بيروت - "الحياة" - بعد اقل من 24 ساعة على إعلان إسرائيل قرية الغجر الحدودية منطقة عسكرية مغلقة يحظر الوصول إليها، فوجئ سكان القرية التي تقع على سفح جبل الشيخ في هضبة الجولان السورية المحتلة التي ضمتها إسرائيل على مثلث الحدود بين سورية ولبنان وإسرائيل والتي "قسمها الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة في العام 2000 الى قسمين، الثلثان في لبنان والباقي في الجولان، فوجئوا بمسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق يجتاز الشريط ويدخل القسم اللبناني المحرر تحيط به مجموعة من مقاتلي "المقاومة الإسلامية" الجناح العسكري للحزب، ويوجه لهم التهنئة بالتحرير". وأفاد قادمون من المنطقة أن الشيخ قاووق وصل الى الجانب اللبناني من الغجر على رأس مجموعة من الكوادر ووسط انتشار كثيف نفذته مجموعات من مقاتلي الحزب في المنطقة. وكان الشيخ قاووق مشى سيراً على الأقدام في محاذاة الشريط الشائك وهو يراقب الأحياء والمنازل في القسم المحتل من الغجر حيث تجمع الأهالي داخل البلدة وراحوا يراقبون ما يحدث. وفي الوقت نفسه انتشرت قوات اسرائيلية في مواقع مقابلة مشرفة على الغجر. وقال قاووق للصحافيين ان الزيارة هي رسالة للعدو الإسرائيلي، وأن المقاومة لن تتساهل في الدفاع عن اية حبة تراب من ارضنا اللبنانية، ورأى ان "كل التهديدات الإسرائيلية والتهويلات تكشف عن حجم المأزق الإسرائيلي، ولا يمكن ان تغير من واقع المعادلة التي تفرضها "المقاومة الإسلامية" في اي شيء". أضاف: "هذه الأرض لبنانية وقد تحررت بفضل معادلة المقاومة ونحن سنستمر في حماية هذه المعادلة". وقال قاووق ان الغجر هي ارض لبنانية بثلثيها الشمالي، وأن المقاومة لن تتهاون في الدفاع عن هذه الأرض مهما علت التهديدات الإسرائيلية". ورداً على سؤال عن إعلان إسرائيل الغجر منطقة عسكرية، قال "ان وجودنا هنا خير دليل على ان هذه الأرض هي لبنانية، وسنستمر بالمقاومة حتى تحرير الأراضي اللبنانية كاملة". وأكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين "ان إعلان العدو الصهيوني منطقة الغجر عسكرية هو تهديد ضد لبنان، وأن اي اعتداء صهيوني في تلك المنطقة او غيرها هو اعتداء لا يمكن ان يمر من دون رد من جانب المقاومة الإسلامية واللبنانيين". من جهة ثانية، وصل قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب الجنرال موهان تيواري بطائرة مروحية الى بلدة الخيام حيث أقلته من هناك سيارة للقوات الدولية الى بلدة العباسية حيث تفقد موقع القوات الهندية فيها وانتقل بعدها برفقة ضباط هنود الى محيط الغجر مستطلعاً الوضع، وترافق ذلك مع تسيير القوات الهندية دوريات بين الحين والآخر. وتوجه الى الغجر ايضاً نحو مئتي مواطن لبناني، وأطلقوا هتافات معادية للاحتلال الإسرائيلي. الى ذلك، اقام اهالي بلدة العباسية عرساً بمناسبة عودتهم الى اراضيهم سموه عرس العودة إيذاناً ببدء عملية الإعمار، وقد حضر الاحتفال النائبان قاسم هاشم وعلي حسن خليل والشيخ قاووق. وألقيت في المناسبة كلمات دعت الى "مواصلة المقاومة حتى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا"، ومؤكدة "دعمها المقاومة بالوسائل كافة، ورفض التهديدات الإسرائيلية والاستمرار في المعادلة التي فرضتها المقاومة على الاحتلال".