والامم المتحدة المتفرج بل الراضي عن جرائم الابادة التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب ضد ابناء شعبنا العربي في فلسطين". واوضحت الصحيفة ان "كوفي انان يمارس الانتقائية التي يصم بها العراق وعلى نحو مفضوح"، وتساءلت "اذا كان انان حريصاً على المفقودين الكويتيين فلماذا لم يظهر أي حرص على مصير 1142 مفقوداً عراقياً؟". واكدت الصحيفة ان "انان يعلم علم اليقين ان ليس لدى العراق أسرى كويتيين وان موقف العراق واضح وصريح ازاء قضايا المفقودين وعلى نحو شامل غير مجزأ لاغراض سياسية عدائية مغرضة". وكان العراق دعا أول من أمس الامانة العامة لجامعة الدول العربية الى تشكيل لجنة عربية لمتابعة ملف المفقودين العراقيين والكويتيين على حد سواء. ونقلت وكالة الانباء العراقية الرسمية عن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري قوله في رسالة وجهها الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان "العراق يرحب بأية مبادرة يقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتفعيل دور الجامعة وتشكيل لجنة عربية لمتابعة موضوع المفقودين العراقيين والكويتيين وعدم ابقائه معلقاً". ورأى صبري ان "بعض الاطراف يقوم بوضع العراقيل امام هذا الموضوع لابقائه معلقاً كورقة ضغط على العراق" مشيراً الى ان "العراق تعاون مع كل البعثات والموفدين من اجل حل هذه القضية بشكل ايجابي". وفي رسالة وجهها صبري الى انان ونشرتها وكالة الانباء العراقية أول من أمس اشترطت الحكومة العراقية عدم حضور ممثلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا اجتماعات اللجنة الثلاثية حول الاسرى الكويتيين لاستئناف تعاونها مع اللجنة التي تقاطع اجتماعاتها منذ كانون الاول ديسمبر عام 1998. وجاء في الرسالة ان "استمرار مشاركة اميركا وبريطانيا في اعمال اللجنة الثلاثية ادى الى توقف العمل بين الاطراف في متابعة ملف المفقودين العراقيين والكويتيين والسعوديين ومن جنسيات اخرى بسبب النوايا السياسية لهذه المشاركة من قبل اميركا وبريطانيا واتخاذها كورقة ضغط سياسية ضد العراق خدمة لمصالحهما في هذه القضية". على صعيد آخر اكد مصدر في وزارة الصحة العراقية أمس ان لدى الوزارة ادلة قاطعة تثبت مسؤولية شركة "ميريو" الفرنسية بتسليم العراق عام 1986 كميات دم ملوثة بفيروس الايدز ما ادى الى اصابة 123 شخصاً بالمرض. ونقلت صحيفة "تكريت" الاسبوعية عن المصدر قوله ان "وزارة الصحة العراقية ستستمر بمتابعة القضية حتى النهاية.